تمكنت حركة «طالبان» الأفغانية من السيطرة على مديرية خان شين في ولاية هلمند جنوب أفغانستان، وذلك بعد هجوم على مطار قندهار أسفر عن سقوط أكثر من ستين قتيلاً. وترافق تصعيد «طالبان» مع انتكاسة للسياسة الأمنية للسلطات، بتقديم مدير الاستخبارات الأفغانية رحمة الله نبيل استقالته، موجهاً انتقادات غير مسبوقة للرئيس أشرف غني. وأخذ مدير الاستخبارات الأفغانية على الرئيس الأفغاني تعامله مع باكستان التي اتهمها نبيل بدعم العناصر المناوئة للحكومة الأفغانية. وانتقد مدير الاستخبارات المستقيل، زيارة غني لإسلام أباد وتعاونه مع الحكومة الباكستانية، الأمر الذي اعتبره نبيل «استسلاماً» لوجهة النظر الباكستانية وتغاضياً عن تدخلات باكستان في الشؤون الأفغانية. وأضاف مدير الاستخبارات المستقيل في مداخلة على «فايسبوك» أن باكستان «يداها ملطختان بدماء الأفغان، وتصر بعد ذلك على ضرورة استمرار الحوار بين الحكومة الأفغانية وطالبان» التي اتهمها نبيل بأنها مخلب القط للاستخبارات الباكستانية. وقبلت الحكومة الأفغانية مباشرة استقالة مدير الاستخبارات والتي تزامنت مع سيطرة «طالبان» على مديرية خان شين في ولاية هلمند الجنوبية حيث تمكن مسلحو الحركة من طرد القوات الحكومية منها بعد أيام من الاشتباكات المتواصلة بين الطرفين أمس. وأعلنت «طالبان» في بيان أن الحركة حاصرت القوات الحكومية في عدد من المراكز الحكومية ثم سيطرت عليها. في غضون ذلك، أعلنت الحكومة الأفغانية وقوع عشرات القتلى في اشتباكات بين مقاتلي «طالبان» بزعامة ملا اختر منصور وعناصر الجناح المنشق بزعامة ملا رسول في ولاية هيرات غرب أفغانستان. واعتبرت المصادر الحكومية أن الجناحين المتصارعين داخل «طالبان» يخوضان معارك للسيطرة على كوادر الحركة وقياداتها الميدانية، لكنّ أياً من الجناحين، لم يعلن وقوع اشتباكات من هذا النوع.