- ليس دقيقاً أن الماضي جميل بكل تفاصيله!، الأمر لايعدو كونه أننا كبرنا وأصبحنا نميز الخبيث من الطيب! الماضي متخم بـ «البلاوي الزرقاء» و «المكائد» و «المصائد» و «المصائب» و «المعائب»! إياك أن تغريك تلك الصورة التي بلا ألوان!، حتى أولئك الأشخاص الذين تضمهم الصورة ليسوا «طيبين» على هذا «الإطلاق» ولكن لهول مانراه ونسمعه اليوم ابتكرنا «راحوا الطيبين»!، ولو تأملنا هذا الابتكار لوجدنا أننا نستعمله على سبيل السخرية! ولفرط مانشعر به من يأس لم يقل أحد: «الطيبون قادمون»! نعم: «راحوا الطيبين» ببلاويهم، ونحن هنا ببلاوينا، والمستقبل قادم ببلاوي «متلتلة»!، لست متشائماً، ولكنني أدرك خطورة هذا «الكائن» المتمرد حتى على نفسه: الإنسان! ذاك «الناسي» المغرور المتغطرس الذي نزلت القوانين منذ بزوغ فجر البشرية وحتى تقوم الساعة على شرار الخلق، أقول نزلت قوانين واخترعت أخرى وابتكرت لردعه وزجره ولكنه لايزال يفسد في الأرض! خذ من الماضي ما يساعدك على الحذر من الحاضر والمستقبل!