×
محافظة حائل

حبيبتي حائل

صورة الخبر

النسخة: الورقية - سعودي الذين يؤمنون بأن المدرب هو كل القضية يعشقون غوارديولا، ويعتبرونه نموذجاً حياً لهذه النظرية. لذلك، يرون أن البركة الكروية تحل أينما حل المدرب الإسباني الشاب، فهو قادر على أن يصنع من «الفسيخ شربات»، مثلما يقول الإخوة المصريون، ولا نعني هنا أن بايرن ميونيخ كان «فسيخاً»، بل هو «شربات»، وجعل منه شيخ المدربين شهداً ليس له مثيل أو شبيه، والتاريخ يقول إنه فعل الأمر ذاته قبل ذلك عندما كانت بركته تُسيّر الأمور في برشلونة. في المقابل، هناك من يرى أن اللاعبين هم الكل في الكل، فمتى ما توافرت «دزينة» من النجوم فإن أي مدرب قادر على تحقيق البطولات. ويتكرر هذا القول عندما يبدع فريق في أعتى بطولات أوروبا، فيتهكم رجل في أقاصي الشرق قائلاً: «فريق فيه فلان وفلان... لو دربته جدتي لنجح»! ولم يصدق هؤلاء. فهذا مويس الذي جاء مدججاً بنجاحات سابقة وباختيار شخصي من الكبير فيرغسون لم ينجح مع فريق في قائمته روني وفيديتش وإيفرا وغيغز وفان بيرسي، وقائمة تطول من النجوم، بل طفق يجرب الفشل بمذاقاته كافة، ويسبب المرارة تلو الأخرى لمشجعي «الشياطين». مورينيو مثلاً، لم يكن يحل في فريق حتى يهز جيوب مسيريه، ويدعم الفريق بنجوم في كل المراكز قبل أن يبدأ في تحقيق الإنجازات، حتى يُخيل إليّ أن سؤاله الأول إلى أي فريق يفاوضه هو: كم هي موازنتكم؟ مدرب مثل مورينيو يجعلك تؤمن بأن مدرباً بلا لاعبين كأنه لاعب شطرنج بلا فيل ولا وزير ولا أحصنة، بينما الداهية البرتغالي يأتي ويستحضر معه دزينة من كل شكل ولون. مورينيو حالة خاصة، فهو لا يؤمن بنظرية «البركة الغوارديولية»، ولا يسعى إلى تعلم لغة الدولة التي يحل عليها ضيفاً، فهو جرب أن يكون مترجماً قبل ذلك، ووجد أن لغة «الكرة» أكثر ربحاً. قضية مورينيو الأساسية دوماً مع أي فريق يدربه هي جلب اللاعبين وكسب البطولات وتصدّر صفحات الجرائد. مورينيو ابن المدرسة العقلانية، وسليل الشارع الرياضي الذي يحسب المسألة بطريقة أوراق «الكوتشينة»، ويعشق أن يكون «الجوكر» معه دوماً. في حصاد المدربين يأتي آرسين فينغر مختلفاً، فهو أرستقراطي تدريبياً، ويؤمن بالحفاظ على التراث، ولذلك يتمسك بـ«الأصول»، فلا ركض خلف الأضواء، ولا ركض خلف «الموضة»، فاللاعب يجب أن يتأسس على أن «الميدان» هو عالمه، أما غير ذلك فلا يعنيه. لذلك، لا زال هناك عشاق للأرسنال من كبار السن أكثر من الصغار على الصعيد العالمي، فهو لا يملك ميسي ولا يملك رونالدو، لكنه يحقق الانتصارات أو يكاد. النظريات تختلف عند عشاق المستديرة تجاه المدربين واللاعبين وأسباب النجاح الحقيقية، لكن من يتوهون أمام التجارب التي يرونها أمامهم يخرجون من هذا المأزق في كل مرة بالحديث عن «الخليط» و«الأسباب المتعددة»، لكن الحقيقة تبقى أن كرة القدم «سحر»، ولا يمكن أن يُسأل الساحر عن «سحره».     aljabarty@