×
محافظة المنطقة الشرقية

1000 خبير دولي يناقشون مستجدات طب الأسنان بالرياض

صورة الخبر

(الحرب من الداخل) سهم لا يخطئ في جسد إدارات الأندية، وقد تكون رصاصة الرحمة التي تدخلها في دوامة البقاء أو الرحيل.  يرسم الواقع الحالي صورة مغايرة عن الماضي القريب في صياغة العمل الإداري بالأندية، فليست النتائج ولا الانتصارات ولا العمل الاحترافي ما يجعلها مستقرة، فهناك عوامل جديدة بدأت تحيك اللعبة.  المتتبع للمشهد الإداري في الأندية يدرك أن ما يسمى «الحرب الداخلية»- إن جاز التعبير- هي المعادلة الأكثر رواجا في العمل الإداري، ويصفها البعض بالجبهات المتكاثرة والخنجر الذي يطعن في الخاصرة, بل هي من تتبنى التحريض على ناديها وفرقها تحت شعار النقد الذي يسبح في الشخصنة في تفاصيله ومفاصلها إلا ما ندر.  وبمسح بسيط للأندية التي تثار حولها عملية المد والجزر في قضاياها التي تتحول فيها (الحبة إلى قبة) نجد أن الأصل فيها مناوشات من داخل الدار تنبت فيها الأشواك بدل الحلول.  انظروا إلى حامل اللقب النصر, فمنذ إعلان التعاقد مع المدرب الأسباني كانيدا وموجة النقد بمناسبة أو بدون مناسبة تعرقل مسيرة الأصفر وتثبط معنوياته, وكل ذلك يحدث من الداخل، وأعني به الداخل النصراوي إعلاما وجماهير وشرفيين.  وفي الاتحاد المشهد لا يختلف كثيرا، فالوضع في كيانهم مستعر بين اطيافه، وكل طيف يقول (أنا) والإدارة قد تدفع ثمن هذه المواجهات من خلال ما يحدثه الانقسام من انعكاس على نتائج فريقهم الكروي.  كل المناوشات الداخلية في الأندية أصبحت سلبية، ولم يعد النقد للإصلاح وتعديل الاعوجاج، فقد وصل لمحطة التشفي وفي بعض الأحيان التحريض والتخريب.  نؤمن بأن الاختلاف في الرأي ظاهرة طبيعية، والنقد عملية مهمة، والتطبيل مرفوض خصوصا لأصحاب (البشوت)، ولكن الإسفاف أخطر، والجهل مدمر، والتآمر مذموم، و(الأنا) نهاية مؤلمة للجميع.  والقاعدة تقول (كل شيء فوق حده ينقلب ضده) وما يحدث من الجبهات الداخلية للأندية هو أقرب للضرب من النصح وللفوضى من النقد وللأنا من المجموع.  وهذه الظاهرة لا تخص الأندية الكبيرة، بل إنها زحفت لأندية الظل، فالجميع يتسابق للظهور على حساب ناديه، حتى لو تطلب الأمر من أجل (الشو) أن يتحدث بلسان غير لسانه، ويلبس ثوبا غير ثوبه، ويتحول لمهرج ما دام أن هذا الطريق يوصله للشهرة، ويعزز عناده.  ليس هناك خط فاصل لأولئك بين النقد والتهريج، والغريب أن بعضهم لم تطأ قدماه ناديه لسنوات، ولا يعرف ما فيه وما له، لكنه «مع القوم يا شقرة»، يرفع في بعض الأحيان، ويكبس في أحيان أخرى، طالما أن ذلك يضمن له الحضور والترزز، وما ينطبق على من هو خارج أسوار النادي ينطبق على أعضاء بعض الإدارات الذين يسيرون في نفس الطريق.