×
محافظة مكة المكرمة

الشؤون الإسلامية تسحب مشروع هدم وإنشاء مسجد في محافظة رنية

صورة الخبر

طبخات تحرق وأغراض تنسى وزيارات وأواصر تقطع كل ذلك أحدثته الشبكة العنكبوتية ومواقع التواصل الاجتماعي المتنوعة كـ«الفيس بوك والانستغرام وتويتر والواتس آب وغيرها» فالعديد من الأمهات يشكون مما يعانينه يوميا مع بناتهن من كثرة جلوسهن امام الشاشات الذكية وغير الذكية التي فرضت على البنات العزلة .. وفي المقابل ليس كل المواقع شرا ففي بعضها الفائدة ان احسن استخدامها. تختلف النظرة بين الأم والفتاة، فالأم تتهم بنتها باللعب على الأجهزة الإلكترونية والفتاة تؤكد بأن ما تقدم عليه ليس بلعب ولهو .. ولتقريب وجهات النظر وضعت «عكاظ» الامر على طاولة البحث واتخذت من بعض الروايات والمواقف مقياس بحث للملف. إعداد: منى الشريف «أم إيمان» تشكو مر الشكوى من ابنتها الشابة التي تتجاهل نداءها اثناء وجودها «اون لاين» وكأنها مصابة بالصمم لا تسمع ولا ترى ولا تتكلم ودائما تتعذر ايمان بانشغالها ومثل ام ايمان تشكو اخرى من تنامي الاجهزة الذكية والإلكترونية فككت العلاقة بين الأسر فكثير من البنات يتجاهلن أوامر أهلهن اثناء متابعتهن المواقع المذكورة. ولكن شكوى ام مها هي الاكثر صوتا اذ ان بناتها الاربع كل واحدة منهن في عالمها الافتراضي لدرجة انهن قاطعن زيارة اقاربهن من اجل متابعة ما يحدث في العالم الالكتروني. لا تدركه الأمهات في المقابل ردت الفتيات على الشكاوى ودافعن عن انفسهن وتقول صالحة ان مواقع التواصل الاجتماعي تحقق الرواء الفكري و الثقافي والاجتماعي والمعرفي لكثير من الفتيات وهو ما لا تدركه الأمهات والآباء عموما فعندما يرون انهماك الفتيات على مواقع التواصل والانترنت يظنون أنها مجرد تسلية وتزجية وقت فقط. كثير من الفتيات نجحن وسطع نجمهن وتألقن في مجالات كثيرة بسبب متابعتهن للشبكة الدولية ومواقع التواصل الاجتماعي، يوميا نجد رسائل واتس آب و دعوات على الفيس بوك وتويتر عن محاضرة أو دورة ثقافية أو قراءة لكتاب ما، كثير من الفتيات تحققت أمانيهن بدراسة دبلوم أو تكملة دراساتهن العليا في جامعات عالمية وهن لم يبرحن بيوتهن، خلاصة القول ـ تقول صالحة ـ أتمنى من الأمهات الاقتراب أكثر من بناتهن ومشاركتهن اهتماماتهن وأرجو من الفتيات أن يرتبن أوقاتهن بما يحقق التوازن الأسري في حياتهن. بلا عشاء سارة القاضي تروي موقفا حدث لها فتقول: في احدى الامسيات طلبوا مني أن أعد للاسرة وجبة العشاء، فأشعلت البوتاجاز وتركت القدر على اللهب ثم انشغلت بعالم التواصل ..ولم اتنبه للأمر الا بعد تصاعد رائحة الطعام المحترق فنامت الاسرة بلا عشاء في تلك الليلة ونالت نصيبها من التوبيخ. اما أسماء مدخلي فلديها العديد من البرامج في هاتفها مع قروبات جمعته بنخبة من المبدعين خاصة أنها فنانة تشكيلية وشاعرة فهناك قروب للشعر وثان للفن وثالث خاص بصديقاتها. نورة اليامي تقول ان الهاتف لا يفارق يدها ثانية واحدة وتتابع كل المواقع واصيبت بحالة اشبه بالادمان حسب وصف والدتها (لن أفارق هذا العالم الالكتروني الذي عرفني بأناس كثيرين باتوا اقرب الي من اهلي ومعارفي). انصتوا واسمعوا الاخصائية الاجتماعية نوال شوعي تقول بأن المفجع في العصر هو تخلي البعض عن المقومات التي على أساسها تنتج الأسرة أبناء صالحين لمجتمعهم وأمتهم، ولعل من أهم تلك المقومات الحوار الأسري بين أفراد الأسرة وفي الحقيقة أصبح في يومنا الحاضر قضية مهمة تشكل خطراً كبيراً على بناء المجتمع فباقتناء الاجهزة الذكية اصبحت لغة الحوار الاسري تكاد معدومة لدخول الفتيات الدردشة واستخدام الصفحات الاجتماعية مما جعل الكثير يلتزمون الصمت ولا يجيدون لغة الحوار الأسري. اما الأخصائية النفسية نادية العبوس فترى ان الحوار الهادئ لاحتياجات الأبناء من الوالدين يبني جسرا متينا من الثقة والتواصل بين الجميع، مما ينعكس بالإيجاب في خفض نسبة الاعتماد الكلي على وسائل التواصل الاجتماعي التي يجد من خلالها الأبناء المتنفس الوحيد لهم للتعبير الحر المطلق عن انفعالاتهم دون عقوبة أو حكم مسبق ، فإذا وجد الأبناء الإنصات والتقبل والتفهم من قبل الآباء قلت تلك الحاجة الملحة للتنفيس عن طريق وسائل التواصل الاجتماعي وغيرها. مع التأكيد على أهمية التقنية والتكنولوجيا في توسيع مدارك المعرفة والإثراء المعرفي والترويح الإيجابي إذا تم استخدامها بالشكل المعتدل والصحيح.