عززت الشرطة السويسرية، استناداً الى معلومات تلقتها من الشرطة الفرنسية عن تهديد محتمل بوجود قنبلة، إجراءاتها الأمنية في مطار كوانتران بمدينة جنيف المحاذي للحدود مع فرنسا التي تعيش حال تأهب قصوى بعد سلسلة هجمات آخرها ذبح قس كاثوليكي في كنيسة سانت اتيان دو روفراي بمدينة نورماندي (شمال) أول من أمس. وأوضحت الشرطة أن إجراءات أمن وقائية اتخذت إلى «أجل غير مسمى» في محيط المطار، حيث انتشر رجال أمن يحملون أسلحة آلية، مشيرة الى تلقي اتصال هاتفي من مجهول حذر من وجود قنبلة. كما تم تعزيز الأمن على الجانب الفرنسي من الحدود. وأكد الناطق باسم الشرطة في جنيف، جيام جنتي، أن «الوضع هادئ في المطار، وسيُطلعنا المحققون الفرنسيون على أي جديد»، علماً أن تعزيز إجراءات الأمن أغلق معظم مداخل مطار كوانتران، في ظل تدقيق لشرطيين مسلحين بوثائق المسافرين. ونصح برتراند ستيمفلي، الناطق باسم المطار، المسافرين بالذهاب مبكراً إلى المطار لتفادي التأخير بسبب إجراءات الفحص الكثيفة، لكنه شدد على أن لا مشاكل كبيرة في الدخول إلى المطار. فرنسا في فرنسا، حدد النائب العام فرنسوا مولنز هوية أحد منفذي الاعتداء على كنيسة سانت اتيان دو روفراي والذي تبناه تنظيم «داعش»، بأنه «عادل كرميش (19 سنة) من مواليد فرنسا، المعروف لدى أجهزة الأمن بعدما حاول التوجه الى سورية مرتين العام الماضي آخرها في أيار (مايو) 2015. وخضع كرميش لمراقبة بسوار الكتروني لدى تنفيذه الاعتداء، مع السماح بمغادرته منزله بضع ساعات فقط يومياً، ورُفض استئناف طلب بإبقائه قيد الاحتجاز. وقال رضوان (18 سنة)، وهو زميل دراسة سابق لكرميش، أن الأخير «رفض بعد اعتقاله في أيار 2015 الإصغاء لمعارفه الذين حاولوا التحدث معه بأسلوب متعقل، وكان يرد في كل مرة نقول له شيئاً بآية من القرآن الكريم». وزاد: «كان يبلغنا أن فرنسا بلد كفار، وأنه لا يجب أن نعيش هنا. وهو حاول إقناعنا لكننا لم نهتم به ولم نأخذ كلامه بجدية». وكشف زميل سابق بالمدرسة أن كرميش «كان مراهقاً عادياً حتى العام الماضي حين تحول تدريجاً الى الأصولية، وطالب الناس بأن ينادوه «أبي آدم»، فيما قال أحد جيرانه أن «كرميش كان منعزلاً، لكن تصرفات أسرته تختلف عنه تماماً». وأوضح النائب العام مولنز أن كرميش وشخصاً آخر لم تكشف هويته اقتحما الكنيسة مسلحين بسكاكين، واحتجزا خمسة أشخاص هم ثلاث راهبات واثنان من المصلين. واستطاعت راهبة الهرب، وأبلغت الشرطة التي حاولت فور وصولها الى المكان التفاوض مع الخاطفين عبر باب صغير. وأوضح النائب العام أن الشرطة لم تملك خيار شن هجوم فوراً بسبب وضع ثلاث رهائن أمام باب الكنيسة. ولاحقاً، خرجت راهبتان وأحد المصلين من الكنيسة فلحقهما المهاجمان، وكان أحدهما يحمل مسدساً وهاجما الشرطة وهما يصرخان «الله اكبر». وقتلت الشرطة الشابين اللذين حملا عبوتين ناسفتين وهميتين مغطاتين بورق المينيوم، ثم عثرت على الكاهن مذبوحاً في حين أصيب المصلي الذي كان لا يزال محتجزاً داخل الكنيسة بجروح خطيرة بسكين، وهو في الـ86 من العمر. ومع تزايد الغضب من ضعف الأمن، خصوصاً بعد هجوم نيس في 14 الشهر الجاري والذي أسفر عن 84 قتيلاً وتبناه «داعش» أيضاً، أعلن عميد المسجد الكبير في باريس دليل بوبكر أن ممثلي الديانات في فرنسا طالبوا الرئيس فرنسوا هولاند بإيلاء أماكن العبادة «اهتماماً أكبر» على صعيد إجراءات الأمن. وقال بعد اجتماع في مقر الرئاسة: «أبدينا رغبتنا العميقة في أن تكون أماكن عبادتنا (اليهودية والمسيحية والمسلمة...) موضع اهتمام أكبر ودائم، بما ان أبسط أماكن العبادة يتعرض لاعتداء». وزاد: «أنقل حزن مسلمي فرنسا العميق وصدمتهم النفسية لهذا الانتهاك التجديفي للحرمات والمخالف لكل تعاليم ديانتنا». واقترح بوبكر «إصلاحاً في المؤسسات الاسلامية في فرنسا، معتبراً انه «حان وقت وعي المسلمين لما هو ليس على ما يرام في الرؤية العالمية للإسلام، وتنفيذ تأهيل أكثر دراية لرجال الدين». في الولايات المتحدة، اعتقل باتريك كيوجان (44 سنة) من ولاية ماساتشوستس بتهمة توجيه تهديد عبر موقع «فايسبوك» بحرق مسجد في بوسطن بعد اعتداءات باريس في 13 تشرين الثاني (نوفمبر) 2015، حين قتل مسلحون ومفجرون انتحاريون تابعون لـ «داعش» 130 شخصاً. كما اتهم كيوجان بحيازة ذخيرة بطريقة غير قانونية، علماً انه قد يحكم عليه بالسجن نحو عشر سنوات في السجن في حال إدانته. وأفاد ممثلو الادعاء بأن «كيوجان نشر غداة اعتداءات باريس على صفحة الجمعية الإسلامية التابعة للمركز الإسلامي في بوسطن على «فايسبوك»، صورة أظهرت مسجداً يحترق، وكتب تحتها «أحرقوا مساجدكم المحلية». وذكر ممثلو الادعاء أن المركز الإسلامي أبلغ عن التهديد «لأنه جاء بعد قليل من هجمات باريس، ولأنه ليس مألوفاً أن نتلقى رسائل كراهية ومناهضة للإسلام». وشكر يوسفي والي، المدير التنفيذي للجمعية، مكتب التحقيقات الفيديرالي (اف بي آي) والمدعين على مـتابعة القضية، وقال: «يوجه ذلك رسالة واضحة إلى سكان بوسطن والعالم بأن بوسطن تحتضن مسلميها». وأوردت أوراق المحكمة أن «كيوجان أبدى في اتصال هاتفي مع مسؤولي إف بي آي أسفه، مشيراً الى انه كان يجب أن يكون أذكى لأنه متقدم في السن بدرجة تمنع تصرفه على هذا النحو. كما أبلغ (إف.بي.آي) أنه لم يكن يعتزم إلحاق ضرر بأحد أو تدمير المسجد». وكشف ممثلو الادعاء أن التحقيق مع كيوجان كشف أنه كان يشتري ذخيرة كان ممنوعاً من حيازتها، بسبب إدانات سابقة في اتهامات الاعتداء والضرب، وتشغيل مركبة تحت تأثير الخمر. اعتقال مغربيين في أسبانيا في إسبانيا، أوقف الحرس المدني شقيقين مغربيين في منطقة جيرون بكاتالونيا (شمال شرق) للاشتباه في تمويلهما أشخاصاً يديرون داعش»، والتعاون مع مجموعة إرهابية. وأوضح أن شقيق الرجلين قتِل في سورية التي كان توجه إليها مع زوجته وأطفاله. وأوضح الجهاز أن الأموال «استخدمت لتسهيل تنقلات إلى مناطق قتال يقصدها مجندون». وبخلاف دول أوروبية أخرى خصوصاً فرنسا وبلجيكا، لا تزال إسبانيا في منأى نسبياً عن ظاهرة المقاتلين الأوروبيين الذين يلتحقون بـ «داعش، على رغم أن مدريد شهدت في 11 آذار (مارس) 2004 أعنف اعتداء نفذه متطرفون إسلاميون على أراضي أوروبية عبر زرع عشرة قنابل في محطات قطارات ما أوقع 191 قتيلاً. لكن تقريراً لمعهد «إيلكانو» الملكي نشر منتصف هذا الشهر، أفاد بأن 160 شخصاً انطلقوا من إسبانيا للانضمام إلى «داعش» حتى نيسان (أبريل) الماضي، وقتل 29 منهم في معارك، في مقابل عودة 20 إلى إسبانيا. ويعتبر جيبا سبتة ومليلية الإسبانيان شمال المغرب وبدرجة أقل برشلونة وجيرون أكثر المناطق تأثراً بالتطرف الإسلامي.