أشاد سفير دولة إرتيريا لدى الدولة عثمان محمد عمر، بالعلاقات الثنائية بين الإمارات وإرتيريا، مشيداً بمواقف قيادة الإمارات الداعمة لإرتيريا ومساندتها منذ عهد المغفور له، بإذن الله، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، رحمه الله، الذي كان في مقدمة الداعمين للثورة الإرتيرية، وتواصلت العلاقات المتميزة بين البلديين الشقيقين برئاسة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، وأخيه الرئيس أسياس أفورقي رئيس دولة إريتريا. وقال في حوار مع الخليج بمناسبة ذكرى استقلال إرتيريا الذي يصادف اليوم 24 من مايو - أيار، إن حجم التبادل التجاري بين البلدين يعكس حجم العلاقات وتميزها، إذ تصل إلى نحو 300 مليون دولار ومن المتوقع أن ينمو مع تزايد تصدير الذهب من إرتيريا بعد اكتشاف العديد من المناجم هناك. وأوضح أنه نظراً لموقع إرتيريا الاستراتيجي في باب المندب وخطوط الملاحة الرئيسية على البحر الأحمر، الذي يعتبر ممراً لثلث موارد النفط في العالم، فقد حاولت القوة العالمية الكبرى التمركز فيه لإنشاء قواعد عسكرية. استعرض جهود الشعب الإرتيري ونضاله العادل حتى تحقيق الاستقلال والتحرر من الاستعمار، مشيراً إلى أن الشعب الإريتري ناضل وكافح واستبسل ثلاثين عاماً وقدم تضحيات باهظة بلغت أكثر من 60 ألف شهيد وشهيدة، وأكثر من مئة ألف من الشهداء والشهيدات المدنيين الذين سقطوا في محراب الحرية في الكفاح الوطني التحرري الطويل. وتالياً نص الحوار: * هل تحدثنا عن العلاقات الإماراتية - الإرتيرية، ودور الدولة في دعم إرتيريا؟ ـ منذ البداية قدمت الإمارات كل أشكال الدعم لإرتيريا، وكان رجل الإنسانية وداعم المظلومين والمجاهدين في سبيل أوطانهم، المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، رحمه الله، في مقدمة الداعمين للثورة الإريترية، فعلاقة الإمارات بإرتيريا بنيت أسسها بدعم المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، رحمه الله، وتواصلت العلاقات بين البلدين الشقيقين برئاسة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، وأخيه الرئيس أسياس أفورقي رئيس دولة إرتيريا، وصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، وهنا نشكر صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، لمتابعته ودفعه للعلاقات التي هي اليوم في أحسن ما يكون، كما نتوجه بالشكر إلى صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى، حاكم الشارقة، وأصحاب السمو أعضاء المجلس الأعلى للاتحاد حكام الإمارات، ولا ننسى الدعم الكبير الذي قدمه صاحب السمو حاكم الشارقة للثورة الإرتيرية، معنوياً ومادياً، وأذكر هنا أن سموه وجه في ذلك الوقت تلفزيون الشارقة، في عامه الأول، بأن يزور الثورة الإريترية، وبالفعل توجه التلفزيون ومعه جريده الخليج برفقة الصحفي محمد سعيد إدريس آنذاك، وزاروا الثورة في الأحراش والجبال والدفاعات والمدارس تحت الأرض والأشجار، وشاهد المواطن الإماراتي عدة حلقات بثت عبر تلفزيون الشارقة عن الثورة، كما أصدرت جريدة الخليج أكثر من 3 إصدارات متتالية. * ما هو حجم التبادل التجاري بين البلدين؟ - توجد استثمارات بين البلدين، وهناك العديد من المنتجات التي يتم تصدير من إرتيريا إلى الإمارات، وبعد استكشاف الذهب في السنوات الماضية، وتزايد التركيز على عمليات تصديره نتوقع نمو الصادرات مع الإمارات، وبلغ حجم التبادل التجاري بين البلدين نحو 300 مليون دولار، أكثره تصدير من الإمارات إلى إرتيريا، حيث يتم تصدير سيارات ومعدات إلكترونية، وغيرها من المنتجات، وأكثر المنتجات التي يتم استيرادها من إرتيريا الذهب. ويصل عدد الجالية الإريترية في الإمارات من 4 آلاف إلى 4500 إرتيري، ويوجد عدد من الشركات. * إلى أي مدى تهتم إرتيريا بالتعليم؟ - التعليم في بلادنا قبل الاستقلال كان مدمراً، وبالذات في الريف، واليوم وبعد 25 عاماً من الاستقلال تم الاهتمام بالتعليم وأصبح عدد المدارس أكثر من 3 آلاف مدرسة بعد أن كانت 650 مدرسة منذ سنوات، كما تم إنشاء العديد من المراكز والعيادات الصحية، وتوجد حالياً 9 جامعات تدرس مختلف التخصصات بما فيها الطب والهندسة. ويتجلى الحرص على إنشاء الجامعات في أن تكون بمناطق ذات تخصصات متوافقة، فعلى سبيل المثال أنشئت الجامعة الزراعية في المناطق الزراعية، وجامعة التخصصات البحرية وكائناتها تم إنشاؤها على الجانب الإرتيري من ساحل البحر الأحمر. * ماذا عن احتفالات إرتيريا بمناسبة يوم الاستقلال؟ ـ يوافق يوم 24 مايو - أيار من كل عام ذكرى استقلال إرتيريا، ويتم الاحتفال باليوبيل الفضي بالاستقلال، لذلك سيكون احتفال في بلادنا اكبر وأوسع يشمل العديد من الفعاليات. وفي الإمارات أقامت السفارة الإرتيرية حفل استقبال في أبوظبي بهذه المناسبة، كما تم إحضار فرقة فنية محلية لإحياء المناسبة، حيث ستحيي حفلة في أبوظبي وأخرى في دبي. * كيف تنظر إلى العلاقات الإفريقية والخليجية، ودور إرتيريا في تعزيزها؟ - إرتيريا شكلت منذ قديم الزمان حلقة اتصال تجاري وحضاري بين إفريقيا وشبه الجزيرة العربية، ولا شك في أن الموقع الاستراتيجي الهام جعل إرتيريا منطقه صراع ونفوذ وموضع اهتمام وأطماع المستعمرين عبر التاريخ، حيث تعرضت لعدة حقب استعمارية، فتاريخها يمتاز بسمات فريدة ومتنوعة، يمثله موقعها الجغرافي الاستراتيجي الرابط بين الشرق والغرب، وهذا يتضح في تراثها العظيم وحضارتها العريقة، ونذكر هنا بعض تلك الحضارات بمسميات فقط، من دون أن ندخل في تفاصيلها وهي: الحضارة الكوشية، حضارة بلاد بونت، حضارة الفراعنة، ومملكة البجة، وآخر هذه الحضارات كانت مملكة عدوليس، وتوجد آثار تلك الحضارات في مناطق كثيرة في إرتيريا، واكتشفت أخيراً آثار مملكة عدوليس على أيدي خبراء آثاريين في منطقة زولا. * ما هي أسباب أطماع القوى العالمية الكبرى في ارتيريا، ومحاولة التمركز فيها؟ - نظراً لموقع إرتيريا الاستراتيجي في باب المندب وخطوط الملاحة الرئيسية على البحر الأحمر الذي يعتبر ممراً لثلث موارد النفط في العالم، فقد حاولت القوى العالمية الكبرى التمركز فيه لإنشاء قواعد عسكرية. وإرتيريا تقع جغرافياً في منطقة القرن الإفريقي في الجنوب الشرقي لقارة إفريقيا، يجاورها من الشمال والغرب السودان وتشترك معها في حدود أكثر من ألف كم، ومن الجنوب إثيوبيا وتشترك معها في حدود 912 ك.م، وجيبوتي من الجنوب الشرقي بحدود لا تتجاوز مئة ك.م، كما تطل على البحر الأحمر بشواطئ 1200 ك.م في الضفة الجنوبية للبحر الأحمر مقابل اليمن والمملكة العربية السعودية بدءاً من باب المندب إلى رأس قصار في الحدود البحرية مع السودان. ويبلغ عدد سكان إرتيريا 4,5 مليون نسمه تقريباً، وتبلغ مساحتها 199 ألف متر مربع وهنالك نحو 250 جزيرة كبيرة ومتوسطة وصغيرة، ولإرتيريا موانئ رئيسية أهمها ميناء مصوع وميناء عصب والعديد من المراسي على البحر الأحمر. * كيف كان نضال الشعب الإريتري من أجل التحرير؟ - عندما انتفض الشعب الإريتري وحمل السلاح في الأول من سبتمبر/أيلول 1961، لمواجهة وإزالة هذا الانتهاك الصارخ لحقوقه الوطنية والذي جري تحت مرأى ومسمع الأمم المتحدة، لم تحظ قضيته العادلة باعتراف المجتمع الدولي، كما حرم نضاله المشروع والعادل من التأييد والدعم المادي والمعنوي الذي حظيت به بقية قضايا التحرر الوطنية العادلة المماثلة، وعلى النقيض من ذلك فإن القوة الاستعمارية واصلت دعمها المالي والسياسي والدبلوماسي والعسكري للأنظمة الإثيوبية المتعاقبة، النظام الإمبراطوري، ونظام الدرك العسكري. إن الشعب الإريتري ناضل وكافح واستبسل ثلاثين عاما وقدم تضحيات باهظة بلغت أكثر من 60 ألف مقاتل شهيد وشهيدة، وأكثر من مئة ألف من الشهداء والشهيدات المدنيين الذين سقطوا في محراب الحرية في الكفاح الوطني التحرري الطويل، وحرر أرضه شبراً شبراً، وطرد الاستعمار البغيض من كل أرجاء إرتيريا، وأقام حكومة مؤقته لتتولى أمور الأرض والشعب. تصدير الذهب واكتشاف البوتاسيوم حول تنوع مصادر الثروة والاقتصاد، وأين وصلت جهود تصدير الذهب الذي اكتشف في السنوات القليلة الماضية في إرتيريا، قال السفير عثمان محمد عمر: تتنوع مصادر الثورة الإريترية بدءاً من الزارعة والمواشي والمعادن، ويعتمد الشعب الإريتري على الزراعة، حيث تمكن من تحقيق شبه اكتفاء ذاتي وبنسبة 70 % من الحبوب واكتفاء كامل من المواشي، بل وتصدر أحياناً، وفي إرتيريا تزرع أنواع الحبوب والحمضيات والخضروات لطبيعة تضاريسها والأمطار الشتوية والصيفية، وفي السنين العشر الأخيرة تم اكتشاف الذهب في مواقع عدة، ففي عام 2010 بدأ تصدير الذهب من منجم بيشه لشركه إرتيرية كندية، وفي عام 2015 بدأ تصدير الذهب من منجم زارا إرتيري صيني، وحديثا تم اكتشاف البوتاسيوم لشركة أسترالية، وحسب إعلان الشركة فإن الكمية كبيرة جداً وذات نوعية جيدة، وتقول إن البوتاسيوم المكتشف يعتبر الثالث عالمياً من حيث الجودة والكمية، وتتعدد شركات التنقيب في إريتريا للتنقيب عن كل المعادن بما فيها البترول 3 مواسم في ساعتين قال السفير عثمان محمد عمر: البلد الوحيد والنادر الذي ترى فيه خلال ساعتين بالسيارة ثلاثة مواسم، أمطار وضباب ومعتدل وجو صيفي، هو إرتيريا، إذ تتميز بتنوع كبير في تضاريسها ومعالمها البيئية وحسب المعطيات الجغرافية يمكن تقسيمها إلى المرتفعات الجبلية، الهضبات الوسطى والأرض الساحلية على شواطئ البحر الأحمر والأراضي السهلية، وهناك حزام بين مصوع واسمرا على امتداد أكثر من مئة كيلومتر من الغابات والجبال الشاهقة، كما أن هناك عدة انهار، وأبرزها نهر ستييت أو مأرب، وهو رافد من روافد نهر النيل عبر القربة وعطبرة بالسودان ويصب في النيل، ونهر القاش يصــــب في كســلا والمزارع التي حولها، نهر بركه وعنسبا كلاهما ينبع من المرتفعات الإرتيرية ويصب في مزارع توكر شرق السودان. ففي سنه 1921 كانت العاصمة اسمرا تعد من اجمل العواصم في إفريقيا، وإذا قلنا الشرق الأوسط لم نبالغ في ذلك.