ارتفعت أسعار الأسمنت في مصر بنحو قياسي وغير مسبوق خلال اليومين الماضيين، ليصل سعر الطن في مصر أمس إلى 800 جنيه للطن في مقابل 410 جنيهات في نهاية الأسبوع الماضي، رغم أن تكلفته لا تزيد على 250 جنيهاً، في الوقت الذي بلغ فيه السعر العالمي نحو 60 دولاراً للطن. وتصاعدت المطالبات بضرورة تعديل التشريعات الاقتصادية المرتبطة بالسوق بما يمكن الدولة من تحديد سقف للأرباح، وضرورة تدخل قطاع التجارة الداخلية وبحث أسباب رفع أسعار الأسمنت بصورة مستمرة، خاصة أن الأسعار تخالف الأرقام المدوّنة على "الشكائر" حالياً. من جهته أكد رئيس شعبة مواد البناء باتحاد الغرف التجارية بالقاهرة، المهندس أحمد الزيني، في تصريح لـ"الوطن"، أن ارتفاع أسعار الأسمنت على هذا النحو في مصر مبالغ فيه للغاية وغير مسبوق، رغم حالة الركود التي يعاني منها الوكلاء وسوق الأسمنت في الوقت الحالي وسوق البناء عموماً، مرجعاً السبب في ذلك إلى عدم استقرار الأوضاع الاقتصادية والأمنية، مطالباً بتدخل قطاع التجارة الداخلية وبحث أسباب رفع أسعار الأسمنت بصورة مستمرة، خاصة أن الأسعار تخالف الأرقام المدوّنة على "الشكائر" حالياً. وأشار الزيني إلى أن ارتفاع أسعار الأسمنت على هذا النحو، سيؤدي لارتفاع أسعار سلع أخرى عديدة، لأنه من السلع القائدة، مما يؤدي حتماً إلى موجة عاتية من الغلاء وارتفاع الأسعار، متوقعاً أن يرتفع سعر طن الأسمنت إلى 1000 جنيه خلال الشهر المقبل، خاصة في ظل الغياب الرقابي التام من جهة الدولة. من جهته أكد أحد التجار في مصر إبراهيم منير بأن شركات الأسمنت تجري حالياً عمليات تعطيش للأسواق، مطالباً مجلس الوزراء بضرورة تعديل التشريعات الاقتصادية المرتبطة بالسوق، بما يمكن الدولة من تحديد سقف للأرباح، وأن ترتبط الأرباح وحسابها بالتكلفة الفعلية للمنتج، حتى لو تم رفع الدعم عن الطاقة الموجهة للصناعات كثيفة الاستخدام للطاقة، مشيراً إلى أن شركات الأسمنت قد تتسبب في انهيار السلام الاجتماعي بتعطيل 9 ملايين عامل وفئات أخرى عاملة في المجال، إذا استمرت في تلك الممارسات خاصة وأن صناعة الأسمنت في مصر من الصناعات الاستراتيجية والحيوية الهامة. وتعد صناعة الأسمنت في مصر من أقدم الصناعات، حيث تسهم في الاقتصاد القومي بنسبة عالية وتأتي في المرتبة الثانية بعد البترول حيث تدعم الاقتصاد القومي بنحو 60 مليار دولار، ويصل حجم الإنتاج السنوي إلى 50 مليون طن من الأسمنت، ومصر بها نحو 21 منتجاً للأسمنت وهو أكبر رقم في العالم.