ما تحدث به عضو الجمعية العمومية الصحفي الزميل عبدالعزيز المريسل في برنامج (كورة) عن رئيس لجنة الاحتراف الدكتور عبدالله البرقان عبر اتهامات خطيرة جدا تطعن بنزاهته وأمانته لايمكن (السكوت) عليه في حينه، إذ كان من المفروض أن يصدر الاتحاد السعودي لكرة القدم بيانا (فوريا) موضحا موقفه من تلك الاتهامات بنظرة تتسم بـ(المسؤولية) وكذلك الحيادية مرحباً بفتح (التحقيق) الذي طالب به المدعي مكلفا لجنة لتقوم بهذه المهمة. - أما مسألة التزام الصمت إلى حين موعد عقد مؤتمر صحفي لرئيس لجنة الاحتراف يوم غد الأربعاء فذلك إجراء كان مقبولا منطقيا ويعتبر في ذات الوقت (حضاريا) هذا في حالة الكشف عن جوانب تتعلق بأنظمة طرأ عليها من التطوير الغائب عن الإعلام أو ملابسات في بعض الإجراءات والقرارات تستدعي (تفسيرا) لها، عندها يصبح الانتظار صحيحا ومبررا، خاصة إذا علمنا أن هذا المؤتمر كان (مجدولا) له قبل ظهور المريسل في برنامج كورة. - بينما الموقف بعد تلك الاتهامات التي تمس (سمعة) جهاز حساس جدا له ارتباط بالقانون وبمسؤول (قيادي) وضعت (الثقة) فيه يختلف تماما، بما يقتضي (التحقيق) لمعرفة الحقيقة ومن (الصادق والكاذب) والبريء والمذنب، وبعد انتهاء إجراءات التحقيق يقوم رئيس الاتحاد السعودي لكرة القدم أو المتحدث الرسمي بعقد مؤتمر صحفي معلنا (نتائج) التحقيق سواء بإدانة رئيس لجنة الاحتراف أو براءته والعكس أيضا فيما يخص عضو الجمعية العمومية الصحفي المدعي، والمذنب ينال عقابه، إما بإقالة البرقان من منصبه أو اعتزال المريسل العمل الصحفي. - هذا هو الإجراء المناسب الذي يجب أن يتخذه اتحاد القدم، فمهما كانت آراء وتوضيحات البرقان صحيحة ومقنعة وكافية للرد على كل تلك الاتهامات الموجهة إليه فإنها من وجهة نظري في الجانب القانوني لن تكون مجزية أمام تلك الإساءات التي تعرض لها رئيس اللجنة، ناهيك عن أنه في حالة أنها لم تكن مقنعة للإعلام وللرأي العام فهل هذا المؤتمر الصحفي (يعفي) البرقان من مسؤولية الأخطاء والتجاوزات الجسيمة التي وقع فيها وبالتالي انتهاء الموضوع عند هذا الحد والذي يجعل من (ثقة) الأندية والجماهير والإعلام (مفقودة) فيه،ثم ماذا لو كانت اتهامات المريسل غير صحيحة فهل مجرد إقامة المؤتمر الصحفي يعد إجراءً كافيا لـ (حفظ ماء وجه) رئيس اللجنة واتحاد القدم والسماح له بأن (يفلت) المدعي من العقوبة. - هناك من سيختلف معي ويقول من الأفضل أن يظهر الدكتور عبدالله البرقان لـ(يدافع) عن نفسه، وهنا اتفق مع وجهة النظر هذه لو نقل المؤتمر الصحفي على الهواء مباشرة مثلما ظهر المريسل في برنامج كورة حيث إن هذا المؤتمر سيجعل من باب (الاجتهادات) الصحفية مفتوحا لمهاترات إعلامية تزيد من رقعة (الإساءات) إليه أكثر فأكثر و(كأنك يا أبوزيد ماغزيت)، لتظل تلك الاتهامات تلاحق البرقان بمالها من تأثير سلبي من جميع النواحي لن (تشفع) له بالعمل في جو صحي والبقاء في منصبه بعدما أصبح غير (موثوق) فيه ومشكوك في نزاهته بعمله كرئيس للجنة لها علاقة بالقانون والأنظمة والعدالة. - حتى ظهور البرقان في برنامج (اكش يادوري) لن يحقق الهدف المرجو، لسببين هما: الأول أن رفضه للظهور في برنامج كورة والرد على الاتهامات في نفس الجهة الإعلامية يدل على عدم (ثقته) في مقدم البرنامج، وأنا هنا لا ألومه فتركي العجمة الذي كان (نموذجا) للإعلامي المهني المحايد للأسف الشديد لم يعد له وجود وأصبحت (المزاجيات) هي التي تتحكم في عمله ظنا منه أن الوسط الرياضي لايعرف ما يدور (خلف الكواليس). - أما السبب الثاني إن لجوء البرقان إلى برنامج (اكشن يادوري) وهو يعلم حجم الخلاف بين وليد الفراج وتركي العجمة، يعطي انطباعا بأن رئيس اللجنة لايبحث عن (براءته) إنما الرد على العجمة وكسب الفراج في صفه للدفاع عنه،"وأبوبدر ليس بأفضل حال من أبي جود "فكلاهما" في الهوى سوى)، وبهذا الأسلوب تاهت القضية بين إعلام لايبحث عن الحقيقة يذهب ضحيتها مشاهد يضيع وقته في لعبة (الإثارة) الإعلامية. وتصفية الحسابات (الشخصية). - إن المتابع للاتهامات التي وجهها المريسل حول التجاوزات التي قام بها البرقان يجد أنها لاتخص ناد واحد أو اثنين منحهما (استثناءات) خاصة إنما أندية عديدة تفوق الخمسة تقريبا بما يوحي لي إنه لايمكن أن يقدم على هذه الخطوات ما لم تكن لديه (توجيهات) عليا جاءته من (فوق) وما أدراك ما (فوق) بلغ بها وحصل الموافقة عليها وهي التي سوف تتولى مهمة (حمايته) لو واجه أي اتهامات تسيء إليه، وهذه الحماية لها أوجه مختلفة منها (السكوت) عليه دون إجراء أي تحقيق، و(تمييع) القضية عبر مهزلة إعلامية أخرى تهتم بـ(الاكشن) كردة فعل ضد برنامج آخر. - نقطة أخيرة أحب أن أشير إليها وهي المعلومات (البنكية) التي استشهد بها المريسل، فخروجها عن (سريتها) من البنوك موضوع خطير جدا ينبغي (الاستهانة) به، حيث إن هذا الإجراء لاتقوم به إلا الجهات المختصة وبإذن مسبق من جهات عليا، مع قناعتي إنه من حق الصحفي أو المدعي استخدام الطرق التي (توثق) مصداقيته لدى القضاء والإعلام والجمهور، ولكن هذا السلوك يعد مؤشر لايدعو عملاء البنوك إلى الأمان والاطمئنان، مما قد يضع من قام بهذه التسريبات تحت المساءلة والاستجواب. نقلا عن الرياضية