أجمع عدد من الخبراء والمختصين في الشأن الاقتصادي بالمدينة المنورة على تسمية كيانات لتعزيز التعاون في دعم المنشآت الصغيرة والمتوسطة وتوسيع آفاق الامتياز التجاري كرافد مهم لها، وتحظى باهتمام خاص من قبل أمير منطقة المدينة المنورة مع أهمية صنع مبادرات وفرص استثمارية في التعليم والصحة والبنية التحتية في ظل ما تشهده المدينة المنورة من توسعة كبرى للحرم النبوي الشريف والمشروعات المصاحبة والتي قدرت بـ(3) تريليونات ريال سعودي. جاء ذلك في لقاء لرئيس وأعضاء مجلس إدارة الغرفة التجارية الصناعية بالمدينة المنورة وجمع من رجال الأعمال مع القنصل العام الأمريكي السيد تود هو لمستروم والوفد المرافق. وأوضح الدكتور محمد فرج الخطراوي رئيس مجلس إدارة غرفة المدينة أن العلاقة بين المملكة وأمريكا قديمة وآخذة في التطور حتى اتسمت بطابع الصداقة والشراكة المبنية على تبادل المنافع، وأصبحت من أبرز شركائنا التجاريين. وطرح الخطراوي في بداية اللقاء جملة من المشروعات التي تتميز بها منطقة المدينة المنورة لتعزيز وزيادة الاستثمارات في حصيلة أكثر من 60 مليون ريال لما يقارب 30 مشروعا استثماريا مشتركا ومرخصا في المجال الصناعي والخدمي والمقاولات والإنشاءات والفنادق في منطقة المدينة المنورة في الوقت الذي تشهد فيه العلاقات التجارية نموا مضطردا بين الجانبين، حيث بلغت المشروعات المشتركة بين رجال الأعمال السعوديين وشركائهم الأمريكان نحو 609 مشروعا مشتركا بين الطرفين، تغطي هذه المشروعات الأنشطة الصناعية وغير الصناعية. وأشار الخطراوي إلى أن منطقة المدينة المنورة، ممثلة في المدينة المنورة والمراكز الإدارية التابعة لها تتمتع بموارد اقتصادية عديدة ومتنوعة، وأكد أن زيارة القنصل الأمريكي للغرفة تعتبر من الأهمية بمكان في ظل (الحماس المتميز) لسمو أمير منطقة المدينة المنورة والأولوية الخاصة التي يضعها في المنطقة في خارطة الاستثمار العالمي في وقت تتصاعد فيه وتيرة المشروعات الاستراتيجية في تنمية المدينة المنورة، مثل مدينة المعرفة الاقتصادية ومشروع قطار الحرمين الشريفين ومترو المدينة والتوسعة العملاقة للحرم النبوي الشريف وشركة نما المدينة المنورة وتوسعة المدينة الصناعية، ومشروعات النقل والإمكانات المتعددة التي تزخر بها المنطقة من موارد زراعية والتعدينية والسياحية والترفيهية وما يتبعها من ازدهار للصناعة الفندقية والإسكان بكل مستوياته الأمر الذي يتطلب حراكا خاص على مستوى الخبرة والتقنية بالنسبة لشركات القطاع الخاص في المنطقة ورجال المال والأعمال ونظرائهم من الولايات المتحدة الأمريكية. فيما تناول القنصل الأمريكي العلاقات المتميزة بين المملكة وأمريكا مستشهدا بعدد من المبادرات واللقاءات المشتركة، مشيرا إلى أن هناك فرصا أكبر لترجمة هذه العلاقات على أرض الواقع، مؤكدا على أهمية المنشآت الصغيرة والمتوسطة وبحث الآليات الكفيلة بدعمها وتعزيزيها وهي من الأولويات التي سنتناولها بدعم من أمير منطقة المدينة المنورة الذي يوليها أهمية خاصة وأن ذلك سيكون محور تعاون بين القنصلية ومنطقة المدينة المنورة . فيما أكد الملحق التجاري الأمريكي تشارلز انادو على أهمية تعزيز الاستثمارات المشتركة في مجال المنشآت الصغيرة والمتوسطة والتعليم والصحة والامتياز التجاري داعيا غرفة المدينة المنورة للمشاركة في معرض الامتياز التجاري الذي يعقد في شهر يوليو من كل عام. إلى ذلك أكد يوسف الميمني رجل الأعمال وعضو مجلس الشورى الأسبق إلى أهمية التعاون وتبادل الخبرات والمعلومات، مبينا أن المدينة المنورة لا تزال واعدة بالاستثمارات وقادرة على استيعاب المزيد منها نظرا للمميزات النسبية والتنافسية العالية في مستوى جذب وتسهيل الاستثمارات. وبين الخبير في مجال الإنشاءات والمقاولات المهندس كمال القبلي أن المدينة المنورة تشهد حاليا حراكا كبيرا في كل المجالات لاسيما العمرانية التي تتمحور حول الحرم النبوي الشريف، وقال: إن تكلفة التوسعة العملاقة للحرم النبوي الشريف والمشروعات المصاحبة تقدر بحوالي (3) تريليونات ريال وهو مبلغ يستحق التحفز والاستعداد له بالتعاون لجذب الخبرة والتقنية وتعزيز القدرة على المنافسة والمبادرة. فيما أكد عبدالغني الأنصاري عضو مجلس الإدارة على أهمية صياغة كيانات لتنمية وتطوير المنشآت الصغيرة والمتوسطة والامتياز التجاري. وأوضح أمين عام غرفة المدينة المنورة علي حسن عواري أن زيارة القنصل العام الأمريكي والوفد المرافق له تأتي ضمن زيارة استطلاعية لآفاق التعاون الممكن بين رجال المال والأعمال في منطقة المدينة المنورة والجهات ذات العلاقة بالاستثمار ومشروعات التنمية، مبينا أن الغرفة لها تعاون مميز مع القنصلية الأمريكية وأن هذه الزيارات شبه المنتظمة من قبل القنصلية الأمريكية تدل على مدى حرص القنصلية على تسهيل كل الخدمات لقطاع المال والأعمال في منطقة المدينة المنورة وفتح المجال لتبادل الخبرات في العديد من المجالات الاقتصادية.