طالب الحكم الدولي تركي الخضير الوسط الرياضي في التعاطي مع أخطاء الحكام التي تحدث بالنوايا السليمة، والابتعاد عن الانزلاق في أساليب التشكيك والتربص التي تنافي قيمنا الإسلامية والأخلاقية التي نشأنا عليها، واعتبر ما يقال بحق الحكم السعودي من عبارات أمر لا يليق بمن ينتسب للوسط الرياضي الذي يتعاطى مع الأخطاء بصفتها جزءا من اللعبة،وأشاد في الجهة المقابلة بالدعم الذي يلقاه الحكم السعودي من المسؤولين مؤكدا بأنهم يحاولون جاهدين عكس صورة إيجابية في المشاركات الخليجية والقارية تعكس تطور الكرة السعودية وتناول جملة من المواضيع المهمة، تطالعون تفاصيلها فيما يلي: • بداية دعنا نسألك عن سر السجود في نهائي كأس ولي العهد، هل كان علامة رضا منك على ما قدمته في تلك المواجهة؟ •• حمد الله يكون في السراء والضراء، أنا مرتاح الضمير في جميع المباريات التي أحكمها لأنني أثق بأنني لا أتقصد أو أتعمد الخطأ، وردة فعلي كانت عفوية جدا وليست غريبة على مجتمعنا، لم يكن هناك تخطيط أو ترتيب مسبق للتعبير عن فرحة النجاح بطريقة ليتم تسليط الضوء عليها من قبل وسائل الإعلام بشكل كبير بهدف الظهور، كل ما في الأمر هو أني أحسست أنني أديت المهمة الهامة بنجاح ومن باب الشكر لله وجدت أن أقرب حالة هي السجود وهذا ما حصل. • هل وجدت أن التصريحات المسبقة للنهائي وتحديدا من قبل مسؤولي وجماهير الفريقين سببت لك عبئا وضغطا نفسيا في تلك المواجهة؟ •• أؤكد لك أنني كنت قد أغلقت جوالي قبل اللقاء بفترة كافية وابتعدت عن جميع وسائل التواصل تماما ولم أهتم أبدا بما يدور في الوسط الرياضي بخصوص النهائي وانطباعات المنتمين لهذا الوسط عن أسماء الحكام المكلفين بإدارة النهائي بشكل خاص، في المقابل كان هناك توجيهات من قبل أفراد العائلة بوضع الله بين عيني دائما ومخافته ومنح كل ذي حق حقه حتى أنجح في مسيرتي التحكيمية وهذه النصائح ليست وليدة اللحظة فهي متواصلة منذ بداية مسيرتي التحكيمية وللأمانة هذه التوجيهات والنصائح لعبت دورا إيجابيا في تهيئتي نفسيا إلى جانب تحفيز الأصدقاء. • وما هو دور لجنة الحكام في التهيئة النفسية في مثل هذه المناسبات؟ •• قبل النهائي بيوم واحد كان رئيس لجنة الحكام عمر المهنا مع طاقم التحكيم لحظة بلحظة في الفندق تناولنا جميعا «الغداء والعشاء» وسط أجواء أسرية غاية في المتعة، هذا التواجد منحنا الثقة أكثر وساهم في دخولنا للقاء بتركيز كبير. • من وجهة نظرك ماذا يحتاج الحكم السعودي؟ •• الحكم السعودي متى ما وجد الثقة من الإعلام المحلي ومساندة حقيقية من الشارع الرياضي بالتشجيع والتحفيز والبعد عن التشكيك سيتطور وسيكون أفضل حالا من الحكم الأجنبي، «هكذا أرى»، خاصة أنه يتميز عن غيره «بمخافة الله».. نحتاج للثقة فالإمكانيات متوفرة لدينا بالإضافة إلى الأسماء المنتمية لهذا المجال تملك كل مقومات الحكم الناجح. • ولكن هناك أخطاء مرتكبة من قبل الحكم السعودي، تؤثر في مسيرة الدوري بأكمله؟ •• الأخطاء جزء من اللعبة وطبيعية جدا في جميع المنافسات الكروية بمختلف دول العالم، على استعداد تام أن أحضر لك أخطاء تحكيمية مؤثرة من الدوري الإسباني أو الإيطالي أو غيرها من المسابقات العالمية في جولات سابقة، إذن نتفق أن الخطأ وارد في كرة القدم من جميع عناصر اللعبة، ولكن الوضع لدينا متشنج نوعا ما من البعض في الطرف المقابل هناك شخصيات كبيرة داعمة لنا وتمنحنا الثقة وهذا بحد ذاته وسام وشرف كبير لجميع الحكام. • ومن هي الشخصيات الداعمة لكم كحكام؟ •• عندما صعدت للمنصة، تشرفت بالسلام على ولي العهد الأمير مقرن بن عبدالعزيز والذي قال لي بالحرف الواحد «أنا داعم للحكم السعودي» وكذلك تلقيت إشادة من قبل أمير منطقة الرياض الأمير فيصل بن بندر «أبدعت يا بطل» هذه العبارات هي الوسام الحقيقي لنا كحكام من شأنها أن تمنحنا الثقة وتحفزنا للمستقبل لمواصلة العمل بكل جد وإخلاص، كما أنني لا أنسى ابتسامة رئيس الاتحاد السعودي أحمد عيد والتي كانت تعبر عن الرضا وترجم ذلك باتصاله على رئيس لجنة الحكام وتبريكاته بنجاحنا وشكره لجميع أفراد الطاقم ووعدنا بالتكريم. • لكن البعض يتهم لجنة الحكام بتعمدها ارتكاب الأخطاء لمصلحة ناد ضد أندية أخرى، ما هو ردك؟ •• بالعودة للنظر لآخر خمس سنوات في الدوري السعودي نجد أن البطل ليس ناديا واحدا ويتغير من سنة لأخرى، وبتدقيق النظر نرى أن في الموسم الكروي الحالي هناك فرق تقبع في قاع الترتيب أو من الوسط تنتصر على فرق المقدمة والتي تحظى بدعم جماهيري وإعلامي كبير، هذا يكفي بأن تلغى فكرة التعمد من الأساس. • ماهو الانطباع لدى الحكام على مثل هذه التصريحات المشككة؟ •• تضايقنا كثيرا وخاصة عندما تصدر من شخص ضليع في كرة القدم وأصحاب الخبرة، فالرياضة من وجهة نظرنا هي 90 دقيقة حافلة بالندية والإثارة والتنافس الشريف، للأسف البعض حولها لكراهية وتشكيك في الذمم، نحتاج لثقافة تقبل الخسارة فالرياضة تقرب ولاتنفر، ولسنا ضد أحد إذا لم نكن معه، ثم إن الحكم داخل قرارة نفسه يبحث عن النجاح وهذا يعني أنه يقدم مصلحته على مصلحة الأندية. • هل ترى أن الحكم السعودي لا يحظى الدعم من قبل الإعلام الرياضي؟ •• نتطلع لاهتمام أكبر وتسليط ضوء محفز لمشاركات الحكم السعودي في المشاركات القارية على وجه التحديد، بالأمس كنت في دولة البحرين لإدارة لقاء يجمع فريقي الحد البحريني والصقر اليمني ضمن منافسات كأس الاتحاد الآسيوي، ولله الحمد نجحت في إدارة اللقاء لبر الأمان وأسعدني كثيرا ما سمعته من مسؤولي الناديين وتحديدا الإشادة من قبل مسؤولي نادي الحد البحريني والتي أدخلت على نفسي البهجة، كما أنني الأسبوع الماضي كنت ضمن طاقم حكام سعودي خالص كحكم رابع لإدارة لقاء كاشيما الياباني وسيدني الأسترالي ضمن منافسات دوري أبطال آسيا، أعتقد أننا قدمنا خلالها مستوى جيدا وعكسنا صورة رائعة عن الحكم السعودي المتطور.