غزوان الحسن- سبق- الرياض: يبدأ صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع زيارة رسمية لفرنسا يوم غد الاثنين. واعتبرت باريس الزيارة بالغة الأهميةحيث تعلق فرنسا أهمية كبرى على الحوار مع السعودية حول كل التطورات في المنطقة، من العراق إلى سوريا وغزة ولبنان وكل القضايا ذات الاهتمام المشترك. وتأتي زيارة ولي العهد إلى فرنسا، لتؤكد تطورات مهمة تشهدها العلاقات الثنائية بين البلدين؛ حيث تعد زيارة ولي العهد وفي خلال هذه الفترة مؤشراً مهماً على تنامي العلاقات المشتركة وتوجه استراتيجي لدى قيادتي البلدين، يتمثل في بناء شراكة، بين القطبين بما يحقق مصلحة البلدين وشعبيهما. تاريخ العلاقات وكانت قد شهدت العلاقات الثنائية السعودية الفرنسية تطوراً مشهوداً وعلاقات صداقة، ففي عام 1977م زار الرئيس الفرنسي الأسبق فليرى جيسكار ديستان المملكة وهي أول زيارة يقوم بها رئيس فرنسي للمملكة، وكرر زيارة مماثلة في العام 1980م، كما قام الرئيس فرانسوا ميتران بزيارة رسمية للمملكة عام 1981م. زيارة الملك فيصل رحمه الله وتطورت العلاقات السعودية الفرنسية تطوراً ملحوظاً على مختلف الأصعدة في نهاية الستينيات، عندما التقى الملك فيصل بن عبدالعزيز -رحمه الله- الرئيس الفرنسي شارل ديغول في لقاء تاريخي فريد، حيث أرسى الملك فيصل بن عبدالعزيز -رحمه الله- أسس تطور العلاقات السعودية الفرنسية المستمر بما يحقق المصالح المشتركة للبلدين وشعبيهما الصديقين بزيارته إلى فرنسا عام 1967م. ولم تتوقف العلاقات السعودية - الفرنسية في عهد الفيصل -رحمه الله- على ذلك، حيث شهدت نقلة نوعية عندما زار باريس للمرة الثانية في عهد الرئيس جورج بومبيدو وذلك عام 1973م. وقد نتج عن هذه الزيارة تفهم كل من الجانبين لموقف الطرف الآخر حول جملة المسائل والقضايا الدولية المطروحة آنذاك. وتوالت الزيارات بين البلدين وكان هناك العديد من الزيارات المتبادلة بين قيادات البلدين وكبار المسؤولين فيهما، والتي أسهمت في تطور العلاقات بين المملكة وفرنسا؛ ومنها زيارة الملك خالد -رحمه الله- إلى فرنسا مرتين كانت الزيارة الأولى في سنة 1978 ميلادية، كما زارها للمرة الثانية في سنة 1981 ميلادية، وزار خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز -رحمه الله- فرنسا لمرات عديدة عندما كان ولياً للعهد بلغ عدد تلك الزيارات 4 زيارات، وفي عام 1984 قام خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز -رحمه الله- بزيارة رسمية لفرنسا. نقلة نوعية وشهدت العلاقات السعودية - الفرنسية تطوراً ملحوظاً إلا أنها حققت نقلة نوعية في عام 1996م عندما التقى خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز -رحمه الله- الرئيس جاك شيراك في جدة، واتفقا على إقامة شراكة استراتيجية. وزار خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز -حفظه الله- فرنسا، في شهر يونيو من العام 1973 بصفته رئيساً للحرس الوطني، كما قام -حفظه الله- في أواخر شهر يناير سنة 1985م بزيارة رسمية إلى فرنسا وصفتها الصحف الفرنسية بأنها تاريخية، وتركزت الزيارة على العلاقات الثنائية وسبل تعزيزها في المجالين الدفاعي والأمني. الزيارة التاريخية وفي الـ 16 من شهر سبتمبر عام 1998م زار الملك عبدالله -حفظه الله- عندما كان ولياً للعهد فرنسا؛ تلبية للدعوة المقدمة من رئيس الجمهورية الفرنسية جاك شيراك تم خلالها عقد سلسلة من المباحثات حيال القضايا الإقليمية والدولية. وفي عام 2001م قام خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز -حفظه الله- عندما كان ولياً للعهد بزيارة لفرنسا التقى خلالها الرئيس جاك شيراك، وبحث معه ملف الشرق الأوسط المتصل بالعملية السلمية، وكذلك الجانب المتعلق بمستقبل العلاقات بين المملكة وفرنسا، وفي 13 أبريل عام 2005م زار خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز -حفظه الله- فرنسا في زيارة وصفتها وسائل الإعلام الفنرسية آنذاك بالتاريخية. ومن الزيارات التاريخية بين البلدين زيارة الأمير سلطان بن عبدالعزيز -رحمه الله- فرنسا لعدة مرات في عام 1983 كما زارها في عام 1986م واجتمع مع الرئيس الفرنسي فرانسوا ميتران، كما زار سمو ولي العهد فرنسا في عام 1990م كما زارها في عام 1997م وفي عام 1999م ميلادية. زيارات فرنسية ومن الجانب الفرنسي كانت هناك زيارات عديدة حيث زار الرئيس جاك شيراك المملكة أكثر من مرة كانت في عام 1996م كما زارها في عام 2001م، وقام الرئيس شيراك على رأس وفد كبير بزيارة إلى المملكة لتقديم التعازي في وفاة خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز رحمه الله . وتوالت زيارات عدة لرؤساء فرنسا إلى الرياض، حيث أجرى الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي بعد توليه الرئاسة في بلاده زيارة إلى المملكة عام 2009 برفقة وفد كبير من الوزراء، كما اختتمها الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند العام 2013 في العاصمة السعودية؛ لتتويج علاقة حرص هولاند على تعزيزها وتنشيطها فور تسلمه الرئاسة.