امتلأت صفحات أطبائنا (أطباء المستقبل المجهول) في تويتر أمس الأول بعبارات الأسى والخيبة التي آلمتنا قبل أن تؤلمهم بعد أن أعلنت هيئة التخصصات السعودية نتائج الترشيحات الأولية بقبول 2100 من أصل 4541 طبيباً متقدماً، مما يعني أن ما يقارب 35% هم من سيحصلون على المقاعد التدريبية والبقية الباقية ستظل دون عمل ربما عاماً أو عامين أو أكثر، وهذا الأمر ليس بمستغرب فوزاراتنا اعتادت على تكدس الخريجين دون حلول مجدية وواضحة رغم الميزانيات التي تضخها الدولة عليهم سنوياً. لا أبالغ إذا قلت إن تغريدات الأطباء غير المقبولين أبكتني لأنني أعلم بمقدار الخيبة التي تأتي بعد فرح، وهذا ما حدث معهم تماما، في الأمس وصلوا لمرادهم وفرحوا واستبشروا بمستقبل يحتضن أحلامهم لكنها تلاشت على أيدي كثيرين؛ بدءاً من الهيئة السعودية للتخصصات الصحية التي قررت في ليلة وضحاها قفل باب التسجيل قبل موعده المقرر سابقًا بـ46 يوماً وانتهاءً بوزارتي التعليم والصحة اللتين لا هم لهما سوى التخريج والتكديس لأعوام مضت ولأخرى ستأتي. لا يخفى على أي عاقل أن انعدام الأمان الوظيفي وبعد الإنسان عن ممارسة مهامه في ظل صعوبات الحياة ومحاولات الكسب والقلق المستمر والإجهاد والكآبة تؤدي إلى شتات وضياع المعلومات المكتسبة والتعليم الأكاديمي، فماذا عن الطبيب الذي سيكون بعد أعوام تقررها وزارة الصحة مسؤولاً عن أرواح البشر؟ السؤال الذي يطرح نفسه هنا هل من حلول أو مسارات جديدة يا وزارة الصحة من شأنها أن تطمئن أطباءنا الحاليين والدفعات القادمة التي ستضاف بلا شك لهم؟ هل ستستثمر الوزارة إمكاناتها لاستيعاب أعداد الخريجين بدلاً من بطالتهم أم أن هذا السيناريو سيتكرر الأعوام المقبلة وهل ستظل هيئة التخصصات بهذا التوجه الخاطئ والقرارات الفردية المجحفة التي لا تتبنى رؤية متقدمة لخريجي الطب؟! نريد جوابًا..