** قبل عقود كان إخواننا المصريون المعلمون يملؤون ساحات مدننا، وكانوا معلمين أكفاء، يدخلون فصول مدارسنا في التعليم العام، وفي يد المعلم قطعة «طاباشير» وأذهانهم ملأى بالثقافة كلٌ في تخصصه!.. كان التعليم راقياً، وكان نجاح الطلبة يُوازي المستوى الممتاز والجيد!. ** وكان هؤلاء الأساتذة حين يتخرجون في تعليم بلادهم؛ وقبل أن يمارسوا مهنة التدريس يتلقون تدريبات شتى، عنوان تلك التدريبات أيام زمان «كيف نعلم؟» ويدير تلك الفصول التدريبية رجالٌ أخيار شاغلهم التميُّز وأداء رسالة التعليم بتفوق! وقديماً قالوا: قم للمعلم وفه التبجيلا كاد المعلم أن يكون رسولا ** وكان من مميزات التعليم، أن في تلك المدارس بمصر «مفتشين» متميزين! يدخل أحدهم الفصل الدراسي عند بدئه ويجلس على كرسي مستمعاً لأداء المعلم: كيف يلقي درسه وتحاور الطلاب معه!.. وحين تنتهي الحصة ينصرف ويدوِّن في محفظته ما وعى من درس المعلم؛ وخلال أيام يقدم كل مدرس «تقريراً إلى مدير عام التعليم»!.. هكذا كان يومئذٍ التعليم راقياً ومتميزاً، أما التعليم اليوم فقد تراجع كثيراً!. ** كان التعليم في الماضي»رسالة» فأصبح «وظيفة» وشتان ما هما!.. لذلك أرى إذا شئنا النهوض بالتعليم العام، وهو كما أراه يشبه كيان متطلبات «البناء» إذا أُعطي حقه من تنقية التربة وأُعطي القوس باريها من اهتمام بتأسيس البناء من متطلباته الأساسية تأسيساً وقوة متطلبات الكيان البنائي بعامة جاد التأسيس المتقن، أما إذا كان «سلق بيض» فعلى الدنيا السلام!.