×
محافظة المنطقة الشرقية

عام / مشروعات الإسكان السعودية جنوب قطاع غزة شاهد على عمق العلاقات السعودية الفلسطينية

صورة الخبر

لا يعرف أبو إبراهيم ابن بلدة عرسال (شرق لبنان) السبب الذي أدى إلى إصابة ابنته براءة (تسع سنوات) بمرض التهاب الكبد الوبائي، لكنه يؤكد أنه إذا كان السبب هو النظافة فابنته تعيش هاجس النظافة في كل ما تقوم به، دون أن يستبعد أن تكون العدوى انتقلت إليها في المدرسة. ويروي أبو إبراهيم للجزيرة نت أنه لاحظ قبل أسبوع لدى عودة ابنته من المدرسة اصفرارا غريبا في عينيها فقام بنقلها إلى المستشفى، حيث كشف الأطباء عليها وتبين إصابتها بالتهاب الكبد، مشيرا إلى أنها قبل الذهاب إلى المدرسة لم تظهر عليها أي عوارض. وكان اتحاد الجمعيات الإغاثية والتنموية في لبنان أعلن الأسبوع الماضي تسجيل 250 حالة التهاب كبد وبائي بين الأطفال اللاجئين السوريين في بلدة عرسال. وحذّر الاتحاد من تدهور الأوضاع الصحية للاجئين السوريين في بلدة عرسال مع بداية فصل الشتاء، مشيرا إلى وجود ما يزيد على14 ألف عائلة سورية في حاجة إلى المساعدات. وطالب الاتحاد المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدةبالعودة للعمل في عرسال، كما طالب الأمن العام اللبناني بافتتاح مراكز لها في عرسال "لتمكين اللاجئين من تسوية أوضاعهم القانونية". لاجئة سورية تعاني من التهاب الكبد الوبائي الظاهر من اصفرار عينيها (الجزيرة) انتشار سريع ولا يبدو أن المرض المتفشي بين الأطفال بصدد الانحسار، إذ توقع المسؤول عن مستشفى عرسال الدكتور باسم الفارس أن يكون عدد المصابين قد ناهز الثلاثمائة إصابة، مطمئنا إلى أن المرض لا يُعد من الأوبئة الخطيرة، وهو لا يؤدي إلى حالات وفاة، لكنه حذّر من أنه بدأ ينتشر بسرعة وبكميات كبيرة. وشرح الفارس أعراض المرض بأنها قد تأتي على شكل اصفرار في العين، وآلام في أنحاء الجسم والمفاصل والبطن، وارتفاع حرارة الجسم، والقيء المستمر، وتغير في لون البول، إذ يصبح داكنا. ويمكن أن يُصاب المرء بالتهاب الكبد من النوع (أ) عن طريق تناول طعام قام بتحضيره شخص مصاب بالمرض دون أن يغسل يديه بعد دخول المرحاض، وعدم غسل اليدين بعد تنظيف الأطفال، وشرب مياه ملوثة بهذا الفيروس. وإلى جانب معاناة اللاجئين السوريين من تدمير مخيماتهم أكثر من مرة وتنقلهم مما يؤثر على النظافة التي تشكل عاملا أساسيا في تفشي المرض، تكمن خطورة الوباء في عدم تلقي الكثيرين اللقاحات المطلوبة، ويساعد سوء التغذية لدى الأطفال في تطور الحالة لدى المريض. حملة توعية وأوضح الفارس -الذي عاين في مستشفى عرسال أكثر من مائة حالة- أن المرض لا يتوقف على اللاجئين فقط فهناك عدد من اللبنانيين مصابون به، مشيرا إلى بدء حملة توعية في البلدة هي عبارة عن ندوات ومحاضرات للناس حول الأمور الواجبة للوقاية من المرض. وأوضح الفارس أن ما يجري حاليا هو معالجة النتيجة وليس السبب، مشيرا إلى أنه جرى التلميح أكثر من مرة إلى أن المياه الملوثة قد تكون هي سبب تفشي المرض، لكنه قال إن مياه عرسال كلسية ولكنها ليست ملوثة. وتوقع أن يكون المرض متفشيا في أكثر من مكان خارج عرسال، ولكنه لا يؤخذ كثيرا على محمل الجد من قبل حاملي الإصابة، مشيرا إلى أن البنية التحتية اللبنانية على مستوى تمديدات الصرف الصحي غير المتوفرة في أكثر من منطقة قد تؤدي إلى اختلاط المياه العادمة بالمياه الصحية.