تولي السلطات السعودية إهتماما كبيرا بالحفاظ على التراث وترميم المواقع الأثرية والتاريخية في مدن المملكة المختلفة. من تلك المواقع قلعة مار التاريخية في بلدة دومة الجندل بشمال المملكة التي يُعتقد أنها بنيت عام 272 ميلادية. تتألف القلعة من طابقين وتضم العديد من القاعات وبئرا عميقة ما زال الناس يشربون منها إلى اليوم. وذكر صباح السبيلة رئيس لجنة الفعاليات التراثية في دومة الجندل أن قلعة مارد لها تاريخ حافل. وقال "أقدم ذكر لها قلعة مارد هي في مذكرات زنوبيا ملكة تدمر عندما أتت إلى شمال الجزيرة العربية وكان في نيتها ضم مدينة تيماء ومدينة دومة الجندل بحكم الزراعة فيها لأخذ الضرائب على أهلها. لكن رجعت خائبة بعد تلك الغزوة وفالت مقولتها الشهيره.. تمرد مارد وعز (بضم العين) الأبلق. مارد هو القصر الذي نقف عنده الآن أما الأبلق فهو قصر تيماء." وحققت السعودية نجاحا كبيرا في ترميم الآثار ومواقع التراث القديم ونالت جهودها في ذلك المجال إشادة العديد من المنظمات والعيئات الدولية. ويفد آلاف الزائرين سنويا إلى منطقة دومة الجندل في رحلات لشواطيء بحيرتها الصناعية المشهورة ولمشاهدة مواقعها التاريخية الفريدة ومنها قلعة مارد ومسجد عمر بن الخطاب الأثري. قال زائر يدعى منوغ الشراري "كل يوم جمعة العصر نركع ها الركعتين لله (في مسجد عمر) ونشوف ها المنظر ونشوف التراث اللي حافظوا عليه خاصة التراث هذا (المسجد). وشي طيب والله نفرح يوم شفنا ها المنظر وشفنا ها المسجد. احنا من أطراف البادية والكل يقول أهل البادية كل جمعة ينزلون يشوفونه لأنه منظر زين وتراث قديم." أما مسجد عمر بن الخطاب ذو الطراز المعماري الفريد فيعتقد أنه من أقدم المساجد في العالم ويحمل اسم ثاني الخلفاء الراشدين الذي يُقال إنه أمر ببنائه. وقال صياح السبيلة "نحن الآن في مسجد عمر بن الخطاب. مسجد يعود إلى أولى السنوات في عهد الدولة الإسلامية. سبب بنائه أنه يُقال إن عمر بن الخطاب عندما أتى من القدس مر بدومة الجندل ولم يجد فيها جامع كبير يجمع الناس للصلاة فاشترى هذه الأرض وأمر ببناء المسجد عليها." ولا تدخر السلطات السعودية جهدا في تسليط الضوء على تاريخ المملكة الحافل بالأحداث وتراثها العربي الثري.