×
محافظة الرياض

لص يدهم بسيارته محل اتصالات بالدوادمي ويسرق أجهزة بـ60 ألف ريال

صورة الخبر

تابعت من خلال تغطيات الصحافة عناوين الحوار الوطني الذي خصص للتصنيفات الفكرية وفي ظني أن المشكلة ليست في التصنيف الفكري ذاته بل لأنه يستخدم كأداة لإرهاب الخصم أو تخويف الناس منه، كما أن هذه التصنيفات -بصيغتها المحلية- غير صحيحة فالليبرالي في مفاهيمنا الشعبية الغريبة هو كل شخص يؤيد قيادة المرأة للسيارة أو ينتقد أخطاء أو يؤمن بضرورة الحوار بين الأديان، بينما تجد الغالبية العظمى من منتسبي التيارات الاسلامية في الأردن ومصر والكويت لا يرون بأسا في كل هذه الأمور، أي أن المسائل نسبية فمن يصنفون هنا باعتبارهم ليبراليين قد يعتبرون محافظين جدا في دول الجوار ومن يعتبرون اسلاميين في دول الجوار لو كانوا بيننا لاعتبرناهم ليبراليين وزوار سفارات أيضا! ** أصدرت «داعش» أو دولة العراق والشام الاسلامية جملة من القوانين القاسية وفرضتها على المناطق التي تسيطر عليها في سوريا وكان بين هذه القوانين منع التدخين ومنع محلات الحلاقة ومنع جلوس النساء على المقاعد وغير ذلك من القوانين المتخلفة التي فرضتها على المواطنين المساكين الذين حاولوا التخلص من ارهاب بشار فوقعوا في ارهاب داعش، المهم أن حزمة القوانين هذه احتوت على قانون يمنع قيام الرجال بالبيع في محلات الألبسة النسائية وأن يكون ذلك حكرا على النساء، وهذا يعني أن مقاتلي داعش أكثر تقدمية وفهما للواقع من محتسبينا الذين يقتحمون وزارة العمل بين فترة وأخرى للاعتراض على قيام النساء بالبيع في محلات المستلزمات النسائية، هي واحدة من اثنتين: إما أن هؤلاء المحتسبين أكثر تخلفا وظلامية من مقاتلي داعش أو أن داعش ليبرالية ونحن لا نعلم. ** تعليقا على مخططات تقسيم دول المنطقة التي نشرتها احدى الصحف الأمريكية كتب أحدهم تغريدة في تويتر: (يجب أن نحافظ على وحدة بلادنا من خطر الصفويين والليبراليين والإخوان والصوفيين والاسماعيلية)!!، يا بني ماذا تركت للامريكان كي يقسموه؟، فأمثالك أخطر على وحدة البلاد من أمريكا واسرائيل! ** من أكثر الأطروحات رداءة خلال الأيام الماضية هو محاولة بعض الاعلاميين تصوير مطالبة المرأة السعودية بحقها في قيادة السيارة بأنه صراع مفتعل بين التيارين الليبرالي والاسلامي في السعودية، مثل هذا الطرح يزيد الاستقطاب على حساب حقوق المرأة، وقد رأينا في مقاطع الفيديو نساء محافظات هن أبعد ما يكن عن مثل هذه التصنيفات وقد طالبن بهذا الحق لحاجتهن الماسة له وليس من باب الترف الفكري ولكن بعض الاعلاميين للاسف الشديد لا يريد أن يعبر عن رأيه الحقيقي والصريح فيكون ضد قيادة المرأة للسيارة كي لا يتهمه المؤيدون بالرجعية أو يكون مع قيادة المرأة للسيارة فيتهمه المعارضون بالليبرالية وفي ذات الوقت لا يريد أن (ينقطنا بسكاته) ما دام عاجزا عن اتخاذ موقف صريح مع أو ضد القيادة لذلك يهرب إلى موضوع ثالث ويتفلسف على رؤوسنا بحكاية صراع التيارات.. يا عم قل رأيك والرزق على الله أو وفر حبرك وورقك حتى تجيء اللحظة التي تكون صادقا مع نفسك فمثل هذه الاطروحات تفرق ولا تجمع، فالمسألة أبسط من كل هذه الالتفافات الماكرة: مع أم ضد؟