«في تمام الساعة الثامنة من مساء السبت الموافق 15 إبريل،كانت فتاة مصرية تسير بصحبة زميلتها في شوارع مدينة كوتيوس ببرلين، ثم دخلت في طريق آخر قرب محطة ترام شتادتهال في المدينة، لتدهسها سيارة مسرعة، ماركة هوندا، تحمل لوحات مدينة دريسدن، لتسقط على الأرض والدماء تسيل منها بغزارة». هكذ أفردت «العربية» في تقرير مطول لها، اللحظات الأخيرة في حياة الفتاة المصرية شادن محمد، الطالبة في كلية الهندسة المعمارية بألمانيا، والبالغة من العمر 22 عامًا. بعد دهس «شادن»، سارع المارة وزملاؤها الذين كانوا بصحبتها بمحاولة إنقاذها وطلب الإسعاف، «فيما توقف قائد السيارة ونزل منها ومعه اثنان من أصدقائه، ووجه كلمات عنصرية للفتاة، حيث قال لها، وفقاً لما أدلى به شهود عيان للمحققين الألمان: (من الواضح أن في بلدكم ليس هناك شوارع، لكن على المرء في ألمانيا أن ينظر إلى الشارع، فلتنصرفوا إلى بلدكم، ولن يصدمكم شيء هناك.. أنتم لاجئون قذرون»، حسب «العربية». «نُقلت الفتاة إلى المستشفى، لكن لم تفلح جهود الأطباء في إيقاف نزيفها، وتوفيت الثلاثاء 18 إبريل، وعادت جثتها إلى مصر على متن طائرة مصر للطيران لتصل القاهرة في تمام الساعة السابعة والنصف مساء الجمعة الماضي». زميلة شادن، وتدعى جوزفين، قالت في التحقيقات، وفقا لما نشرته صحف ألمانية، إن «السيارة التي صدمتها توقفت على بعد مئات الأمتار، وفيما كان المارة والطلاب يقدمون الإسعافات الأولية لوقف نزيف الدماء التي كانت تغطي وجه شادن، جاء السائق، ويدعى كيليان س، 20 عاماً والراكبون الذين كانوا معه وتفوهوا بعبارات عنصرية»، حسب «العربية». وأوضحت أنه «عندما جرى الحادث لم يكن قد مرّ على وصول شادن إلى ألمانيا سوى شهر واحد فقط، وكانت قادمة لدراسة الهندسة». مشيرة إلى أن «شادن كانت تمشي في الشارع المخصص فيه السرعة القصوى بـ30 كيلومترًا، لكن قائد السيارة كان يسير بسرعة 80 كيلومترا». شيرين صبري، والدة الطالبة، قالت في تصريحات لصحف ألمانية إن «الجاني خالف قوانين المرور بالسير بسرعة كبيرة بمنطقة الحادث، ونتيجة استهتاره أودى بحياة ابنتها، مطالبة السلطات الألمانية بمعاقبته». وقال مصدر مصري لـ«العربية.نت»، إن السفارة المصرية في برلين بقيادة السفير بدر عبدالعاطي، تابعت القضية فور وقوعها مع السلطات الألمانية، وتابعت كل الإجراءات الخاصة بنقل الجثمان لمصر. وأوضح المصدر أن «القنصل العام أحمد يوسف كان متابعا للتحقيقات مع الشرطة الألمانية، لمعرفة أسباب الحادث»، مؤكدا أن «السلطات ألقت القبض على شاب يبلغ من العمر 20 عامًا يُشتبه في كونه الجاني». وأضاف أنه «تم إقامة صلاة الجنازة على شادن بمسجد دار السلام بالعاصمة الألمانية برلين، وتم نقل الجثمان لمصر الجمعة الماضية». وفي سياق متصل، ذكرت صحيفة «بيلد» الألمانية على موقعها أن النيابة العامة تفاعلت مع القضية، وبدأت تحقيقاً بشأن التحريض على الكراهية، والإهانة، مشيرةً إلى أنه في حال الإدانة ستصل عقوبة التحريض وحده إلى السجن 5 أعوام.