تشهد المناطق الغربية في العراق والمتمثلة في محافظة الأنبار والتي تقدر بثلث مساحة البلاد عمليات عسكرية كبيرة تخوضها القوات الأمنية العراقية المسنودة بفصائل الحشد الشعبي وأبناء العشائر لتحريرها من قبضة تنظيم داعش الذي يسيطر على معظم مناطق المحافظة منذ عام ونصف العام . وتأتي هذه العمليات والتي تهدف الى تحرير مدينة الفلوجة التي تعد من أبرز معاقل التنظيم المتطرف في البلاد وضواحيها الخارجية متزامنة مع اهتمام أمريكي لتحرير مدينة الرمادي، عاصمة الانبار ، من داعش بمشاركة الجيش وأبناء العشائر. وأشارت معلومات على لسان قادة عسكريين عراقيين إلى أن قاعدة الحبانية العسكرية الواقعة 85/كلم غربي بغداد/ والتي بها أكثر من 1400 مستشار وجندي أمريكي يقومون بوضع الخطط العسكرية لتنفيذ معركة تحرير الرمادي من داعش مؤكدين أن هناك أكثر من 10 طائرات أباتشي في الحبانية ستستخدم في المعركة المزمع انطلاقها في المدينة . وأضاف القادة العسكريون أن الجانب الامريكي يحاول تثبيت قواعد عسكرية أمريكية في المحافظة، ما جعله يحاول كسب انتصار في الرمادي وتحريرها لاستمالة أبناء المحافظة وكسب ودهم . وتحقق القوات الامنية العراقية تقدما ملحوظا على تنظيم داعش في الضواحي الخارجية للفلوجة بعد تحريرها بعض مناطق ناحية الكرمة شرق الفلوجة ومناطق الصقلاوية شمال الفلوجة فضلا على تحريرها الجسر الياباني والمعهد الفني . ويعزو محللون عسكريون التقدم للقوات العراقية في مناطق الأنبار غربي العراق لخسارة تنظيم داعش حاضنته من السكان المدنيين في المناطق التي يسيطر عليها خاصة في مدن الفلوجة والرمادي بفعل سياساته التعسفية والاستبدادية ضد المدنيين وتقييده لحرياتهم الشخصية علاوة على أن التنظيم يقوم بقتل أي شخص بمجرد الشك في أنه متعاون مع الاجهزة الأمنية العراقية . وقال سكان محليون في مدن الرمادي والفلوجة " ان تنظيم داعش يقوم بمعاملة المدنيين الذين امتنعوا عن الالتحاق بعناصره على أنهم كفار ومرتدون ، خاصة أن أغلب السكان يعيشون في المناطق التي يسيطر عليها التنظيم بالإكراه ويرفضون سياساته المتطرفة" . وأضاف السكان " ان التنظيم كان يعاملنا خلال سيطرته على مناطقنا بانهم محررون وسيسهمون بحمايتنا ولم يأتوا لأذيتنا ،الا أننا وبمرور الأيام اكتشفنا أن هذا التنظيم جاء من اجل قتل أبنائنا وأطفالنا وتدمير وسرقة ممتلكاتنا وسلب حرياتنا... وأكدوا ان الجميع متضامنين مع الجيش العراقي خلال عملياته العسكرية المنطلقة لتحرير مناطقنا لأنهاء الحصار الذي يفرضه التنظيم منذ أشهر عدة ". ويتوقع ان تنطلق عملية عسكرية واسعة النطاق في الرمادي والمناطق الغربية من المحافظة ضد تنظيم داعش بعد عيد الفطر المبارك في ظل اتصالات أجراها رئيس الحكومة حيدر العبادي القائد العام للقوات المسلحة بزعماء عشائريين من ابناء الانبار وصلاح الدين وحثهم على حشد الجهود لقتال داعش واعادة الاستقرار للبلاد. وحث رئيس حكومة الأنبار المحلية صباح كرحوت عشائر المحافظة على تطويع أبنائهم في الجيش والشرطة للمشاركة بتحرير المحافظة ... لافتا الى ان المعركة الحالية ضد التنظيم مسألة وجود من عدمه .