×
محافظة مكة المكرمة

عام / أمانة محافظة جدة تقوم بحملة على مخالفات جسر كيلو 8

صورة الخبر

ـ استوى الحلم على سوقه أمام المصريين كموسى من مهده إلى فتوته، وحينما اشتد عوده فرحوا به أيما فرح؛ اعتقدوا أنهم سيكونون عصاه التي يهشون بها على الظالمين والرجعيين، وأنهم سيُلهمون بلاد السيد عربي أحلاماً ملونة، وعصافير حرية. لم يدر بخلدهم أن اللعبة أكبر، وأن الشباب دائماً مجرد أدوات عاقلة جداً في مضمار تديره الحوامل!! ـ مرت عقود طويلة والعسكر يتآمرون على العمامة، ويخرجونها من السباق؛ حتى أصبحت هي المظلومة التي يشفق عليها الناس، ويحاولون دائماً أن يقدموا لها المساعدة، وحينما أطلت من القصر الجمهوري قلبت لهم ظهر المجن، واكتفت برفع الأذان، وإلقاء خطبة جمعة، وبأداء صلاة الفجر بانتظام في الجامع. ـ الساحة لم تكن مهيأة تماماً، والميادين العربية منهكة بالصور والتماثيل والخيبات المزمنة، ولذلك قضى الثوار وقتاً طويلاً في ترتيبها للسباق، وفي إعادة الأمل إلى زواياها المعتمة بالخوف والجهل والمرض.. ـ كانت أعراض السل والجرب والتهاب المفاصل واضحة كوضوح أبي الهول، وخفرع، ومنقرع، وبطبعه فإن الشعب المتدين أراد أن يجرب بتوع ربنا للمرة الأولى لعل وعسى. ـ أكثر المتشائمين لم يظن للحظة أن المنعطفات الحرجة ستكون بهذا الشكل الانقلابي المقرف؛ لكن قدر الحالمين أن يشعلوا القناديل ثم يسلمونها راضية مرضية إلى الذين لا يفقهون، وهكذا يقول التاريخ الثوري الأهبل في كل مكان. ـ مصر اليوم تكاد أن تنقسم إلى نصفين، وعليك ألا تسأل عن سبب هذا الانقسام بل عليك أن تشير إلى الذين يريدون لهذا الانقسام أن يستمر، وأن يصبح هو القاعدة في كل بلد تصيبه بركات الإخوان.. فهل يعود العقل للسادة المغيبين من ربعنا تحديداً؟! أم أن الإخوان سيعودون لأوطانهم وأهلهم بشكل يليق بالحياة لا بالمؤامرات..