×
محافظة المنطقة الشرقية

هندية ارتبط زوجها بأخرى في السعودية فانتحرت

صورة الخبر

عبدالعزيز محمد الروضان إنني بهذا المقال الذي تحت ريشة قلمي سأكتب في موضوع ربما يكون عسير المنال، فأرجو من الله العلي القدير أن يقدرني لأدرك معانيه ومضامينه. سأكتب فيه منطلقاً من كتاب الله الذي أدلته ونصوصه قطعية الثبوت، فهي تنزيل من حكيم حميد لا يأتيه الباطل لا من بين يديه ولا من خلفه. إن الجهاد أو القتال في الدين الإسلامي منشأه وأسبابه ومسوغاته هي الاضطرار المحض إليه ولا اختيار في ذلك.. إذاً فكل قتال أو جهاد في الدين الإسلامي كان يعقبه مسوغ الاضطرار إليه ليس إلا. إذاً فالقتال ليس بغية أو شهية في مضامين الدين الإسلامي بدءاً من أول غزوة غزاها الرسول -صلى الله عليه وسلم- إلى آخر الفتوحات الإسلامية. فالذي يعتقد أن الجهاد أو القتال كان مسوغه إجبار الناس للدخول في الدين الإسلامي فهذا اعتقاد خر عليه السقف من فوقه.. وتصور بالٍ يُصادم مفاهيم ومقاصد الدين الإسلامي. فالدين الإسلامي هو دين قد بانت معالمه لكل ذي بصيرة قال تعالى: (لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ ، قَد تَّبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ) فالله لا يُكره أحداً على هذا الدين، قال تعالى مخاطباً نبيه -صلى الله عليه وسلم-: (أَفَأَنْتَ تُكْرهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ) والآن دعوني أميط اللثام عن ذلك الفهم القاصر والخاطئ عن ماهية القتال في الإسلام؟ إن كثيراً من الناس يستشهدون من كتاب الله على وجوب الجهاد والقتال فيستشهدون بكلمة «قاتلوا جاهدوا» مثل قوله تعالى في وحيه الطاهر (وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ) ولكن إن صيغة قاتل أو جاهد في اللغة العربية من الأفعال التي تدل على المشاركة وغيرها من الأفعال مثل (شارك داخل) وغيرها كثير هي صيغ تدل كما ذكرت آنفا على المشاركة.. إذاً إن مثل هذه الصيغ تقتضي أن يكون هناك على الطرف الآخر شخص أو أشخاص يشاركونك في العمل الذي تود القيام به..أي أنه مستعد ليتفاعل معك في هذا الأمر أو ذاك. فإذا أتينا إلى الفعل قاتلوا الذي يرد كثيراً في كتاب الله فمعناه أنه يوجد هناك فئة شاهرة سيوفها ومستعدة للقتال كمشركي مكة في جميع سياق القرآن الكريم.. أما صيغة (اقتلوا) فلم يرد في القرآن هذا الفعل إلا في مواضع قليلة منها قوله تعالى (وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ ثَقِفْتُمُوهُمْ وَأَخْرِجُوهُمْ مِنْ حَيْثُ أَخْرَجُوكُمْ ، وَالْفِتْنَةُ أَشَدُّ مِنَ الْقَتْلِ) ومعها قوله تعالى: (فَإِذَا انْسَلَخَ الْأَشْهُرُ الْحُرُمُ فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ وَخُذُوهُمْ وَاحْصُرُوهُمْ وَاقْعُدُوا لَهُمْ كُلَّ مَرْصَدٍ) إن مثل هذه الصيغ من الأفعال تأتي في سياق يتحدث عن مشركي مكة الذين ظلموا من آمن بالنبي محمد -صلى الله عليه وسلم- فاعتدوا وأخرجوا المسلمين من ديارهم وأبناءهم وسبوا أموالهم. فالأمر بالقتل هنا في هذه الآيات كان مسوغه اعتداء المشركين على المسلمين فهو قتل يرد المظالم إلى أهلها وهم مسلمو أهل مكة الذين قال الله فيهم: (الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ بِغَيْرِ حَقٍّ إِلَّا أَنْ يَقُولُوا رَبُّنَا اللَّهُ) فهذا النوع من القتل قتل من أجل رد الحق الذي سُلب، وقد أذن الله لنبيه بقتل هؤلاء من أجل رد الحق لأهله ليس- إلا.. قال تعالى: (أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ) إذاً مسوغ القتال في الإسلام هو الدفاع ورد المظالم التي تقع على المظلوم من قبل العدو قولاً واحداً لا ثاني معه.. إذاً إن الآيات التي تتحدث عن الجهاد والقتال في الإسلام هي نصوص محكمة لا تحتمل غير معانيها الظاهرة فليست بحاجة إلى تفسير أو تأويل يصرفها عن معانيها البينة. إذاً فلا اعتداء على غير المسلمين الذين سالموا أهل الإسلام قال تعالى: (وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ)، والآن دعوني ألم شتات هذا الموضوع فأقول: إن كل قتال دار رحاه وثار غباره بين المسلمين وغيرهم من المشركين كان قتال اضطرار لا قتال اختيار، وليس القتال شهية إسلامية البتة. وكل قتال كان بين المسلمين وغيرهم من الأمم والشعوب كان مسوغه رد الحق ونصرة المظلوم.. وهنا ربما يثير شخص سؤالاً فحواه: كيف توصف قتال أبي بكر للمرتدين؟ أجيب بقولي: إن قتال أبو بكر -رضي الله عنه- كان مسوغه حماية بيضة الدولة الإسلامية آنذاك وتنصل تلك الفئة عن أوامر دولة الإسلام فهو قتال مسوغه نقض العهد والبيعة لا قتال إجبار على الدين، وكذلك قتال المسلمين في الفتوحات الإسلامية كان رداً للتهديد الذي وقع على الأمة الإسلامية آنذاك.. إذاً إن الأزمات التي وقع فيها كثير من أبناء المسلمين كان سببها عدم فهم مسوغات الجهاد في القرآن الكريم.. ختاماً دعوني أحرر محل النزاع بقولي: لو أن الأعداء اعتزلوا المسلمين ولم يقاتلوهم فلا نقاتلهم بأي حال من الأحوال؛ قال تعالى: (فَإِنْ لَمْ يَعْتَزِلُوكُمْ وَيُلْقُوا إِلَيْكُمُ السَّلَمَ وَيَكُفُّوا أَيْدِيَهُمْ فَخُذُوهُمْ وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ ثَقِفْتُمُوهُمْ وَأُولَئِكُمْ جَعَلْنَا لَكُمْ عَلَيْهِمْ سُلْطَانًا مُبِيناً).