شاركت رابطة الأدباء الكويتيين في فعاليات ملتقى «دارين الثقافي» الثاني، الذي نظمه نادي المنطقة الشرقية الأدبي تحت رعاية صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن نايف أمير المنطقة الشرقية، في فندق شيراتون الدمام، تحت عنوان «المؤسسات الثقافية الأهلية والخاصة... المنجز وآفاق المستقبل»، مع مشاركات عربية ودولية متنوعة، كان من أبرزها ركن ضيف شرف الملتقى دولة طاجيكستان، الذي عرض عددا من منحوتات ومنتجات فنية طاجكية.وشهدت جلسات المؤتمر عرض شهادات لتجارب عديدة للضيوف من داخل وخارج الوطن لتجارب المؤسسات والصالونات الثقافية، حيث شاركت أمين عام رابطة الأدباء الكويتيين طلال سعد الرميضي في الجلسة الافتتاحية بورقة حول دور الرابطة في الحراك الثقافي الكويتي عبر أكثر من نصف قرن من الزمان، حيث بين أن للرابطة دورا كبيرا في الحراك الثقافي بدولة الكويت وهي مؤسسة ثقافية مميزة ولها إسهامات كبيرة في إثراء الأدب الكويتي، وهي امتداد تاريخي للنادي الأدبي الكويتي الذي تأسس عام 1924م ويعتبر أقدم مؤسسة ثقافية في منطقة الخليج العربي ونظم الكثير من الأمسيات الأدبية بمشاركة نخبة من الأدباء الكويتيين والعرب من أمثال الشيخ عبدالعزيز الثعالبي والشيخ حافظ وهبه والشيخ محمد الشنقيطي والشيخ عبدالعزيز الرشيد والشيخ يوسف القناعي والشيخ خالد العدساني.وبين الرميضي بأن الرابطة تأسست عام 1964م بفضل باقة من الأدباء الكويتيين الذين رأوا ضرورة وجود مثل هذا الكيان المهم بعد صدور قانون جمعيات النفع العام الصادر بعد استقلال الكويت من الحماية البريطانية عام 1961م، وهدفت الرابطة إلى رعاية الحركة الفكرية والنهضة الأدبية في الكويت والعمل على ازدهارها، والاتجاه بالأدب اتجاها يخدم المجتمع العربي ويعمل على تنمية الوعي القومي بكل ما تعنيه القومية من معان وطنية وإنسانية رفيعة.وأكد الرميضي بأن الرابطة هدفت كذلك إلى الحث على الإنتاج النفيس في مجال الأدب والثقافة وتشجيع البحوث والدراسة الأدبية والفكرية وصيانة التراث العربي والدفاع عنه وقامت بإصدار الكثير من المطبوعات التي تعتني بالأدب الكويتي العريق ورموزه، وقامت بإصدار مجلة أدبية تعتني بالأدب العربي تحت عنوان «البيان» وصدر العدد الأول منها في أبريل من عام 1966م وساهم في تحريرها الكثير من الأدباء العرب ومن أدباء المملكة العربية السعودية كالأستاذ حمد الجاسر يرحمه الله.وأوضح الرميضي بأن الرابطة تقوم بتنظيم مواسم ثقافية منذ عقود طويلة تعقد ندواته مساء كل أربعاء أسبوعيا باستضافة الكثير من الأدباء والشعراء وحظيت بشهرة كبيرة وحضور جماهيري واسع. وأن الرابطة تقوم بتشجيع الناشئة من الأدباء في الكويت والعناية بأدبهم وصقل مواهبهم وأسست منتدى المبدعين الجدد الذي تعقد جلساته مساء كل إثنين ويحظى برعاية كريمة من الشيخة الفاضلة باسمة العبدالله الجابر الصباح.وبين بأن أهم الصعوبات التي تواجهه الرابطة في القيام بأدوارها الثقافية هي العائق المالي حيث إن دعم وزارة الشؤون الاجتماعية لم يتغير منذ أكثر من ثلاثين عاما لذا عمدت الرابطة على تفعيل مبدأ الشراكة مع الجهات الثقافية والشخصيات الراعية لأنشطتها وفعالياتها ومطبوعاتها وقد نجحت في هذا النهج.واختتم الرميضي بأن للرابطة دورا كبيرا في الحراك الثقافي الكويتي والعربي حيث إنها عضو مؤثر في الاتحاد العام للأدباء العرب ولها منصب الأمين العام المساعد لأدب الخليج والجزيرة العربية وتساهم في صناعة القرار الثقافي العربي وتعمل على تمثيل الكويت في المؤتمرات والندوات الفكرية والأدبية في الداخل والخارج بالتعاون مع الجهات المختصة بهدف توثيق الأواصر بين الرابطة ومثيلاتها في الوطن العربي وذلك بتبادل المعلومات والمؤلفات وما شابه، وقد أبرمت العديد من اتفاقيات التعاون مع المؤسسات الثقافية العربية ونعمل على توطيدها خلال الفترة المقبلة مع النوادي الأدبية السعودية التي لها أثر بارز في إثراء الثقافة الخليجية.الجدير بالذكر أن رابطة الأدباء الكويتيين تتكون من الأمين العام طلال الرميضي والأمين العام السابق صالح المسباح وأمين الصندوق خلف الخالدي، وشاركت بجناح خاص لمطبوعات الرابطة ضمن معرض الكتاب المصاحب لفعاليات ملتقى دارين الثقافي الثاني.