«أحمل اسم بلدي وكأنه اسم عائلتي، وتكريمي يعني تكريم الكويت أولاً»... هكذا عبرت الفنانة نوال الكويتية عن سعادتها بالتكريم في مهرجان بيروت الدولي للتكريم «بياف» في دروته السادسة. ففي المربع البحري «زيتونة باي» حيث كرّمت 24 شخصية لبنانية عربية وعالمية، حضر 500 مدعو فقط رغم الزحام الشديد الذي عرفته إدارة المهرجان في التعاطي مع عشرات الطلبات والتدخلات والرغبات في الحضور الحي، وقد خفف من غلواء الصورة أن الحفل نقل تلفزيونياً، فيما الكواليس التي واكبناها عياناً لم تختلف في كثير عما ظهر على الشاشة. منذ الساعة السادسة، من مساء أول من أمس، بدأ المدعوون يصلون إلى الساحة الرحبة حيث باشرت محطة mtv المعنية بنقل الحدث في إجراء لقاءات حية مع الوافدين، واستمر الحال كذلك حتى السابعة والنصف، حين نزل أعضاء لجنة «بياف» مع عشرات المدعوين من فنانين (نصير شمة، ورد الخال) وساسة (الوزيرة أليس شبطيني ممثلة الرئيس اللبناني السابق ميشال سليمان) و ديبلوماسيين (السفير البريطاني طوم فليتشر الذي قال إنه منذ أربع سنوات معتمد في بيروت مرت في لحظات) و إعلاميين (رابعة الزيات) وشخصيات من اختصاصات اهتمامات مختلفة. التقديم (ديانا رزق، وروبير النخل) لم يكن لافتاً، كان عادياً ورتيباً وجرت مقاطعة الضيوف أكثر من مرة في مواقع غير مناسبة، إضافة إلى مشكلة لا يبدو أن حلّها ممكن وتتعلق بالعربية الفصحى سواء من المقدّمين أو من المكرَّمين أو المكرِّمين. المكرّمون تتقدمهم ذكرى الفنانة الكبيرة والرائعة صباح حيث حرص المهرجان على إغناء التكريم بصوتها من خلال «ميدلي» جمع أغنيات عدة تعاقبت، وملابسها حيث قدّم المصمم ويليام خوري عدداً من فساتينها التي اعتمرتها في أكثر من مناسبة وميّزت طلّتها الأنيقة المعروفة. أما المكرمون فمن لبنان، كان أنطوان كرباج الذي بكى وهو يلقي كلمة شكر، معتبراً أنه يخجل عندما يقال عنه نجم أو فنان كبير، بينما أكد الشاعر صلاح ستيتية أن قلبه في لبنان رغم أن ظروفه تستدعي عيشه في فرنسا، ووصل الفنان وائل كفوري على متن يخت إلى الشاطئ المحاذي لمكان المهرجان وباشر فوراً أغنيته «الحب المستحيل» ثم تسلّم درعاً تكريمية وبقي على المنصة لكي يشارك في تكريم زميلته نانسي عجرم. عجرم قدّم لها تمثال «بياف» وزير الثقافة ريمون عريجي الذي أشاد بحضورها ونجاحاتها والصورة المشرقة التي رسمتها لبلدها، ثم تحدثت معلنة أنها لم تكن لتصل إلى ما وصلته من دون الناس. أما إيلي شويري فأعطي صفة الفنان الذي عرف كيف يكتب ويلحن ويغنّي للوطن، كما أن ورد الخال كرّمها شقيقها الفنان يوسف الخال حيث تبادلا عبارات الإعجاب والمحبة والتقدير. وكُرم أيضاً كل من زياد حواط رئيس بلدية جبيل المدينة التي فازت بجائزة عاصمة السياحة العربية للعام 2016. رالف شماس الذي ابتكر سيارة بيعت الواحدة منها بـ 3 ملايين و 800 ألف دولار وشاركت في الجزء الأخير من فيلم «فاست إند فيريوس». وزياد سنكري المخترع اللبناني الشاب الذي قدّم للعالم جهازاً ينذر بالسكتة القلبية وقد عرض المهرجان المقطع الذي خاطب فيه الرئيس الأميركي أوباما سنكري مهنئاً إياه على اختراعه، وجوزيف جبرا مؤلف العديد من الكتب. شكري أنيس فاخوري الكاتب التلفزيوني المتميز الذي اكتفى بشهادتنا فيه من خلال «العاصفة تهب مرتين» وبما قالته الكاتبة كلوديا مرشليان التي كان له فضل في تكوينها الكتابي. براكس شبكيجيان السيدة التي تركت أثراً أينما حلّت بصوتها القوي والشجي. الدكتور طوني نصار الجراح في طب التجميل. وعلى صعيد المكرمين العرب فكانت المطربة نوال الكويتية حديث الجميع لذوقها الرفيع وحلاوة حديثها، والتي قالت بعد التكريم: «أنا أحمل اسم بلدي وكأنه اسم عائلتي، وتكريمي يعني تكريم الكويت أولاً. في بلد أحبه كثيراً لأنني أعرف أن أهله يحبونني». وإلى جانب نوال الكويتية، كانت المخرجة المصرية إيناس الدغيدي التي شكرت كل الذين قاموا ضدّها وعارضوها لأنهم هم الذين أوصلوها إلى هذا المنبر التكريمي، وصابر الرباعي قدّم شهادة في حضوره وتألقه لمركز انطلاقته وتألقه بيروت، وسلافة معمار الممثلة السورية المتميزة التي أملت أن يعم السلام في أوطان الجميع، ونصير شمة سيد العود الأول الذي بنى بيتاً للعود في أكثر من بلد عربي، وأحمد أبو هشيمة رجل الأعمال الذي بات معروفاً منذ زواجه ثم طلاقه من هيفاء وهبي وتم تكريمه من خلال قصة النجاح التي يعتز بها في تجارة الحديد. عالمياً حظي بالتكريم كل من السفير البريطاني طوم فليتشر الذي أسهب في الكلام عن سعادته في الفترة التي خدم فيها كسفير في بيروت، و المطرب الإيطالي أليساندرو سافينا، و الممثلة التركية بيلين كاراهان التي أشارت إلى أنها تزور لبنان للمرة الأولى وهي سعيدة بجمهورها العربي، والمطرب الفرنسي كلود بارزوتي.