×
محافظة المنطقة الشرقية

استقرار الطلب المحلي على النفط والغاز يتطلب سقوفاً للتصدير في الدول المنتجة

صورة الخبر

لو كنت مكان رئيس الاتحاد السعودي لكرة القدم، لما غضبت من قرار منع بعض الأندية لاعبيها من الالتحاق بالمنتخب الأولمبي المشارك في دورة التضامن الإسلامي، وسعيت للاستفادة منه بما يحقق تطبيق النظام إلى أبعد نقطة، فـ "رب ضارة نافعة" كما تقول العرب. .. ولماذا يغضب الرئيس وأعضاء مجلسه -الاتحاد- الموقرين، والأندية لم تطالب إلا بحقها المكفول بنظام المظلة الرياضية الكبرى "فيفا"، الذي سمح للأندية التمسك بلاعبيها المحترفين وعدم السماح لهم بالانضمام للمنتخبات في بطولات ودية وشرفية لا يعترف بها، وبطولة التضامن إحداها. بل إن "فيفا" لا يجبر المحترفين على المشاركة في البطولات السنية عدا بطولات المونديال الثلاث، وفي وقت محدد لا يشمل المعسكرات. أما كيف ستكون هذه الضارة، نافعة، ففي ظني أن الأندية الخمسة الرافضة فتحت بابا للعزيز أحمد عيد ومجلس اتحاده المحترم لممارسة كل بنود النظام المعمول به عالميا، وهو ما يتيح لاتحاد الكرة أن يفرض سطوته ويمارس حقه الذي يتنازل عنه كثيرا في بعض المواقف، تكريما لشخصيات معينة أحيانا، وخوفا من غضبة جماهيرية في أحايين أخرى. في العرف الدبلوماسي، هناك قاعدة تسمى "المعاملة بالمثل"، لا تطبق بحذافيرها دائما، بل تخضع لموازين القوى ما دامت الخواطر متصالحة، وعندما تمس خطوط ما، تعود هذه القاعدة لتصدر المشهد وتسييره، وكأن القانون ولد للتو، وهذا ما ننتظره الآن من الخلوق الهادئ أحمد عيد واتحاده الموقر. .. ترفض الأندية انضمام لاعبيها المحترفين، توجه جيد نحو تطبيق القانون، لكن هذا النظام لا يمكن تجزئته، إما أن يؤخذ كله أو يترك كله، والنظام نفسه يفرض على الأندية لعب مبارياتها الدورية التالية لمبارياتها الخارجية بثلاثة أيام متى ما كانت في القارة نفسها ويرفض تأجيلها، والنظام نفسه يلزم الأندية بدفع مرتبات لاعبيها الشهرية ومتى تخلفت عن ذلك ثلاثة أشهر يحق للاعب المطالبة بفسخ عقده، والنظام ذاته، يطالب الأندية المحترفة بإصدار بيانات مالية في نصف الموسم وفي نهايته، وما سبق على سبيل المثال لا الحصر. ما حدث من الأندية التي تخلت عن المنتخب الأولمبي رغبة في الاستفادة من لاعبيها المحترفين وفق حقها الكامل المكفول بالقانون، سيفتح عليها أبواب جهنم، متى ما كان مجلس اتحاد الكرة شجاعا وجريئا وذكيا، عرف اللحظة المناسبة لاستدعاء القاعدة الدبلوماسية "المعاملة بالمثل". .. لا أدعو إلى الفتنة بين الاتحاد والأندية، ولا أرغب في مشاهدة معارك من هذا النوع رغم أنها لن تخلو من المتعة، لكني أدعو رئيس الاتحاد لممارسة حقه القانوني، بدل أن يخرج عضو من اتحاده يهدد ويرعد ويتوعد ويزبد ويلقي محاضرة في الوطنية والخطوط الحمراء والصفراء والزرقاء، وهو لا يجرؤ على الإفصاح عن اسمه، اللعبة كروت يا عيد، وقد لعبت الأندية بكرت نظامي يا عيد، وفي جعبتك ما لا تملكه الأندية ذاتها من كروت، فمرر بعضها إلى الساحة، وسيكون الاتحاد سيد الموقف كما يجب أن يكون.