ما زالت ظاهرة ركوب الصندوق الخلفي لـ"الوانيت" تلقى رواجا في جدة رغم الأخطار التي تحدق بمن تواتيه الشجاعة ويفعلها، خاصة في الأحياء الشعبية، والأزقة الضيقة التي يفضل سكانها ركوب "الوانيت" كوسيلة أسرع وأرخص للوصول إلى وجهاتهم، ورغم مخاطرها الواضحة إلا أن البعض -خاصة من صغار السن والطلاب والعمال- لا يترددون في ركوبها، والتنقل بها من وإلى المدارس أو أماكن العمل. ووجه الأمير مشعل بن ماجد محافظ جدة، الإدارة العامة للتربية والتعليم و"المرور" ودوريات الأمن في محافظة جدة بمنع سيارات النقل من نقل الطلاب من وإلى المدارس وجميع الركاب بشكل عاجل، ومعاقبة كل من يخالف ذلك. قرارات سابقة منعت نقل الطلاب والصغار بالسيارات المكشوفة. تصوير :عدنان مهدلي-"الاقتصادية" وقال لـ"الاقتصادية" متعاملون في مجال النقل "إن القرار الصادر بمنع السيارات المكشوفة التي تعمل على نقل الطلاب من وإلى المدارس كان قد صدر منذ أعوام لكن لم يتم تطبيقه سوى لفترة محددة وقد تم التشديد حينها والمراقبة حتى اختفت هذه الظاهرة، لتعاود الظهور مرة أخرى بعد التخفيف من متابعة المخالف وإصدار العقوبة الرادعة عليه". وأشاد محمد الظاهري عضو لجنة النقل البري في الغرفة التجارية الصناعية في جدة بالقرار واعتبره حماية للطلاب من الشمس وما تسببه من أضرار لهم، ومن الآثار التي قد تنتج عن كثرة عدد الطلاب في سيارة واحدة مكشوفة. وقال "إنه قد رفع خطابا إلى "المرور" من خمس سنوات مضت، وأرفقه بالصور يعرض فيها مشكلة نقل الطلاب بالسيارات المكشوفة والأضرار المحتملة، وأصدر القرار مدير المرور حينها واختفت الظاهرة لمدة طويلة، لتعود وتتكرر بعد مدة". مطالبا بإيجاد حلول رادعة تحمي الطلاب، ذلك عدا المنظر غير الحضاري وغير اللائق بطلاب مدارس، مطالبا بمساواة طلاب المدن بطلاب القرى النائية الذين تتوافر لهم سيارات نقل. وأضاف الظاهري "لو نظرنا إلى الموضوع من نظرة اقتصادية لا يمكن لسائقي الأجرة أو الحافلات تخفيض أجور النقل على الطلاب، فلا يمكن للسائق أو الملاك تحمل نفقات بلا دخل جيد يعوض فيه ما يدفعه سواء من ثمن السيارة أو الوقود وغيرها من النفقات، إضافة إلى رغبته في الربح"، مستبعدا موافقة ملاك الحافلات وسيارات الأجرة والسائقين على فكرة نقل الطلاب بسيارات الأجرة والحافلات بأسعار رمزية، كما يحدث في كثير من دول العالم. من جهته أبان محمد هادي عضو اللجنة الوطنية للنقل البري في مجلس الغرف والمستثمر في مجال النقل، أن القرار جاء في الوقت المناسب وإنه حماية للطلاب من المخاطر التي قد تحل بهم، وقال "كنا نخاف على الطلاب من نقص أدوات السلامة في السيارات، فكيف ننقلهم في مكان مكشوف غير آمن ومعرض لحرارة الشمس ومخاطر السقوط". الازدحام وإعاقة المرور من السلبيات المرافقة لعملية التنقل بالسيارات المكشوفة. واقترح أن تتعاقد وزارة التربية والتعليم مع رابطة السيارات في مكة المخصصة لنقل الحجاج لتتولى نقل الطلاب في المنطقة الغربية بدلا من توقف الحافلات 11 شهرا الذي قد يتسبب في تعطلها، حيث تتوافر الحافلات الكبيرة و بأعداد كبيرة، وقال "يمكن للوزارة التعاقد مع سيارات نقل الحجاج بأسعار تنخفض بنحو 50 في المائة مقارنة بشركات النقل".