×
محافظة مكة المكرمة

..وشباب الطائف يشاركون في العمليات التنظيمية بالعروض المسرحية

صورة الخبر

حذر الشيخ عبد العزيز آل الشيخ المفتي العام للمملكة ورئيس هيئة كبار العلماء وإدارة البحوث العلمية والإفتاء، المسلم من الانتساب إلى الجماعات التي تتبنى المنهج التكفيري، مؤكدا أن علماء المسلمين لا يوجد بينهم خلاف على تحريم مسلكهم وشناعته وخطورته، ويخشى على من انتسب إليهم خاتمة السوء نعوذ بالله من الخذلان أو أن نرد على أعقابنا بعد إذ هدانا الله. جاء ذلك خلال بيان أصدره آل الشيخ عن خطر منهج التكفير وما يجره من الاعتداء على الأنفس المعصومة، وقال فيه إنه لا يخفى أن الأمة الإسلامية تمرُّ بمرحلة خطيرة في تاريخها، نسأل الله تعالى أن يفرج عنها ويخرجها من هذه الفتن إلى اجتماع الكلمة ووحدة الصف على هدي من كتاب الله -عز وجل- وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم. واسترسل نظرًا لهذه الأحداث المتسارعة الخطيرة في العالم الإسلامي، وما قد ينشأ في غمارها من شبه تجيز أو تهون من إرهاق دماء المسلمين والآمنين في بلدانهم وما قد يذكيه بعضهم من نعرات جاهلية أو طائفية لا يستفيد منها إلا الطامع والحاقد والحاسد، فإننا نحب أن ننبه على خطورة الاعتداء على الأنفس المعصومة من مسلمين أو معاهدين أو مستأمنين، والأدلة في ذلك كثيرة جداً وذلك مما أجمع عليه المسلمون وهو من مقاصد هذا الدين العظيم، قال الله تعالى: "وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا". وبين أن من أعظم ما يدل على خطورة التعرض للدماء والحذر الشديد تجاهها ما ثبت في الصحيحين واللفظ للبخاري من حديث أسامة بن زيد -رضي الله عنهما- قال: "بعثنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إلى الحرقة فصبحنا القوم فهزمناهم ولحقت أنا ورجل من الأنصار رجلاً منهم فلما غشيناه قال: لا إله إلا الله فكف الأنصاري، فطعنته برمحي حتى قتلته، فلما قدمنا بلغ النبي -صلى الله عليه وسلم- فقال: "يا أسامة أقتلته بعدما قال لا إله إلا الله" فقلت: كان متعوذاً فما زال يكررها حتى تمنيت أني لم أكن أسلمت قبل ذلك اليوم. وفي الصحيح عنه -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: "إن دماءكم وأموالكم حرام عليكم كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا في بلدكم هذا". ومن الأنفس المعصومة في الإسلام: أنفس المعاهدين وأهل الذمة والمستأمنين فعن عبد الله بن عمرو بن العاص -رضي الله عنهما- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "من قتل معاهداً لم يرح رائحة الجنة وإن ريحها توجد من مسيرة أربعين عاماً" أخرجه البخاري. ومن أدخله ولي أمر المسلمين بعقد أمان وعهد فإن نفسه وماله معصوم لا يجوز التعرض له ومن قتله فإنه كما قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: " لم يرح رائحة الجنة". وأضاف المفتي ولما كانت حرمة دم المسلم وغيره ممن قررت الشريعة الإسلامية حرمته معلومة من الدين بالضرورة، فإن أهل الغلو والتطرف ابتدعوا منهج التكفير الذي يهون قتل المسلمين وغيرهم من المعصومين، ونشأ عن هذا المنهج التكفيري المبني على الشبه والتأويلات الباطلة استباحة الدماء، وانتهاك الأعراض، وسلب الأموال الخاصة والعامة، وتفجير المساكن والمركبات وتخريب المنشآت. وأوضح آل الشيخ أن التكفير حكم شرعي مرده إلى الله ورسوله -صلى الله عليه وسلم-، فكما أن التحليل والتحريم والإيجاب إلى الله ورسوله، فكذلك التكفير، وليس كل ما وصف بالكفر من قول أو فعل يكون كفراً أكبر مخرجاً عن الملة. ولما كان مرد حكم التكفير إلى الله ورسوله -صلى الله عليه وسلم- لم يجز أن نكفر إلا من دلَّ الكتاب والسنة على كفره دلالة واضحة، فلا يكفي في ذلك مجرد الشبهة والظن، لما يترتب على ذلك من الأحكام الخطيرة، وإذا كانت الحدود تدرأ بالشبهات مع أن ما يترتب عليها أقل مما يترتب على التكفير، فالتكفير أولى أن يدرأ بالشبهات، ولذلك حذر النبي -صلى الله عليه وسلم- من الحكم بالتكفير على شخص ليس بكافر، فقال: "أيما أمرئ قال لأخيه: يا كافر، فقد باء بها أحدهما إن كان كما قال: "وإلا رجعت عليه". وختم مفتي السعودية حديثه بقوله "يحذر المسلم من الانتساب إلى الجماعات التي تتبنى المنهج التكفيري فإن علماء المسلمين لا يوجد بينهم خلاف على تحريم مسلكهم وشناعته وخطورته، ويخشى على من انتسب إليهم خاتمة السوء نعوذ بالله من الخذلان أو أن نرد على أعقابنا بعد إذ هدانا الله".