×
محافظة المنطقة الشرقية

تفعيل خدمة البوابة الإلكترونية عبر بطاقة الهوية في مطار دبي

صورة الخبر

منذ 6 عقود وفلسطين طاردة لأبنائها نتيجة للاحتلال والحروب التي دارت على أرضها، لكن الأزمة السورية قلبت تاريخ المنطقة، فوجدت عائلات سورية في غزة المحاصرة ملجأً لها بعد أن كانت سوريا ملاذاً للاجئين الفلسطينيين منذ النكبة. هذه العائلات تعلم أن قوانين الأرض ظالمة، وأنها تقسى على أصحاب المكان قبل الجيران. فماذا فعل السوريون النازحون من بلادهم إلى القطاع؟ وريف قاسم في غزة السوري وريف قاسم حميدو خريج هندسة ميكانيكا من مدينة حلب، وعمل في مجال الطبخ كهواية لأكثر من 16 عاماً، لكن الوضع في سوريا جعله يترك بلده الذي يعاني من الحرب والأوجاع، ومن ثم انتقل للعيش في غزة، حيث يعمل حالياً طاهياً في أحد المطاعم بمدينة غزة واشتهر بمهاراته في مهنته كثيراً. أخبر حميدو "هافينغتون بوست عربي" عن كيفية دخول 22 عائلة سورية قائلاً، "منذ 3 أعوام خرجنا من سوريا هرباً من الحرب إلى الأراضي المصرية، وخلال تواجدنا هناك نصحنا الفلسطينيون بالذهاب إلى قطاع غزة، فقد نجد فرص عمل ومكاناً آمناً لنا، كان دخولنا عن طريق الأنفاق إلى قطاع غزة ووجدنا أنفسنا غرباء في المكان، لا يوجد بيت لنا". وأضاف الشاب البالغ من العمر 35 عاماً، أنه لا يوجد مكان محدد للسوريين في القطاع، فهم موزعون على جميع مناطق غزة، ولا يوجد بيوت يمتلكونها، بل يعيشون بالإيجار. وذكر أن "الكثير منا لا يمتلك مالاً ليدفع الإيجار كل شهر، مهددين بالخروج من البيوت والمكوث بالشارع لقلة المال ووضعهم المادي السيء". مطعم "سوريانا" للشيف وريف بعد أن استقر وريف قاسم في غزة وتزوج من فتاةٍ فلسطينية، كان لا بد أن يعمل في مجال أحبه وأبدع فيه بوطنه، لذلك حاول جاهداً مساعدة الأصدقاء الفلسطينيين في مدينة غزة لتحقيق ذلك. وقال إنه كان يعمل في السابق شيفاً في سوريا،"وعندما جئت إلى غزة بدأت حياة جديدة في عالم الطبخ بمشاركة صديق من غزة، حيث ساهمت بمجهودي وهو برأس المال، إلى أن اتفقنا على افتتاح مطعم وسمّيته (سوريانا) لتقديم الوجبات السورية”. أما عن أسلوب تقديم الوجبات فقال إن البداية كانت رائعة جداً كونه شيفاً سورياً، "والشعب الفلسطيني لديه ذائقة في الأكل، وأحببت تغيير ثقافة الأكل بإضافة أشياء جديدة متعلقة بثقافة الفنادق وتقديم الوجبات الغذائية". إقبال الناس على أكل الشيف وريف حظيت وجبات وريف السورية بإعجاب الجمهور بشكل كبير، فلاقت إقبالاً كبيراً على "سوريانا" والكثيرون يطلبون منه وجبات سورية، كما أنشأ صفحة على فيسبوك لتسهيل التواصل مع الناس. "لديّ صفحة فيسبوك تحظى بأكثر من 15 ألف متابع، يقدم من خلالها وصفات لوجبات سورية، وكيفية ترتيب الموائد بطريقة فاخرة، بالإضافة إلى تقديم برنامج رمضاني لعدة وجبات شامية يعجب بها الجمهور". الوضع الاقتصادي للعائلات السورية بسبب الوضع المادي السيئ لهذه العائلات البالغ عدد أفرادها 50 شخصاً، لجأ إلى العديد من الجهات الرسمية والمسؤولة من أجل النظر إلى حالتهم بعين الرحمة، ولكن لم يكن هناك تجاوب معهم. هذا ما ذكره حميدو خلال الحديث مع "هافينغتون بوست عربي" قائلاً إنهم لم يتركوا جهة رسمية دولية ومحلية إلا ولجؤوا إليها طالبين توفير احتياجاتهم، "كما أرسلنا إلى الجهات الفلسطينية المسؤولة في رام الله، لكن لم يكن هناك رد وما زال حالنا على ما هو عليه". أما عن حقوقهم في التعليم والعلاج التي لم تتوافر لهم نظراً لكونهم سوريي الجنسية، ولا يوجد لهم علاقة بالجنسية الفلسطينية، لهذا يعاملون معاملة الأجانب في القطاع. وأوضح حميدو، "لا توجد لدينا فرص للتعليم بالجامعات، نحن نعامل معاملة الأجانب، كما يوجد طلاب جامعيين من بين العائلات السورية يطلب منهم الرسوم في الجامعة للساعة 400 دينار (حوالي 300 دولار)"، مشيراً إلى أن الدخل قليل جداً، ولا يوجد أي رجل من بين السوريين يعمل إلا هو، ولا يستطيع مساعدة جميع العائلات السورية، فهم عاطلون عن العمل ويعيشون على مساعدات أهل الخير فقط. العلاقات الاجتماعية مع أهل غزة أشار حميدو خلال حديثه إلى العلاقات الاجتماعية للسوريين مع المواطنين في قطاع غزة "جيدة جداً، حيث لا نضع لوماً عليهم؛ لأنهم مظلومون أيضاً من الجهات المسؤولة، لكن الاختلاف بيننا أنه يحق لهم الخروج بمظاهرات واحتجاج على نقص متطلباتهم". وأضاف، "نحن لا توجد لدينا جهة نلجأ إليها من أجل أخذ متطلباتنا وتحقيقها بدلاً من الاعتماد على مساعدات الناس غير المستمرة". حلم حميدو ينهي وريف حديثه مع "هافينغتون بوست عربي" موضحاً أن حياته ومستقبله متعلقان برجوعه إلى وطنه سوريا، "فحلمي الوحيد هو رجوعي إلى حلب، وفتح مطعم كبير لأعيد بناء سوريا مع الشباب الموجودين هناك والمغتربين في دول أخرى، ونبني ثقافة سياحية من خلال شغلي وثقافة طبية وغيرها، إلى حين رجوع سوريا كما كانت من قبل وأفضل".