يشكل الارتفاع المتزايد في إنتاج النفط في الولايات المتحدة والانخفاض المتوقع في الطلب العالمي، أخطاراً محتملة على الانتاج النفطي في الخليج وعلى الأسعار، وفق «صندوق النقد الدولي» في تقرير النظرة المستقبلية للاقتصاد العالمي الذي صدر أمس. وعلى رغم انخفاض متوقع في فوائض الحسابات الجارية، سيحتفظ معظم دول مجلس التعاون الخليجي بـ «احتياط مهم» لمواجهة أي تداعيات آنية لانخفاض أسعار النفط. وأشار الصندوق إلى أن مستويات النمو في معظم دول الخليج ستبقى قريبة من المستويات التي سُجلت عام 2013، وتوقع نمو اقتصاد السعودية بنسبة 4.1 في المئة هذه السنة مقارنة بـ3.8 في المئة عام 2013. وجاء في التقرير: «النمو المتسارع في إنتاج النفط في الولايات المتحدة والأخطار المستمرة الناجمة عن إمكان تسجيل طلب عالمي أضعف من التوقعات، سواء في الدول النامية أو الاقتصادات المتقدمة، تشكل أخطاراً على أسعار النفط وعلى الإنتاج في دول الخليج». وحذر صندوق النقد من أن الفوائض المرتفعة في الحسابات الجارية للدول المصدرة للنفط ستنخفض هذه السنة «بسبب انخفاض العائدات من النفط». وأضاف: «على رغم تراجع الوضع المالي في دول مجلس التعاون خلال السنوات الأخيرة، إلا أن هذه الدول ما زالت تملك احتياطات مهمة لمواجهة صدمات كبيرة ناجمة عن تقلبات الأسعار، إذا كانت هذه الصدمات قصيرة الأمد». وتوقع الصندوق أن يبلغ النمو في الإمارات 4.4 في المئة هذه السنة و4.2 في المئة عام 2015 مقارنة بـ4.8 في المئة في 2013. وسيتراجع النمو في قطر بشكل طفيف من 6.1 في المئة في 2013 إلى 5.9 في المئة في 2014، على أن يرتفع مجدداً إلى 7.1 في المئة في 2015. أما الاقتصاد الكويتي فمن المتوقع أن ينمو بنسبة 2.6 في المئة هذه السنة مقارنة بـ0.8 في المئة العام الماضي. وأعلنت الكويت مد مصر بـ85 ألف برميل من النفط يومياً وبـ1.5 مليون طن من الفيول خلال السنوات الثلاث المقبلة، بموجب اتفاق تجاري اتُفق عليه. وشدد وزير النفط الكويتي، علي العمير، على التزام بلده مساعدة مصر في تخطي مشاكلها وأن أي تسهيلات لها تتم من خلال اتفاق. وقال في تصريح إلى وكالة «رويترز»، رداً على سؤال حول ما إذا كان بلده قلقاً في شأن ما تعانيه مصر من صعوبات في العملة الصعبة وكيفية تسديد هذه الصفقات: «سنعمل على تذليل أي صعوبات تعاني منها مصر (...) لن نتردد في مساعدتها (...) وأي شيء يتم يكون من خلال اتفاق». وأوضح مسؤول التسويق في «مؤسسة البترول الكويتية»، ناصر المضف، أن الاتفاق ينص على أن يُحدد سعر هذه الإمدادات بحسب سعر السوق ويبدأ التسليم اعتباراً من نهاية 2016. وقال في تصريحات نقلتها وكالة الأنباء الكويتية الرسمية إن «الاتفاق تجاري وليس سياسياً». وبموجب الاتفاق، سترفع الكويت صادراتها إلى مصر من 65 ألف برميل في اليوم إلى 85 ألفاً، ومن 860 ألف طن من الفيول إلى 1.5 مليون. كما يناقش الطرفان اتفاقين آخرين لتصدير الغاز المنزلي والفيول. وأشار المضف إلى أن الكويت والقاهرة تناقشان أيضاً عدداً من الفرص الاستثمارية في مجال النفط. وفي الأسواق، ارتفع سعر «برنت» فوق 106 دولارات للبرميل مدعوماً بتصاعد التوترات بين روسيا والغرب بسبب أوكرانيا، لكن المكاسب كانت محدودة بسبب أنباء عن استعداد ليبيا لتحميل ناقلات بالخام في موانئ جرى الاتفاق على إعادة فتحها. وارتفع سعر «برنت» في العقود الآجلة تسليم أيار (مايو) 50 سنتاً إلى 106.32 دولار للبرميل بعد هبوطه 90 سنتاً عند التسوية في الجلسة السابقة. النفطالنفط الاميركي