×
محافظة المنطقة الشرقية

"خيرية الجبيل" تُدشِّن أول فصول تحفيظ القرآن بالمدارس الهندية

صورة الخبر

بدأت جولة المفاوضات الإسرائيلية الفلسطينية الأخيرة وانتهت كالعادة دون اتفاق، ودون أن يخبرنا أحد (كالعادة أيضًا) عن مداولاتها، ولا ما الذي استدعى الشروع فيها من الأصل طالما أن أيًّا من أسلافها لم يفلح!؟. وقبل أن ترتفع توقُّعات القارئ فيظن أن عندي إجابات أنبهه بأني مجرد قارئ مثله، يدفعه فضوله أحيانًا إلى بذل جهد في اتجاهات لن يضيره إن بقت غامضة. فيما يتعلق بالسؤال الثاني عن دواعي الشروع بالذات ليس لدي حتى تخمين، أما أسباب الإخفاق فقد تفضل علينا مارتن انديك الدبلوماسي الأمريكي الذي شارك في هذه المفاوضات وأسلافها بإلقاء بعض الضوء عليها، وحتى هذا البعض لم يلقه بصورة مباشرة، تاركًا لنا قراءة ما وراء النص لاستخلاص ما نشاء. أهم ما قاله انديك (من وجهه نظري) أن السبب الأقوى وإن كان غير المباشر في فشل المفاوضات أن الطرفين (الإسرائيلي والفلسطيني) لا يريان شيئًا ملحًا يحثهما على التوصل إلى اتفاق نهائي، وطالما أن لا أحد سوى الولايات المتحدة يرى ضرورة للحل النهائي فسيبقى بعيدًا، كلا الطرفين منقسم على نفسه بشأن تصورات ذلك الحل، وبما أن كل تسوية تقتضي تنازلات متبادلة لن يأمن المتنازل مزايدات منافسيه، ومن ثم فالأسلم لكليهما بقاء الحال على ما هو عليه. أما الأسباب المباشرة لفشلها (حسب انديك) فتتعلق بالضغوط التي حاول كل طرف ممارستها على الآخر أثناء المفاوضات، وذكر منها ثلاثة: سعي السلطة الفلسطينية إلى الانضمام للمنظمات والاتفاقات الدولية قبل أن يتحقق لها وضع الدولة المستقلة، الذي يفترض أن تبلغه بعد المفاوضات لا قبل ختامها، وإنها سعت كذلك إلى وفاق مع حماس دون تنسيق مع من تتفاوض معهم!، أما من جانب إسرائيل فقد أعلنت عن خطط استيطان جديدة على الأراضي التي تدور حولها المفاوضات، ويفترض أيلولتها إلى الفلسطينيين في الختام! ألقى انديك ضوءًا خافتًا على الحقيقة دون أن يجليها، ورغم خفوته كاف للمطلع على ماضي الموضوع وحاضره ليستنتج قدرًا من الحقيقة أكبر. السببان اللذان حمل الفلسطينيون وزرهما لا يصمدان لعقل، بوسع الجهات الدولية رفض طلب السلطة الفلسطينية الانضمام إليها بداعي أنها لم تحز بعد وضعية الدولة، ويا دار ما دخلك شر، أما اتفاق السلطة مع حماس كما أكد انديك نفسه في موضع آخر من حديثه فلا يتصل مباشرة بالمفاوضات، إنما بانتخابات فلسطينية يفكرون جديا في إجرائها لتجديد دماء السلطة وترتيب خلافة أبي مازن الراغب في التقاعد، ولا أعرف ما دخل من أتفاوض معه في أمر يخصني ولا يخص ما نتفاوض حوله. السبب الجاد الوحيد تتحمله إسرائيل وحدها، لأن التوسع في الاستيطان يفرغ المفاوضات من المضمون. سأواصل الموضوع بالمقال التالي، وقبل أن أتركك أذكر بمقولة كتبتها قبل سنوات ولم تغير السنون قناعتي، هذه القضية قابلة للخلود لأن أطرافها (الأقربون والأبعدون) عدا الفلسطيني العادي والولايات المتحدة غير متضررين من خلودها، وهذان المتضرران الوحيدان لا يملك أيهما قدرة فرض حل نهائي. للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (32) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain