عن ماذا نكتب في مثل هذه الذكرى العزيزة ، هل نكتب عن جامعة علمية عالمية تحوي أسرع حاسوب في الشرق الأوسط طورته إحدى أعرق شركات الحواسيب في العالم؟ أم نتحدث عن جامعة علمية حديثة التأسيس تم اختيارها كأفضل مؤسسة تعليم على مستوى الدراسات العليا في دعم المشاريع المبتكرة في العالم العربي في الاحتفال السنوي الثالث للقمة العالمية للمشاريع المبتكرة ؟ أم نتحدث عن مبدعي وطن في سن الزهور مهد لهم الوطن أن يحصدوا 56 جائزة علمية عالمية في 6 منافسات دولية شملت معرض إنتل الدولي للعلوم والهندسة، ومعرض جنيف العالمي للمخترعين وغيرهما من المعارض؟ إن كنا منصفين وفي مثل هذا اليوم سنتحدث بالقليل المميز في ظل ما تسمح به مساحة الحرف. في وطني، وفي العام المقبل سيبدأ تشغيل مركز الملك عبدالله المالي في الرياض والذي يعد الأول من نوعه في الشرق الأوسط والذي من المرجح أن يلعب دورا بارزا في اقتصاد المنطقة وتحديدا في القطاع المصرفي وفي مجال التأمي، وفي وطني أكثر من 150 الف سفير علم مبتعث في مختلف أرجاء العالم - وأعتقد أن من كل أسرة سفيرا واحدا تقريبا - ، وسيكتمل عقد التميز بعودة تلك العقول من الخارج مع العديد من المشاريع العملاقة التي تنفذها الدولة إن شاء الله وهي ما ستشكل دعامة تقدم للممللكة اقتصادياً وكذلك اجتماعيا وتنموياً. وطني واحة استقرار للعالم العربي ومبادراته المتنوعة شاهد عيان على ما تحقق خلال عقود مضت لعل من أبرز تلك المبادرات التي شقت طريق الاستقرار إتفاق الطائف وكذلك مبادرات الحوار المتنوعة على مختلف المجالات لا سيما المبادرات الاستباقية التي سعت إلى درء فتيل الفتن ولعل منها مبادرة تأسيس مركز للحوار بين المذاهب الإسلامية وغيرها الكثير من المبادرات السعودية على مختلف المستويات. في مثل هذه الذكرى لا يكفي أن نتذكر الماضي مع عظيم الإنجاز الذي تحقق بل علينا أن نذكر الأجيال بالحفاظ على تلك المكتسبات والبناء عليها، فخلال العقود الماضية تحقق الكثير وحاضراً تخوض المملكة العديد من التحديات في سبيل استقرار المنطقة.. واجبنا في مثل هذا اليوم أن نذكر الأجيال لاسيما وأن مصادر تكوين الوعي تغيرت وبات الإعلام الأفقي ذا متابعة عالية وهو ما يتطلب بالضرورة تطوير أدوات تكريس الوطنية للحفاظ على وعي الأجيال وهو واجبنا جميعاً، وكل عام والوطن والجميع بألف خير..