تواجه الحكومة الاوكرانية الموالية لاوروبا تحديا هائلاً مثلث الاوجه بين تمرد مسلح موال لروسيا في شرق البلاد وازمة اقتصادية خانقة واستياء متعاظم في صفوف انصارها. وقال المحلل السياسي الالماني اندرياس اوملاند الاستاذ في اكاديمية موهيلا في كييف "في وضع كهذا على السلطة ان تختار بين استراتيجيتين سيئتين: استخدام القوة مع خطر التسبب بحمام دم" او اظهار ضعفها. وشكلت الحكومة الانتقالية التي انبثقت من حركة الاحتجاج الموالية لاوروبا في نهاية فبراير بعد الاطاحة بالرئيس الموالي لموسكو فيكتور يانوكوفيتش وفراره اثر مواجهات في ساحة الميدان خلفت اكثر من مئة قتيل. ولم تكن كييف قد استفاقت بعد من صدمتها حين احتلت القوات الروسية شبه جزيرة القرم الاوكرانية التي سرعان ما انضمت بعد ثلاثة اسابيع الى روسيا من دون ان يبدي الجيش الاوكراني اي مقاومة فيها. ووسط هذه الأجواء، مازال انفصاليون مسلحون مؤيدون لروسيا يحتلون مبان عامة في شرق أوكرانيا وقالوا انهم يحتاجون الى مزيد من الضمانات بشأن الامن قبل ان يلتزموا باتفاق دولي يأمرهم بنزع سلاحهم. وغادر وزير الخارجية الأمريكي جون كيري جنيف أمس الأول بعد محادثات أزمة حول أوكرانيا. وقال الرئيس الأمريكي باراك أوباما إن الاجتماع الذي عقد في جنيف بين روسيا والقوى الغربية مبشر إلا أن الولايات المتحدة وحلفاءها على استعداد لفرض مزيد من العقوبات على روسيا إذا لم يتحسن الوضع. وقال كيري ومسؤولة السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي كاثرين أشتون إنه لا يزال هناك خلاف كبير بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي من جهة وروسيا من جهة أخرى حول وضع منطقة شبه جزيرة القرم في أوكرانيا التي ضمتها موسكو الشهر الماضي. وبدوره، رحب وزير الخارجية البريطاني ويليام هيغ بالتقدم الذي أحرز في مباحثات جنيف بشأن الأزمة. وعبر هيغ عن ترحيبه بالخطوات التي تم الاتفاق عليها في الاجتماع، مما أدى الى نزع فتيل الأزمة الحالية. كما أعرب عن ترحيبه بالالتزامات التي تم الاتفاق عليها في الاجتماع والخطوات الواردة في الاتفاق المشترك مما يوفر فرصة لتهدئة الأوضاع. كما اشادت الصين أمس بالاتفاق الدبلوماسي ودعت إلى بذل جهود مشتركة لتعزيز التسوية السياسية النهائية للأزمة. ونقلت وكالة أنباء الصين الجديدة "شينخوا" عن المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية هوا تشون يينج قولها ردا على سؤال خلال مؤتمر صحفي، حيث قالت ان بكين "تتمسك دائما بالتسوية السلمية للأزمة الأوكرانية وتؤيد التوازن في مصالح كل الأطراف المعنية". غير ان تفعيل الاتفاق على الارض سيكون مسألة صعبة بسبب انعدام الثقة البالغ بين المجموعات المؤيدة لروسيا والحكومة المدعومة من الغرب في كييف، وجاء التوصل الى اتفاق بمثابة مفاجأة ولم يتضح على الفور ما الذي حدث وراء الستار لاقناع الكرملين -الذي لم يظهر حتى تلك المرحلة أي مؤشر على تقديم تنازل- للانضمام الى مطالبة الميليشيات بنزع اسلحتها.