×
محافظة القصيم

ملتقى الحرفيين الثالث فى عنيزة يجمع مناطق المملكة والأسر المنتجة

صورة الخبر

دخلنا في الإجازة وهي طويلة؛ والآن ما العمل؟ هل نترك أبناءنا عرضة لكل ما هو سلبي على وسائل التواصل الاجتماعي؟ هل نتركهم كقطع الأثاث ملتصقين بجهاز التلفاز لساعات بلا نهاية؟ هل نطلقهم في الشوارع ونعرضهم لخطر أصحاب النفوس الخبيثة مما يعرضهم للأذى الجنسي أو الانحدار في عالم المخدرات؟ أم نتركهم لرفقاء السوء يعلمونهم الخبث ويقضون على كل مجهود لنا في التربية السليمة طوال العام؟ هل نسلمهم مفاتيح السيارة لكي ينطلقوا في الشوارع كرصاص موجه إلى قلب المجتمع؟ إن كنا نشعر ونعترف بالمسؤولية تجاههم إذن لنفكر كيف نحميهم! لنعلم أن هنالك من يريد استغلال جهل وطفولة أبنائنا لأغراض ذاتية، قد تصل حد الدناءة! هنالك من يريد أن يتمكن منهم فيسلبهم إمكانية اتخاذ القرار السليم؛ كيف يفكر، كيف يشعر، وكيف يتصرف؟! وعن طريق التسلية والتهريج يقومون بتجريدهم من الأخلاقيات والقيم من خلال التقليد والمجاراة والمحاكاة، يخلقون أتباعا مستعدين أن يقوموا بأي شيء من أجل الشهرة وجذب الانتباه! بالنسبة للمستغلين، هم ليسوا سوى قوة شرائية لزيادة الأرباح أو أداة تستخدم لزيادة المتابعين على وسائل التواصل الاجتماعي؛ والأخيرة أيضا من أجل الربح المادي! والآن نحن أمام إجازة طويلة، وليس كل فرد منا قادرا على السفر والترفيه، كما ليس كل فرد منا قادرا على أن يسجل أبناءه في مخيمات صيفية خارج البلاد، متخصصة في الترفيه والرفع من مستوى الابن فكريا ومهاريا وثقافيا، ماذا نفعل؟ هل ننتظر إلى أن تُفعل برامج هيئة الترفيه التي أنشأتها الدولة؟ ثم ليس لدينا فكرة عن ماهية البرامج التي ستطرح أو عن الزمن والتاريخ الذي سيتم به التفعيل. ولا ننسى أن وزارة التعليم قد دشنت برامج إثرائية في بعض المدارس والمناطق، ولكن ماذا عن العدد الأكبر ممن لن يشملهم ذلك؟ والذي نعرفه أن المناطق تقوم بإحياء مهرجانات في فترة الصيف، وفي شهر رمضان الفضيل، مرة أخرى نتحدث عن فترات محدودة من الإجازة الصيفية، وإن شارك بها الأهالي لن يكون كل يوم نظرا للزحام وغيره من الأمور التي تحد من تكرار الزيارة والمشاركة. نعم، هنالك مدارس خاصة تقدم برامج صيفية، ولكن كثيرا منها مكلف! نعم، هنالك أفراد يقدمون برامج ترفيهية للأطفال بعضها في الأسواق وبعضها في أماكن مستأجرة لهذا الغرض، ولكن أسعارها أيضا تراوح بين الغالي والأكثر من المقبول! كما أن هنالك بعض المؤسسات الخيرية تقدم بعض البرامج الإثرائية بأسعار رمزية، وكل ذلك جميل، لكنه يظل غير كاف ليستوعب الأعداد الكبيرة من الأبناء! وهنالك مشكلة تفرض نفسها أن كثيرا من العوائل ترغب في المشاركة كوحدة وليست كأفراد، بسبب المواصلات أو أسباب أخرى عائدة لكل منها. السؤال الذي يطرح نفسه: ماذا فعل أعضاء البلدية المنتخبون من أجل التعاطي مع هذه القضية؟ فلا أظن أن الإجازة وفترتها كانت سرا خفيا، بل معلنة منذ نهاية العام الماضي! هل تم وضع برامج ترفيهية وثقافية ورياضية لأطفال الأحياء؟ هل تم التواصل مع مدارس الحي كي يتم استغلالها كمساحة آمنة لتحقيق وتنفيذ بعضا من تلك البرامج؟ هل تم التواصل مع الجمعيات التطوعية من شبابنا الواعد الذي ينتظر فرص المشاركة، وأيضا من ينتظر فرص تدريب إما على العمل الإداري أو الإشرافي أو التعليمي أو الرياضي، ليس هذا فقط بل للتحصل على شهادة خبرة تفيد فيما بعد في التوظيف؟ وإن لم يتم أي من ذلك، هل نحن كأولياء أمور نضع أيدينا على خدنا ونقول: ما باليد حيلة؟! وهنا أصل إلى عنوان المقالة: لا يوجد طريق مسدود بل يوجد فكر محدود! ونحن من يضع له الحدود إن اعتمدنا وانتظرنا الغير أن يتحرك من أجل أبنائنا. إنهم مسؤوليتنا أولا، نعم، يجب أن نطالب ونتابع من أجلهم، ولكن في الوقت نفسه يجب ألا نتجمد ونترك وقتا ثمينا من حياتهم يضيع دون أي استفادة، أو نعرضهم، لا سمح الله، لمخاطر واضحة أو مستترة! وكما أكرر على طالباتي: لا يحدكن سوى خيالكن، أرددها عليكم! إن لم نجد ما يحتاج إليه أبناؤنا في المجتمع من حولنا، لا نيأس فالطرق التي يمكن أن نشغل بها أبناءنا كثيرة، وسأذكر بعضها هنا، والباقي عليكم بالبحث في النت، وأخذ الأفكار وتطبيقها، المهم ألا تمضي الإجازة ويخسر أبناؤنا على الأقل 30% مما اكتسبنه خلال العام الدراسي، ولا نخسرهم لمن لا يخاف الله فينا وفيهم! والآن أقدم لكم بعض الأفكار عسى أن تكون فيها الفائدة: 1 - قم بزيارة أسبوعية للمكتبة واترك أبناءك يختارون كتابا قريبا من اهتماماتهم ورغباتهم، لا تتدخل وتملي عليهم رأيك، إنها قراءة حرة والاختيار يجب أن يكون لهم، ثم حدد نصف ساعة يومية للقراءة الحرة، حدد جائزة لكل من ينهي كتابه، وفي نهاية الأسبوع لتكن جلسة عائلية يتم فيها مناقشة الكتب. 2 - حاول أن تتحصل على منهج السنة التالية لابنك، ومن المواضيع اختر موضوعا أسبوعيا، كي يبحث الابن في النت؛ مثلا في مادة الجغرافيا هنالك دول، يمكن البحث عن التراث، أنواع الطعام، الأدب والشعر، القصص والحكايات، الأماكن المشهورة والمعالم الأثرية...الخ، يقدم الابن تقريرا مصورا أو خريطة ذهنية مدعمة بالصور والأشكال، أو مقطع يوتوب أو يستخدم أي مهارة لديه مثل الجرافيك أو الرسم. وعلى الطريقة نفسها يمكن التعامل مع بقية المواضيع من مواد أخرى. 3 - شجعهم على إصدار جريدة أسبوعية، يقومون خلالها باختيار المواضيع والبحث عنها في النت، إجراء مقابلات مع أفراد الأسرة أو الجيران، تصوير مشاهد أو رسومات كرتونية جامدة أو متحركة تقدم كقصص أو كطرق لشرح فكرة أو قيمة أو حدث، وفوازير فكرية وثقافية ومهارية، وبالنهاية تعرض في جمعيات الأسرة والأصدقاء، أو توزع نسخ على الجيران 4 - إن كانت لديكم حديقة في المنزل أو عامة بقربه، أو مساحة داخل أو حول العمارة، يمكن أن يتم التخطيط لإقامة مهرجان ثقافي ترفيهي أو رياضي، وهنا لنترك لهم المساحة للخيال، بشرط أن تستخدم الأدوات الفائضة من المنزل مثل كراتين البيض، علب فارغة، قطع من لعب قديمة، أكياس ورق أو بلاستيك...الخ، المهم التخطيط والتنفيذ، وفي النهاية إعادة المكان كما استلموه. 5 - تحويل أي رحلة برية أو إلى شاطئ البحر أو حتى البلدة القديمة إلى رحلة تعليمية؛ رسم، كتابة موضوع عن الرحلة، تصوير، تجهيز ألعاب أو مسابقات رياضية أو ثقافية. هُم من يفكر، وهم من ينفذ، وهم من يقم بالتحكيم لاختيار العمل الفائز لتقديم الجائزة. الأفكار كثيرة والمساحة لا تسمح بتقديم أكثر، ولكن أرجو أن أكون قد قدمت ولو القليل لما يمكن أن نفعله لنحمي أبناءنا ونقوم على تطوير قدراتهم ومهارتهم الفكرية والثقافية والاجتماعية والجسدية؛ المهم حرية الاختيار، الحوار والحوافز. أتمنى للجميع إجازة سعيدة ومثمرة.