×
محافظة المنطقة الشرقية

«عذبة» و«شاهين» و«وجدان» تتألق فـي سباقات الهجن

صورة الخبر

لا يمضي عام إلا ونستعيد نحن العرب ذكرى أحداث سياسية تركت آثارا لا تمحى في ذاكرتنا وفي واقعنا، ومع ذلك لم ننجح ولا مرة واحدة من الاستفادة من دروس تلك الأحداث وعبرها، بل ما زال هناك من يحاول تزييف الحقائق وسوق الأكاذيب وترديد المغالطات وتكرار الأخطاء بدل الاعتراف بأسباب الفشل ومكامن الأخطاء والعمل على تصحيحها بصدق ومسؤولية، ولهذا ما زال التاريخ يعيد نفسه معنا. في الذكرى الخامسة والعشرين لتحرير الكويت بعد اجتياحها من النظام العراقي تناولت بعض وسائل الإعلام الفضائية الموضوع، وأجريت حوارات عميقة مع أشخاص كانوا مطلعين على الأحداث وعلى ما يجري في الكواليس. سيظل اجتياح الكويت من الأحداث الأليمة والفارقة في تاريخنا لأنه جلب الويلات على عالمنا العربي، وكثير مما نعيشه الآن هو مضاعفات وتداعيات ذلك العمل الأرعن الذي فتح الباب للتدخلات الخارجية وجر المنطقة إلى صراع دموي مخيف. يجسد ذلك الحدث وما أعقبه من مآس ما يفعله الجهل والاستعلاء والاستعداد لتعريض عشرات الآلاف من البشر للموت فقط من أجل كرامة مزيفة وهدف كاذب، رئيس متهور ونخبة سياسية حوله تخاف منه وتنافقه وتنصاع لهواه دون أي تفكير بالعواقب الوخيمة على الشعب المسكين. يستعيد أحد الأشخاص المهمين في تلك الفترة خلال حديثه كيف كان يجري استبعاد أي شخص يقترح رأيا مخالفا للزعيم الأوحد، وكيف رفض وزير الخارجية العراقي- الذي كان يجري محادثات جنيف - استلام رسالة التحذير التي تطالب العراق بالانسحاب الطوعي من الكويت ورماها في القمامة معتبرا التحذير إهانة، ثم التقطها عمال الفندق، وسلمت لمسؤولين لتصبح بعد ذلك ملكا للسلطات السويسرية، ورغم محاولات رئيس المجلس السويسري الأعلى الدعوة لقبول التفاوض وعدم تضييع الفرصة إلا أن الجانب العراقي ممثلا بوزير الخارجية أصر على رفض التحذير وكل المبادرات بالرغم من إبلاغه حرفيا من وزير الخارجية الأميركي أن الضربة العسكرية التي سيتلقاها العراق إذا لم ينسحب من الكويت ستعيده إلى ما قبل العصر الصناعي، وكان ما كان! في عام أعلنت اليابان استسلامها أمام الحلفاء رغم قدرتها وولاء قواتها للقيادة والوطن، وقال امبراطورها في تلك اللحظة الحاسمة إنه يعتقد أن الوقت قد حان لتحمل ما لا يمكن تحمله، وإن عليه أن يبلع دموعه، فما يهمه في تلك اللحظة هو سلامة رعاياه،. ومع مرارة تلك الهزيمة التي عاشتها اليابان إلا أنها تحولت بعد ذلك إلى أكبر دولة صناعية في العالم، بينما تناوبت الكوارث على العراق ودفع الشعب ولا يزال ثمن ونتائج ذلك الصلف والاستكبار وسوء التقدير. وها هو التاريخ يعيد نفسه مع نظام الأسد الذي يصر على البقاء في الحكم حتى ولو فني الشعب السوري وخربت البلاد، فمتى نستفيد من الدرس؟