تنطلق في امارة الشارقة بالإمارات غدا الاربعاء عروض الاوبريت العالمي "عناقيد الضياء" الذي يوصف بأنه أضخم عمل فني في التاريخ، عن السيرة النبوية. ويقام الاوبريت ضمن احتفالات امارة الشارقة باختيارها عاصمة للثقافة الإسلامية لعام 2014. وقال منظمون للحدث إن العرض الذي يستمر على مدار ثلاثة أيام يشارك فيه 750 فنانا وموسيقيا وفنيا من مختلف انحاء العالم، وباستخدام تقنيات صوت واضاءة تستخدم لأول مرة في منطقة الشرق الاوسط. وقال الشيخ سلطان بن أحمد القاسمي، رئيس اللجنة التنفيذية لاحتفالات الشارقة إن عرض "عناقيد الضياء" استغرق اعداده وتنفيذه اشهر عدة، وتم تسجيل اغنياته وفقراته في استراليا والامارات ولبنان والمانيا، بمشاركة فرق موسيقية عالمية. وأضاف "تريد الشارقة من خلال هذا الاوبريت تقديم عمل يسجله التاريخ، ليبقى أثره محفوظاً للأجيال القادمة، وهو يحكي أعظم قصة رواها التاريخ، حكاية الإسلام وحقيقة رسالته السامية، وما يحمله هذا الدين من قيم إنسانية تتمثل بالعدل والاخاء والمحبة والسلام". تابع "هذا الاوبريت هو جهد عدد كبير من القامات الفنية والمسرحية العربية والعالمية، والمؤرخين والدارسين لسيرة الرسول عليه السلام" ، مضيفا "سيكون هذا العمل هدية من الشارقة إلى العالم، بجنسياته وأديانه ومذاهبه وانتماءاته، تسطّر من خلاله سيرة الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، وتقدم صورة حقيقية للإسلام وقيمه الإنسانية". ويغني في الاوبريت الفنانون المصري علي الحجار والتونسي لطفي بوشناق والاماراتي حسين الجسمي، والفلسطيني محمد عساف، وكتب كلماته الشاعر السعودي الدكتور عبد الرحمن عشماوي، والالحان للبحريني خالد الشيخ. ويتناول العرض التاريخ الاسلامي، بداية من زمن الجاهلية وميلاد الرسول محمد، ونزول الوحي عليه من غار حراء مرورا بالانتصارات والفتوحات التي صنعت فجر الاسلام. وقالت اللجنة المنظمة للعرض "يجمع العمل الفني بين جمال الكلمات ورقة الالحان وعذوبة الاصوات وقوة وحماسة الاداء ودقة تمثيل المشاهد التاريخية وفق تقنيات غير مسبوق استخدامها في العالم العربي استقدمت خصيصا لهذه الملحمة الشعرية التي ستظل عالقة في الاذهان لعدد كبير من السنوات". وأقامت الشارقة مسرحا خاصة للعرض في جزيرة وسط (بحيرة خالد) بالمدينة، وقد تم تصميمه على طراز المسارح الرومانية، حيث يتخذ المسرح شكل نصف دائري مفتوح،وأقيم على مساحة تبلغ 7238 متر مربع، ويضم مدرجات تتسع لـ 4500 شخص، وزود المسرح بتجهيزات تقنية عالية منها نظام صوتي متطور عالي الجودة والدقة بـ 120 مكبر صوت مع أكثر من 400 ضوء متحرك و21 عارض ضوئي ذو تقنية مميزة. وقال الفنان لطفي بوشناق لوكالة الانباء الالمانية (د.ب.أ) إن العرض هو "أعظم عمل فني تم انتاجه لرصد السيرة النبوية" ، مشيرا الى ان تقديم هذا الاوبريت "سوف يخدم العرب والمسلمين جميعا، حيث يوصل الصورة الحقيقية للإسلام للعالم الغربي، ويصحح الصورة المغلوطة والمشوهة عن الاسلام لدى الاوربيين والشعب الامريكي". وأشار الى أن "هذا العمل سيظل خالدا في الذاكرة العربية، وسوف تتأثر به الاجيال من دقة الاتقان وشدة العمق التاريخي والفني الذي يقدمه". وقال الموسيقار الألماني كريستيان شتينهاوزر، قائد الأوركسترا الألمانية العالمية التي تولت التسجيلات الموسيقية للعمل، أنه تعاون مع نحو 50 موسيقياً، و20 مهندس صوت من مختلف أنحاء العالم، لتقديم موسيقى روحية ووجدانية مستوحاة من وحي التاريخ الإسلامي.