دعا وزير الدفاع وقائد الجيش المصري النائب الأول لرئيس الوزراء الفريق أول عبدالفتاح السيسي أمس الأربعاء، المصريين إلى النزول للشارع الجمعة المقبلة لمنح الجيش المصري «تفويضًا» لمحاربة العنف والإرهاب في البلاد. وقال في كلمة أمام حفل تخرّج من أكاديميتين عسكريتين «أنا أطلب من المصريين طلبًا يوم الجمعة لا بد من نزول كل المصريين الشرفاء الأمناء، ليعطوني تفويضًا وأمرًا لإنهاء العنف والإرهاب». وأضاف «أريد أن ينزل كل المصريين ليظهروا للعالم إرادتهم وقرارهم، وتفويض الجيش باتخاذ القرار اللازم لمواجهة هذا العنف، وهذا الإرهاب». وتابع السيسي في كلمته «أرى أن هناك من يريد دفع البلاد إلى نفق مظلم»، محذرًا من أنه «لن ننتظر قيام مشكلة كبيرة». وذكر في كلمته بأنه حاول أن يقدم النصح والمشورة للرئيس المعزول محمد مرسي، الذي أشار إليه في كلمته بـ»الرئيس السابق»، غير أنه لم يقبل النصح، مؤكدًا «لم أخدع» الرئيس السابق. وفي مسعى لطمأنة الداخل والخارج، أكد السيسي «نحن مستعدون لانتخابات يشرف عليها أهل الأرض كلهم». من جهته قال أحمد المسلماني، المستشار الإعلامي للرئيس لمصري المؤقت: «إن مصر بدأت الحرب على الإرهاب»، موضحًا أن دعوة الفريق عبدالفتاح السيسي للاحتشاد يوم الجمعة تحت مسمى «لا للإرهاب» حماية للثورة والدولة. وقالت حركة تمرد الشبابية إنها تؤيد دعوة القائد العام للقوات المسلحة لاحتجاجات الجمعة، لإعطاء الجيش تفويضًا بمواجهة العنف والإرهاب. وقال محمود بدر منسق حركة تمرد «ندعو الشعب إلى الخروج للشوارع يوم الجمعة لدعم قواته المسلحة التي نساندها، ونحن سعداء لاضطلاعها بدورها لمواجهة العنف والإرهاب الذي تمارسه جماعة الإخوان المسلمين». فيما أعرب القيادي الإخواني عصام العريان عن رفض جماعته لما أسماه «تهديد» وزير الدفاع وقائد الجيش الفريق أول عبدالفتاح السيسي. وقال العريان على حسابه على فيسبوك مخاطبًا السيسي «تهديدك لن يمنع الملايين من الحشد المستمر، والشعب قال كلمته ضد الانقلاب، ومع الشرعية الدستورية والديموقراطية». بينما طالب الدكتور نبيل العربى الأمين العام لجامعة الدول العربية كافة الأطراف المصرية من قوى وتيارات سياسية، العمل على البدء فورًا فى اتخاذ خطوات المصالحة الوطنية، ووضع المصلحة العامة للشعب المصري فوق أي اعتبار آخر. وأدان العربي الانفجار الذي وقع بمديرية أمن الدقهلية أمام قسم أول المنصورة، وخلّف عددًا من المصابين من المجندين والمدنيين، واستنكر الأمين العام هذا العمل الإجرامي الذي يستهدف مصر، والذي من شأنه زعزعة الأمن والاستقرار في البلاد، معربًا عن أمله في التوصل للجناة وتقديمهم للعدالة في أسرع وقت. وكان انفجار وقع فجر أمس الأربعاء في مدينة المنصورة في شمال الدلتا المصرية، حيث قام عدد من الإرهابيين بإلقاء قنبلة على مديرية الأمن بالمدينة؛ ممّا أسفر عن وجود قتلى ومصابين. فيما تمكنت الأجهزة الأمنية من القبض على المتهمين في تفجيرات قسم المنصورة، وذلك بعد تسليمهم من قبل الأهالي، ووجد أسلحة ومواد متفجرة في سيارتهم، بحسب المصادر الأمنية. فيما رفض حزب النور السلفي دعوة القائد العام للقوات المسلحة الفريق أول عبدالفتاح السيسي لحشد شعبي يوم الجمعة لمنحه تفويضًا بمكافحة «العنف والإرهاب»، وقال حزب النور في بيان له: «إن الدولة ليست في حاجة إلى تفويض بأداء مهمتها في ذلك طالما كانت تقوم بذلك فى حدود القانون، ومن هنا فإن الحزب يعلن رفضه التام للمطالبة بتفويض خاص وعبر حشود شعبية في هذا الشأن». ياتي ذلك فيما أمر النائب العام المصري، المستشار هشام بركات، بإلقاء القبض على المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين محمد بديع وثمانية قياديين بالجماعة للتحقيق معهم في التحريض على العنف، بينما أعلنت السلطات المصرية عن مقتل ثلاثة أشخاص بانفجار سيارة مفخخة، بمنطقة العريش بسيناء. وذلك بحسب ما ورد في وكالة «أنباء الشرق الأوسط»، إلى ذلك أعربت الولايات المتحدة عن قلقها إزاء دعوة وزير الدفاع الفريق أول عبدالفتاح السيسي إلى التظاهر وتخوفت من أن تؤدي إلى أعمال عنف جديدة في مصر، وقالت وزارة الدفاع الأمريكية: «إن الرئيس باراك أوباما قرر وقف التسليم المقرر لطائرات إف-16 إلى مصر لفترة غير محددة».