كان أهم العناوين التي أطلقتها «المدينة الاقتصادية» في مشروعها على الساحل الغربي أنها سوف تنتج نصف مليون وظيفة، وذلك وفق نشرة الإصدار الرسمية، ومع بداية تنفيذ المشروع والحماس الذي صاحب بداياته ارتفع سقف الوعود ليصل إلى مليون وظيفة(!!) ــ كما صرح بذلك بعض المسؤولين عن المشروع، الآن وبعد ست سنوات على بدايته يقال بأن عدد السعوديين العاملين لا يتجاوزون بضع مئات (لم يصلوا إلى الألف)، وهي نسبة هزيلة لم تصل إلى 1% من هذه الوعود. هذه إشكالية مستفحلة تواجه البلد ولا أحد يسأل أو يحاسب، حيث تراجعت المصداقية بشكل لم يسبق له مثيل لدرجة أن الوعود الصحيحة لم يعد لها مصداقية لدى الناس. هذا مثال فقط، ولو استعرضت الوعود في مجال واحد هو التوظيف لوجدت العجب العجاب. لا أعرف لماذا تطلق كل هذه الوعود وبمثل هذه المبالغات ولا الهدف منها، هل هو الرهان على ذاكرة القارئ، أم أنه استهتار بالرأي العام، أم لتحقيق مآرب أخرى. لدي قوائم طويلة من هيئات حكومية ومدن اقتصادية وشركات خاصة أخذوا الأراضي والتراخيص وحصلوا على كل المزايا المتاحة؛ بدعوى أنهم سوف يضخون كذا مليار خلال خمس سنوات وينتجون مئات الآلاف من الوظائف خلال نفس الفترة، وكانوا يتشدقون بذلك على الملأ أمام الميكروفونات وفي المؤتمرات الصحفية، وعندما انجلى الموقف وجدنا أنهم أخذوا من البلد ما يريدون ولم ينفذوا ما صدر عنهم من وعود.