اهتمت الصحف اليمنية الصادرة اليوم الثلاثاء بتطورات الأحداث بعد الانقلاب الحوثي، وركزت على تصورات حزب المؤتمر الشعبي للخروج من الأزمة، وضغطه على الحوثيين لتعديل إعلانهم الدستوري، وتناولت أيضاالخلافات التي شهدتهاالمفاوضات التي يرعاها المبعوث الأممي جمال بن عمر. وتحدثت صحيفة "اليمن اليوم" التي يملكها الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح، عن حلاقترحه حزب المؤتمر لما أسمته "الإعلان" الحوثي، كما أشارت لرفض سعودي أوروبي "لإجراءات أنصار الله" (جماعة الحوثيين). وكان لافتا أن الصحيفة أو حزب المؤتمر لم يصفا ما قام به الحوثي بـ"الانقلاب" بل يصران على نعتهبـ"الإعلان". كما نشرت تصريحات لصالح تؤكد أنه لم يعد يفكر في العودة إلى السلطة، لكنه لا يمانع أن يترشح نجله الأكبر أحمد لانتخابات الرئاسة المقبلة. "اليمن اليوم" نشرت رسما يصور الحوار تحت تهديد سلاح الحوثيين (الجزيرة) حوار تحت السلاح وتصدر الصحيفة رسم كاريكاتيري لأشخاص حول طاولة مفاوضات مكممي الأفواه، بوجود مسدس على طاولة المفاوضات، وهو يعكس حالة التفاوض بين القوى السياسية مع الحوثيين تحت تهديد السلاح. ونقلت عن مصدر سياسي القول إن حزب المؤتمر الشعبي، الذي يقوده صالح، وضع تصورا للحل بما يضمن ملء فراغ السلطة. وقالت إن تصور حزب المؤتمر تضمن حلا توفيقيا يضمن عدم تجاوز الشرعية الدستورية، كما يضمن استيعاب ممثلي الحوثيين بمجلسي النواب والشورى، كما تضمن تصور المؤتمر نزع صلاحيات "اللجنة الثورية" الحوثية، وتحييدها عن العمل الرسمي. من جانبها، ركزت "الشارع" على ضغوط يمارسها حزب المؤتمر على الحوثيين لتعديل "الإعلان الدستوري" الذي أصدروه الجمعة، ونقلت عن مصدر سياسي القول إن حزب صالح يشترط على الحوثيين اصدار ملحق إضافي "للإعلان" لإلغاء صلاحيات "اللجنة الثورية" في وقت تصر فيه بقية أحزاب اللقاء المشترك وخصوصا الناصري والتجمع اليمني للإصلاح علىإلغاء "الإعلان الدستوري" للحوثيين والتراجع عن انقلابهم وسحب مليشياتهم المسلحة من العاصمة، كأساس لأي حل سياسي. ونقلت عن أمين الحزب الناصري عبد الله نعمان، قوله إنهم وافقوا على العودة لطاولة الحوار مع الحوثيين بشرط أن يلقي كلمة أمام الصحفيين يعلن فيها صراحة عدم اعتراف الأمم المتحدة بشرعية الانقلاب الحوثي، لكنه جمال بن عمر لم يتطرق بوضوح إلى ذلك. "الأولى" تروي تعرض قياديي الناصري والإصلاح لتهديدات ممثل الحوثيين(الجزيرة) تهديد الحوثي من جانبها، نقلت "الأولى" بعض أجواء التوتر الذي شهدته جلسة المفاوضات أمس بين القوى السياسية والحوثيين الذي دعا له بن عمر، ونقلت عن نعمان أنه تلقى ومعه ممثل حزب الإصلاح محمد قحان تهديدات من ممثل الحوثيين مهدي المشاط بهدف إسكاتهم عن الحديث على الإجراءات التي يفرضونها بالقوة، وأيضا الاعتراض على تجاهل بن عمر لاتفاقه معهم بإعلان رفض الأمم المتحدة لانقلاب الحوثي. من جهتها، أفادت يومية "المصدر" أن جماعة الحوثيين بدأت أمس تنفيذ إعلانها بتسجيل نواب بالمجلس الوطني الانتقالي، وأشارت إلى أن 12 نائبا سجلوا طلبات تسجيلهم، معظمهم من حزب المؤتمر الشعبي العام، الذي كان رفض الإعلان الحوثي واعتبره "تعديا على البرلمان والدستور" في حينقاطع عملية التسجيل نواب تكتل أحزاب اللقاء المشترك والمحافظات الجنوبية. كما نقلت الصحيفة تأكيد رئيس الكتلة البرلمانية للمؤتمر الشعبي، سلطان البرلمان، أن مجلس النواب يمثل الشرعية الوحيدة في البلد، ورفض الدعوات الحوثية للالتحاق بالمجلس الوطني الانتقالي. نواب بحزب المؤتمر الشعبي يهرولونلتسجيل أسمائهم بمجلس الحوثيين الانتقالي (الجزيرة) حل جذري من جهته، يرى الكاتب أحمد عثمان، في ركنه اليومي بـ"الجمهورية" الحكومية، أن "الخروج من المأزق لن يكون بمسكنات ولا مبادرات انفرادية، فالخروج من المأزق يكون بحل جذري لإشكالية الحكم ولعنة الكرسي". وأشار إلى أن "ما يجري في اليمن اليوم هو خليط من التفاعلات والأطماع والإرادات والعقل والجنان و(المعفاطة) والسلامة والعنف, والشراكة والإقصاء, هو صراع بين ثقافات متضاربة جاءت عبر الزمن المتراكم بالأخطاء والخطايا، خاصة في المجال السياسي والتعامل مع إشكالية الحكم في النفسية العربية واليمنية". وأضاف "نحن في نقطة دائرية خطرة تحدد مستقبل اليمن.. إما يمن ديمقراطي قوي مستقر خالٍ من الاستغلال والانتهازية, يمن المساواة وتكافؤ الفرص والديمقراطية، أو يمن التخلف والاستغلال والتمييز المناطقي والطائفي والقروي وكل البلاوي والأمراض المصاحبة". وخلص إلى أن "الشعب اليمني هو أيضا مسؤول وليس النخبة فقط عما جرى ويجري، ويجب عليه أن يترك السلبية أو يُقومها وألا يقف متفرجا، ويستمر في ثورته السلمية التي بدأها، وأن يضغط من أجل خروج وانتصار المشروع الوطني، وإنقاذ الوطن والشعب والأجيال القادمة".