محمد خياط-الشرق-سفراء: أوضح مستشار وزارة التعليم العالي الدكتور عمر بن عبدالرحمن المفدى، لـ»الشرق»، أن الخلافات الأسرية والزوجية من بين المشكلات التي قد تواجه المبتعثين في الخارج، وحذَّر من إيصال هذه الخلافات إلى سلطات البلد الذي يوجد فيه المبتعث، لأن ذلك سيطول دون فائدة والدخول بموجبه في متاهات يحرص المبتعث على إنهائها بأي طريقة. وقال على هامش ملتقى المبتعثين السعوديين في نسخته التاسعة، الذي يُعقد حالياً في المنطقة الشرقية، إن المبتعث لابد أن يعي المتغيرات والمشكلات التي يمر بها ومحاولة تقوية وازعه الديني باستمرار، وتابع أن الخلافات الأسرية قليلة جداً ولم تُسجل إلا حالات لا تُذكر خلال أربع سنوات لم تتعدَّ 19 حالة، تمحورت حول خلافات على الأبناء وخلافات حول الابتعاث، حُل كثير منها بالعودة إلى المملكة، فيما تم التواصل مع الباقي منها وحُلت في حينها، وأضاف المفدى أن كل المشكلات التي يتعرض لها المبتعثون تختلف من شخص إلى آخر، وتتفاوت من حيث العمر واختلاف الشخصية والبيئة التي أتى منها المبتعث. وأشار المفدى إلى أن تكيف المبتعثين الجدد مع بيئة الابتعاث الجديدة لا يعني الذوبان في ثقافات هذه البلدان والتخلي عن ثقافة الوطن الأم، وإنما لابد من المواءمة بين هذه البيئة وموروثات الموطن الأصلي، لافتاً إلى أن الاستشارات النفسية ليست حكراً على الطلبة السعوديين، وإنما تتعداها إلى جميع المبتعثين من الدول الأخرى، وأضاف أن المبتعث قد تعتريه بعض التغيرات وتنتابه عديد من المشكلات في مراحل الابتعاث الأولى، منها القلق والخوف من البيئة الجديدة التي سيرحل إليها، وقد تصل في بعض الأحيان إلى التراجع عن السفر وإلغاء الإجراءات المتعلقة بالبعثة. وأشار إلى أن هذه العوارض سرعان ما تزول مع أولى خطوات السفر الأولى وبمجرد ركوب الطائرة، وتتحول تباعاً إلى معنويات عالية مرتفعة، ويبدأ تفكير المبتعث ينصرف إلى الانشغال بإجراءات الجامعة والسكن والبنك والأمور الجديدة التي لابد من إنهائها بمجرد وصوله إلى البلد المقصود، ثم يبدأ المبتعث بعد ذلك في التفكير والتأمل في معالم البلد الجديد والانبهار بما حوله، وصولاً إلى مرحلة الاستقرار في بلد الابتعاث والتكيف مع البيئة المحيطة، وأضاف أن المبتعث سيعاني من الأشياء الجديدة حوله، وستكبر المعاناة في مرحلة التكيف، وقد يعاني جراءها من مشكلات نفسية قد تمتد أشهراً، يصاحب ذلك الحنين إلى الوطن الأم والحرص على العودة في أقرب فرصة ممكنة، وبمجرد انتهاء أول زيارة يخف الحنين ويبدأ المبتعث في محاولة للتكيف مع وطنه، ويبدأ المبتعث في محاولة إطالة فترة الدراسة أو البحث عن عمل في الملحقية، وتكثر في هذه الأثناء عبارات الثناء على بلد الابتعاث وانتقاد كل ما هو حول المبتعث في بلده الأصلي نتيجة للتأثر بالمتغيرات.