يبدو أننا على موعد مع عواصف نهاية الشتاء .. في كرة القدم السعودية, تكاد لا تنتهي جولة إلا بعواصف رعدية مدوية.. ويبدو أن الهدنة بين الأندية الكبار واتحاد كرة القدم أوشكت على الانتهاء، وكما قال الإمام الشافعي "يرحمه الله": "وعين الرضا عن كل عيب كليلة.. ولكن عين السخط تبدي المساويا" فقد تشهد الأيام المقبلة أحداثاً وأقوالاً شعارها: " فإن تدنو مني تدنو منك مودتـي.. وإن تنأى عني تلقني عنـك نائيـاً".. ويبدو أن ماغاب عن الأنظار خلف الكواليس إبان انتخابات مجلس إدارة اتحاد كرة القدم السعودي, سيظهر عياناً بياناً في الأيام المقبلة، وعلى غرار مقولة: "اللّي ما يشتري.. يتفرج".. هذا الاتحاد ولد ضعيفاً .. وعود وهمية، ولا إنجازات، تقوده مصالح لتكتلات على حساب تكتلات أخرى.. وتسعى هذه التحزبات من خلال بعض اللجان لإسقاط لجان أخرى، من خلال قرارات متضاربة وصراعات وإن كانت خفية إلا أن نتائجها تظهر بوضوح في الساحة الرياضية من خلال تردي نتائج المنتخبات الوطنية وغيابنا عن الإنجازات، بخلاف ما نسمعه ونلمسه في المشهد الرياضي من اتساع الفجوة بين الأندية وبين صناع القرار في اتحاد القدم.. ليست الأندية الكبيرة فقط، هي من تذمرت من تخبطات اتحاد كرة القدم، بل حتى أندية الوسط، وتلك التي تقبع في الظل ارتفعت آهاتها ووصل أنينها في ظل الشعور بغياب العدالة واحترافية تطبيق الأنظمة، وغياب الشفافية الكاملة من أغلب لجان هذا الاتحاد الممزق، إلا مارحم الله من بعض اللجان التي لازالت تقاوم وتحاول إثبات وجودها في ظل هذه الفوضى العارمة.. همسات: - ليست مشاكل التحكيم وحدها من كانت سبباً في حالة عدم الرضا من جميع الأندية, بل إن: "الشق أكبر من الرقع"!! - زيادة حدة التخاطب بين رؤساء الأندية واتحاد القدم تثبت بما لايدع مجالاً للشك بضعف هذا الاتحاد وضرورة رحيله.. - ليس من العيب أن يعترف اتحاد القدم بفشله نتيجة تمزقه ككيان، ولكن!! العيب في المكابرة والإصرار على الاستمرار في ظل حالة السخط وعدم الرضا من جميع الأطراف .. أخيراً.. نبارك للتنافس الرياضي عودة الأهلي لمنصات التتويج، مزاحماً النصر فارس هذا الزمان، وإن كنت أجزم أن للاتحاد كلمة أخرى في ما تبقى من منافسات الموسم قد تقلب جميع الموازين.. وسنرى!!