الإسراف في استخدام الطاقة الكهربائية، إشكالية كبرى الحد منها واجب، ومحاولة غرس مفهوم التقنين في استخدامها وتوفير جزء كبير منها هو الهدف الذي يجب أن نلتفت إليه، ونعمل على تحقيقة. نحن لا نزال نهدر الطاقة الكهربائية في منازلنا،وشوارعنا، ومكاتبنا، فنشاهد الأضواء تتلألأ من دون حاجة وفي أوقات غير مطلوبة، المكاتب الحكومية والشركات لا تزال تبالغ في إهدار الكهرباء ليلاً ونهاراً، ولا نبالغ إن قلنا إن نصف ما يهدر(نهاراً) يكفي ليلاً، منازلنا نبني ونؤثث خبط عشواء إلا القلة، لا نعرف ولا ندرك ماذا ولا كيف نختار من الإضاءة؟ وما المواصفات المطلوبة للأدوات الكهربائية التي يمكن أن تغنينا عن أنواع أخرى أكثر صرفاً وهدراً. أيضا موضوع الكميات المهولة من المعدات التي تملأ أرفف المحلات التجارية، من أنواع الإضاءة المعروضة للبيع هل هي وفق المواصفات والمقاييس..؟ لوزارة التجارة والصناعة جهود واضحة في هذا المجال لكن لا نزال بحاجة لمدة زمنية طويلة للخلاص من البضاعة الرديئة الموجودة. أعود لموضوع الطاقة الكهربائية، فالصيف مقبل والموضوع لا يحتمل التأخير في العمل على الحد من الطاقة الكهربائية دون داع. وأعتقد أن المؤسسات والشركات (الحكومية والأهلية) تتحمل العبء الأكبر في إيجاد وسائل توعوية للموظفين والمنسوبين للحد من الاستهلاك المبالغ فيه. مساعد مدير عام المركز السعودي لكفاءة الطاقة للشؤون الإدارية المهندس عبدالله البواردي يرى أن الطلب المحلي على الطاقة بحلول عام 2028م قد يزداد إلى ثلاثة أضعاف الاستهلاك الحالي، مشيراً إلى أن خفض 30% من الطلب على الطاقة يمكن أن يوفر استهلاك حوالي 2.25 مليون برميل مكافئ في عام 2028م، مؤكداً في الوقت ذاته أن المملكة تعد من أكثر الدول العربية استهلاكا للطاقة. وأضاف أنه في عام 2009 ارتفع استهلاك المواطن من الكهرباء ليصل لأكثر من 7 آلاف كيلو واط/ ساعة وهو يشكل ثلاثة أضعاف الاستهلاك العالمي، وأن برامج كفاءة الطاقة ستساهم في توفير 14% من الحمل الذروي المتوقع عام 2021 وذلك حسب دراسة أعدتها هيئة تنظيم الكهرباء والإنتاج المزدوج. هذه الأرقام مؤشر على تزايد حجم المعاناة والحاجة الملحة، لبرامج تحد ولتكن إلكترونية أو غيرها بحيث تحدد ساعات العمل بما يتناسب وحجم الإنارة المستخدمة والاستهلاك بشكل عام، وبالتالي التحكم بما يتم صرفه. في منازلنا لماذ لا نكون قدوة لأبنائنا في رفع ثقافة الاستهلاك وتعليمهم ماذا نحتاج! وما الذي لا نحتاجه، وبذلك يكون الأمر تعوّداً ومنذ الصغر.