×
محافظة المنطقة الشرقية

قمة نارية بين الأرجنتين والأوروغواي الليلة

صورة الخبر

قالت مؤسسة رواد التنمية وحقوق الإنسان في اليمن إن أكثر من 10 ملايين مواطن يمني (أي نصف السكان) يعانون من انعدام الأمن الغذائي، حسب المسح الشامل للأمن الغذائي الذي أجراه برنامج الأغذية العالمي في عام 2012م، إذ يعيش نحو 45 في المائة من اليمنيين على أقل من دولارين في اليوم الواحد، وقد تم تصنيف محافظة لحج كرابع أفقر محافظة في الجمهورية في مؤشرات الفقر في اليمن لعام 2012، إذ يعيش 52 في المائة من سكانها تحت خط الفقر. كما أشار تقرير الأمم المتحدة عن وضع التنمية في اليمن لعام 2011 إلى أن نسبة الفقر بلغت 50 في المائة، وأوضح التقرير إلى أن الريف يحتضن ما نسبته 84 في المائة من الفقراء (كل تلك المؤشرات قبل ثلاث سنوات من الحرب). ADVERTISING وأضافت المؤسسة في تقرير حصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منه، أنه ومع اندلاع الحرب التي شنها الحوثي وصالح، في مارس (آذار) الماضي، على عدد من المحافظات، ومنها محافظة لحج شمال عدن، فإن الوضع قد تغير تمامًا وأصبحت البلاد جلها تعاني من أزمة سياسية واقتصادية وإنسانية خانقة، إلا أن الوضع يزداد سوءًا في محافظة لحج لعدة أسباب، أهمها أن أغلب مديرياتها ريفية، ويعيش أغلب سكانها تحت خط الفقر، إضافة إلى أنها تعاني من حصار خانق في ظل تعرضها لحرب واسعة من قبل ميليشيات الحوثي، وتكثيف القصف على سكانها يوميًا، فقد أصبحت المحافظة تعيش في ظروف معيشية صعبة للغاية، في ظل نفاد الغذاء والدواء ومتطلبات الحياة اليومية الأساسية، وانقطاع الخدمات، وتزايد أعداد النازحين الوافدين إليها، وبات وضعها ينذر بكارثة إنسانية وبيئية وصحية لا محالة في حال استمر الحال كما هو عليه. وأشارت المؤسسة إلى أنه، وبحسب الأرقام والإحصائيات والمؤشرات التقييمية المتوفرة لديها حول الوضع الإنساني والمعيشي في المحافظة، ومن خلال البلاغات والشكاوى المقدمة إليها، وكذا القضايا والانتهاكات التي يتم متابعتها بصورة يومية، وحسب المعاناة والظروف الاقتصادية والإنسانية التي يعيشها السكان الملموسة من الواقع، فقد تمكنت مؤسسة رواد التنمية وحقوق الإنسان من رصد الآتي: 1- مقتل أكثر من 350 مواطنا في المعارك الدائرة في عدد من مناطق ومديريات المحافظة منهم أكثر من 100 مواطن قتلوا بالقنص المباشر على أيدي قناصة الحوثي، كما تعرض على الأقل 30 من الأطفال والنساء ومسنون ومختلون عقليًا للقتل والقنص وهم في منازلهم أو الأسواق العامة أو وسائل المواصلات. 2- قيام ميليشيات الحوثي بمنع الطواقم الطبية من إسعاف الجرحى وانتشال جثث القتلى في عدة مواقع في الحوطة وتبن والمسيمير والصبيحة والعند، ومنها أسرة كاملة مكونة من خمسة أشخاص (امرأة تدعى ع. ق. س 50 عامًا وطفليها ع. ص. م 6 أعوام - ق. ص. م 3 أعوام، إلى جانب اثنين من أقاربهم ا. ع. ع 50 عامًا - ه. ق. س 38 عامًا) بعد أن تعرضت سيارتهم لإطلاق نار أبريل (نيسان) الماضي وتم منع إسعافهم وانتشال جثثهم من الطريق إلا بعد ثلاثة أيام من الحادثة، بعد أن فارقوا الحياة وتعرضت جثثهم للتعفن. 3- قامت ميليشيات الحوثي بتفجير أكثر من 50 منزلا، أغلبها في الحوطة وتبن وأخرى في المسيمير، حيث عملت الميليشيات على تفجيرها، بعد أن تمكنت من السيطرة على تلك المناطق وانسحاب المقاومة منها. 4- تعرض أكثر من 500 منزل في مناطق الحوطة وتبن والمسيمير والصبيحة للأضرار بين جزئي وكلي بسبب القصف وتفجيرات المنازل المجاورة التي قامت بها ميليشيات الحوثي، فيما تعرضت جميع المباني والمرافق الحكومية في المحافظة للأضرار بين تخريب ونهب وتهدم واسع ومتوسط. 5- قصف وتفجير وانتهاك حرمة أكثر من 20 مسجدا في مديريتي الحوطة وتبن وتعرضها لأضرار بين جزئي وكلي وتحويل بعضها إلى ثكنات عسكرية. 6- استمرار توقف الخدمات الطبية في عدد من مستشفيات المحافظة، بعد احتلال ميليشيات الحوثي لها ومنع استقبال المصابين والمرضى فيها، وقيامهم بنهب سيارات الإسعاف، ومنع وصول الأدوية والمعدات الطبية إلى عدد من المستشفيات التي ما زالت بعيدة عن سيطرتهم. 7- نفاد مختلف أنواع المواد الغذائية والمشتقات النفطية والغاز المنزلي من الأسواق، بصورة شبه نهائية. 8- استمرت ميليشيات الحوثي بقصف السكان في مناطق الحوطة والمسيمير وتبن وتعرض عدد من المواطنين للقتل والاعتقال والتشريد وازداد الحصار على جميع مديريات المحافظة أثناء الهدنة التي استمرت خلال الفترة 12 - 16 مايو (أيار) الماضي، وتم منع مرور ناقلات التجار المحملة بالمواد الغذائية والاستهلاكية والخضراوات وسيارات الأدوية إلى السكان. 9- تسبب الحصار القائم في وفاة العشرات من الجرحى والمرضى، بسبب انعدام الخدمات والعلاجات الطبية اللازمة، كما ما زال هناك عدد من الجرحى يعانون إصابتهم، وعدد من المرضى يعانون من بعض أمراضهم المزمنة مثل القلب والسكر وضغط الدم لانعدام الأدوية مثل الإنسولين، مما يعني أن معاناتهم تتضاعف يومًا بعد يوم وقد تودي بهم إلى الوفاة. 10- بلغ عدد الأسر النازحة من مختلف المحافظات إلى محافظة لحج حتى نهاية مايو أكثر من 35 ألف أسرة ومجموع أفرادها أكثر من 180 ألف فرد، ويتركز وجودهم في المناطق الريفية البعيدة عن سيطرة الحوثيين، مثل مناطق ومديريات ردفان ويافع والمسيمير والصبيحة، وأجزاء من تبن التي لم يتمكن الحوثيون من الوصول إليها، كما أن توافد النازحين إليها ما زال في تزايد مستمر (حسب الإحصائيات الموجودة لدينا). 11- انتشار عدد من الأمراض والأوبئة الفتاكة، مثل حمى الضنك والملارياء والإسهالات.. إلخ، وذلك في عدة مناطق مزدحمة بالسكان مثل الحوطة - ردفان - تبن - طور الباحة، التي تعاني من حصار محكم من قبل ميليشيات الحوثي. 12- لم تحظَ محافظة لحج بأي مواد إغاثية أو معونات إنسانية منذ اندلاع الحرب في أواخر مارس (آذار) الماضي وحتى يوم أمس، بما فيها فترة الهدنة. 13- توقف كل الخدمات والمعاملات والمهام الحكومية، التي تقدمها السلطات المحلية والمكاتب التنفيذية والهيئات والمؤسسات العامة للمواطن في المحافظة في مختلف المجالات بما فيها التمويلية والصحية والتعليمية والاتصالات والكهرباء والمياه وغيرها. 14- قامت ميليشيات الحوثي بمداهمة وتفتيش مئات المنازل في المسيمير والحوطة وتبن ونهب محتوياتها بعد سيطرتهم على المدينتين وانسحاب المقاومة منها خلال شهر مايو الماضي، واتخاذ من بعضها ثكنات عسكرية لهم. 15- مقتل بين 12 و15 معتقلا لدى جماعة الحوثي في قاعدة العند الجوية جراء قصف طيران التحالف وإطلاق النار عليهم من قبل حراسة القاعدة الجوية التابعة للحوثيين بعد محاولتهم الهروب من المعتقل عقب القصف في تاريخ 10 مايو الماضي. 16- ما زالت ميليشيات الحوثي تستخدم الآلاف من المعتقلين لديها من المواطنين كدروع بشرية في مقراتها وأماكن تجمعها، مثل مباني قاعدة العند الجوية ومدارس الشقعة ودار السلام في العند، وعدد من المباني الحكومية في المحافظة أثناء قصف طيران التحالف لها. 17- اعتقال وعرقلة موظفي الدولة عن أداء مهامهم الوظيفية ومنعهم من تقديم الخدمات للمواطنين في عدة ممارسات وتصرفات تعسفية، أهمها اعتقال محاسبي مكاتب الصحة بمديريات (ردفان - حبيل جبر - الملاح) 5 مايو الماضي، وبحوزتهم 29 مليون ريال مرتبات موظفي مكاتب الصحة، كما تم اعتقال مدير مكتب التربية لبعوس، ومعه محاسبي مكاتب التربية (لبعوس - يهر - المفلحي) في تاريخ 19 مايو الماضي، وبحوزتهم 265 مليون ريال مرتبات موظفي التربية لشهري مارس - أبريل المتأخرين. 18- إغلاق مدارس التعليم الأساسي والثانوي في أغلب مناطق المحافظة قبل موعدها المحدد بشهرين وبالتحديد مطلع الأسبوع الرابع من شهر مارس الماضي، عقب اجتياح ميليشيات الحوثي للمحافظة، وعدم تمكن مكاتب التربية من استكمال الخطة التعليمية للعام الحالي. ولفتت مؤسسة رواد إلى المعاناة التي تمر بها محافظة لحج، والتي دخلت مرحلة الخطر، وباتت أكثر تهديدًا على سكان المحافظة والنازحين الوافدين إليها من مناطق الحرب في ظل غياب منظمات وهيئات الإغاثة المحلية والدولية، وتقصير وتجاهل وسائل الإعلام، في نقل هذه المعاناة وفي وقت ما زالت فيه ميليشيات الحوثي وصالح تعمل على فرض حصارها المطبق على سكان المحافظة، وتقوم بقصفهم بصورة يومية بمختلف أنواع الأسلحة، وتفجير منازلهم ومحاربتهم بمختلف الوسائل حتى وصل بهم الأمر إلى منع وصول الدواء والغذاء إلى السكان. وحذرت مؤسسة رواد التنمية وحقوق الإنسان من تمادي ميليشيات الحوثي في استمرار الحصار بحق السكان، واستخدام العنف ضدهم، وقصف وتفجير منازلهم، وقتل الأبرياء منهم وتقييد حرياتهم واعتقالهم بصورة تعسفية، كما حذرت من تفاقم المشكلة وازدياد المعاناة واستنفاد الغذاء من الأسواق، وتوسع رقعة الجوع والفقر وانتشار الأمراض والأوبئة في ظل انعدام الأدوية، لتغدو كارثة إنسانية وبيئية وصحية حقيقية. ودعت مؤسسة رواد التنمية وحقوق الإنسان كل الهيئات والمنظمات العربية والإقليمية والدولية إلى سرعة إنقاذ سكان المحافظة من شبح الجوع والحصار، والتدخل العاجل لإنهاء هذه المعاناة، وحماية حقوق المواطنين الأبرياء، من الانتهاكات التي قد تطالهم، والعمل على إقامة تحقيق مستقل بكل الجرائم والانتهاكات التي تعرض لها سكان المحافظة خلال الفترة الماضية.