«بسمة رضا وأمل» و«فرحة تخفف الألم» هي مشاعر من لزموا أسرتهم البيضاء في ليلة العيد الأولى، فبالرغم من أنين المرض، إلا أن الابتسامة حاضرة راضية بمجرد تهنئتك لهم بحلول عيد الفطر المبارك، فالألم زال والوجع انقضى مع تبادل التهاني مع من يجاورهم في الأسرة المقابلة لهم، وما إن تفتح أبواب الزيارة حتى يستنشقوا تلك الأجواء الأسرية العطرة المليئة بالمودة والحب والتسامح، مع أصوات مهنئة فرحا بحلول عيد الفطر المبارك. «عكاظ» قامت بجولة انطلاقا من ردهات المستشفى التي تمتلئ بالورود في بادرة سنوية يطلقها مستشفى الملك فهد لمعايدة المرضى، ورصدت «عكاظ» انطباعات المرضى عن العيد وهم يلازمون الأسرة البيضاء. في البداية، تحدث لـ«عكاظ» المريض حمزة الطالعي الذي ينتظر إجراء عملية، قائلا: إن فرحة العيد تكتمل بزيارة الأهل والأصدقاء مما ينسيه الألم، وبالرغم من أن زيارتهم دائمة ومستمرة، إلا أن لهذا اليوم أجواء أخرى لما فيه من تأصيل معاني المودة والمحبة والتسامح بين أبناء الوطن. وأضاف: أشكر المستشفى لما قدمته من حفل معايدة كان له الأثر في نفوسنا كمرضى. وفي غرفة تنويم أخرى، قابلنا جمال أبو طالب بابتسامة ما إن رأى عدسة الكاميرا، وقال إن الألم لن يغيب عنه فرحة العيد، راضيا بقضاء الله، ويضيف جمال بأن ألفة الأهل والأصدقاء أشعرتهم بنعمة العيد، متناسيا السرير الأبيض الذي يتحدث وهو ممدد عليه. وقال أبو طالب بأن العيد قد يبدو ناقصا، ولكن ما يخفف الوجع هو الاستشعار والرضى بقضاء الله وقدره، وهي أكبر نعمة، مشيرا إلى أن العيد يجمع أبناء الوطن بمختلف فئاته كأسرة واحدة مترابطة. فيما يروي أحمد الزهراني (منوم آخر) بأن عيد هذا العام خالٍ من صخب الأسواق وشراء الحلوى، ومصحوب برائحة الأدوية والعقاقير، وذكر الزهراني أن «فرحة العيد بجوار الأهل والأصدقاء والجيران لا توازيها فرحة، ولكن كان قدري أن يمر هذا العيد وأنا على السرير الأبيض نتيجة إصابتي بكسر مضاعف في القدم اليمنى». وأضاف «من أكبر النعم أن مجتمعنا ما زال متمسكا بالألفة والمودة والتقارب من بعض كأسرة واحدة، وهو ما ينسينا النوم على أسرتنا في يوم العيد». وعبر فيصل الحربي عن فرحته بالعيد الذي ــ كما يقول ــ سيقضيه مع أسرته منذ الصباح الباكر في غرفته، مشيرا إلى أن العيد المبارك يقضي على المرض بمجرد حلوله.