×
محافظة مكة المكرمة

إكمال 62% من شبكات الكهرباء للمنازل التي ليس لها صكوك

صورة الخبر

تميز والتر شيب، كبير طهاة البيت الأبيض، الذي توفي يوم الأحد الماضي خارج مدينة تاوس في نيو مكسيكو، عن عمر يناهز 61 عامًا، بأنه تمكن من نقل المطبخ الأميركي، في نسخة أخف، إلى داخل البيت الأبيض أثناء عمله كبير الطهاة خلال إدارتي بيل كلينتون وجورج دبليو. بوش. وكان شيب غير معروف نسبيًا عندما اختارته هيلاري كلينتون من بين مجموعة كبيرة من المتقدمين كي يحلوا محل بيير تشامبرين، كبير طهاة البيت الأبيض، في أبريل (نيسان) 1994. حينذاك، كان شيب يعمل طاهيًا في منتجع «غرينبرير» في ويست فيرجينيا. وقد أخبر تشامبرين، فرنسي الجنسية، الصحافة بأنه ترك منصبه تحت ضغط من كلينتون وزوجته، الأمر الذي نفاه آل كلينتون. وأخبرت كلينتون شيب برغبتها في إدخال نمط أكثر صحة وخفة من المطبخ الأميركي إلى البيت الأبيض. ووافق شيب وبدأ في الاعتماد على منتجين صغار في الحصول على عناصر عالية الجودة. في أول حفل عشاء رسمي له، أقيم على شرف الإمبراطور أكيهيتو والإمبراطورة ميتشيكو من اليابان، قدم شيب طبقًا فاتحًا للشهية عبارة عن طيور السمان بمستردة الذرة وصوص الطماطم بالكمون بنكهة مميزة من مطبخ جنوب غربي البلاد. وكانت الأطباق الرئيسية سمك قطبي مشوي وصوص روبيان مع أطباق أرز بالمشروم وشمار ويخنة خضراوات وثوم محمص وصوص ليمون. وتبع هذه الأطباق خضراوات بجبن الماعز. كما جاء أسلوب ترتيب المأدبة على الطراز الأميركي، حيث جرى ترتيب الأطباق بصورة فردية، بدلاً من الأطباق الكبيرة المميزة للولائم. وخلال مقابلة أجريت معه قبل إعداد مأدبة رسمية لبوريس يلتسين، الرئيس الروسي، في سبتمبر (أيلول) 1994، قال شيب: «لو أن هناك طريقة لاستخراج الدهون من دون التأثير سلبًا على المذاق أو القوام، فنحن نقوم بها». وكانت هذه الوظيفة بمثابة تجربة متهورة لشيب، وقد استمتع بها بالفعل. وعن ذلك، قال في مقابلة مع «نيويورك تايمز» عام 1998: «لقد كنت أفعل في اليوم الواحد ما يفعله طهاة آخرون مرة أو مرتين طيلة حياتهم، إذا حالفهم الحظ»، مضيفًا «سيضطر الآخرون لزحزحتي من هنا برافعة». في الواقع، طرد شيب من عمله عام 2005، بعدما شعر بعدم تناغم بينه وبين فلسفة إدارة بوش تجاه الطعام، وكذلك في التعامل مع السكرتيرة الاجتماعية للورا بوش، لي بيرمان. وحل محله كريستتا كمرفورد، المساعدة التي عينها. وفي تصريح له لصحيفة «نيويورك تايمز» بعد طرده، قال: «لقد حاولنا إيجاد سبل أرضاء متطلبات السيدة الأولى من حيث الأسلوب، وكان الأمر صعبًا». وأضاف: «لم أكن ناجحًا في محاولتي». وفي بيان نشر على موقع «مؤسسة كلينتون»، قال بيل كلينتون والسيدة حرمه إن «زائرين من مختلف أرجاء العالم عشقوا وجباته الممتعة والمبتكرة». وأضافا أن «والتر استغل مواهبه الهائلة ليس فقط لتقديم أفضل ما في المطبخ الأميركي أمام القيادات الزائرة للبلاد، وإنما كذلك لخلق اختلاف في حياة الناس من مختلف جوانب البلاد عبر دعمه لكثير من المنظمات الخيرية». ولد والتر شيب في 3 مايو (أيار) 1954 في أوكلاند بكاليفورنيا، وترعرع في بيثسدا بماريلاند، حيث ارتاد مدرسة والتر جونسون الثانوية. وكانت والدته عاشقة للطهي، وتحرص على إعداد أطباق مبتكرة لأسرتها. بعد أن درس في جامعة ماريلاند لفترة قصيرة، ارتاد معهد الطهي الأميركي في هايد بارك في نيويورك، وتخرج فيه عام 1979. وعلى الفور، حصل على فرصة عمل في «كابيتال هيلتون» بواشنطن، وفي غضون ثلاث سنوات ترقى إلى طاهٍ تنفيذي. عام 1986، رحل عن «هيلتون» ليصبح طاهيًا تنفيذيًا لدى منتجع «بوكا ريتون» في فلوريدا. وبعد أربع سنوات، تم تعيينه طاهيًا تنفيذيًا في «غرينبرير»، حيث تولى توجيه فريق عمل مؤلف من مائتي شخص. ومن دون علمه، أرسلت زوجته، جان، سيرته الذاتية إلى البيت الأبيض بعد رحيل تشامبرين. وبعد إعداده وجبة تجريبية لهيلاري كلينتون، فاز بوظيفة طاهٍ تنفيذي. ونظرًا لسيرته، جرى النظر إلى شيب كطاهٍ إداري أكثر منه طاهيًا مبتكرًا، الأمر الذي آلمه. وخلال مقابلة أجريت معه قبل أول عشاء رسمي يتولى إعداده، قال: «لن أرد على أي شخص لم يتحدث إليّ من قبل أو يتذوق ما أطهوه. أعتقد أنني مبتكر للغاية». في الوقت ذاته، اعترف أنه من الضروري عدم الخلط بين البيت الأبيض، حيث تولى الإشراف على خمسة عاملين بدوام كامل و20 بدوام جزئي، ومطعم أربعة نجوم. وعن ذلك، قال عام 1998 قبل حفل عشاء على شرف رئيس الوزراء البريطاني حينها توني بلير: «هذه ليست حفلات عشاء إسكوفير (نسبة للطاهي الفرنسي الشهير)، بل يمكنك التعامل مع الأمر على أي نحو وتبقى مأدبة. وتتمثل المهمة الأساسية في كيفية خدمة 240 شخصًا من دون أن يشعر أي منهم بغياب الاهتمام عن إعداد الطعام». الملاحظ أن شيب تمتع بعلاقات دافئة مع أسرة كلينتون. وقد أعطى تشيلسيا كلينتون دروسًا في الطهي قبل رحيلها عن البيت الأبيض للالتحاق بالجامعة. كما أهدى مذكراته حول الفترة التي قضاها في البيت الأبيض إلى هيلاري كلينتون، التي نشرها تحت عنوان «طاهي البيت الأبيض: أحد عشر عامًا ورئيسان ومطبخ واحد» عام 2007. أما فترة بوش، فكانت صعبة. وفي لقاء أجرته معه مجلة «هايلايتس» عام 2012، قال شيب: «الرئيس بوش يحب الأمور البسيطة، فهو لا يحب المرق أو السلطة أو الخضراوات أو «السمك المبلل»، فعندما لا تكون الأطباق مخبوزة أو محمرة، لا يبدي اهتمامًا بها». وأشار في لقاء صحافي آخر إلى أن حرم الرئيس بوش أخبرته أنه: «والتر، نحب أن يحمل طعامنا نكهة قوية وثراءً وطابعًا مميزًا». بعد خروجه من البيت الأبيض، أسس شيب شركة بمجال تنظيم المناسبات والحفلات تحت اسم «ذي أميركان شيف». وخلال حديث أجرته معه «نيشنز ريسترانت نيوز» عام 2005، قال: «قضيت 11 عامًا رائعة في ظل إدارتين، وكنت محظوظًا بوجودي هناك خلال فترة شهد المطبخ الأميركي تغييرًا هائلاً وقد شاركت في هذا التغيير على الساحة الأكبر». *خدمة {نيويورك تايمز}