في ظل التحديات التي تواجه سوق النفط حاليا، بات الحديث عن رفع كفاءة الطاقة والترشيد من الأمور الهامة التي يجب أن يتوازى الاهتمام بها مع برامج التنقيب والاكتشافات. وعندما يعلن وزير البترول، أمس الأول، عن أن البرنامج السعودي لكفاءة الطاقة يستهدف تخفيض 1.5 مليون برميل من الاستهلاك في عام 2030، بجهود الأمير عبدالعزيز بن سلمان، فإن هذا الأمر يجب البناء عليه حتى تتعزز القيمة المضافة من هذا الترشيد، ولا سيما في ظل ارتفاع الاستهلاك من النفط يوميا إلى أكثر من 2.2 مليون برميل. وهذا الحجم من الاستهلاك يعد كبيرا ويوازي إنتاج دول نفطية مثل العراق وليبيا وإيران حاليا. والواقع أن الحد من استهلاك الطاقة مرهون بالعديد من المشاريع الوطنية التي يجري العمل فيها حاليا على قدم وساق، ومنها مشروع النقل العام الذي يكلف أكثر من 200 مليار ريال، ومشروع رفع كفاءة العزل الحراري وتعميمه على مختلف المنازل، في ظل استهلاك أجهزة التكييف بمفردها أكثر من 50% من الكهرباء. بالإضافة إلى مشروع خفض استهلاك الطاقة الكثيفة في المصانع ورفع كفاءة الأجهزة الكهربائية المرشدة لاستخدام الطاقة، وهو المشروع الذي يرتبط ببلد المنشأ، خصوصا بالنسبة للمكيفات والثلاجات. ويبقى الإشارة إلى أن الترشيد يظل أسلوب حياة دعا إليه الدين الإسلامي. أما بالنسبة للطاقة فهو أمر ملح وعلى قدر كبير من الأهمية، خصوصا أن النفط من الموارد الناضبة ويجب أن نحافظ على حقوق الأحيال القادمة فيه.