×
محافظة الرياض

تركي بن عبدالله يبحث مخاطر السيول والمناطق الحرجة بالرياض

صورة الخبر

حركة تأديبية أو إنهاء عصر حماس، أو عملية نشر الذعر بين العرب بأن يد إسرائيل قد لا تقف عند حدود غزة، بل قد تصل لعواصم وأراض عربية، وخاصة لبنان، لكن ذلك كله لم يعط لإسرائيل الامتياز الكامل لا عسكرياً، رغم الدمار الهائل الذي تعرضت له غزة والقتلى الذي تجاوز الألف ومئتي قتيل، وأضعافهم من الجرحى، ولا بعداً دعائياً.. الوجه الآخر للاعتداء قلب موازين غير معتادة في الرأي العام العالمي فلم تعد الشعوب تثق بالإعلام المتعاطف مع إسرائيل أمام مناظر وأحداث أصبح لوسائل التواصل الاجتماعي القدرة على فهم الواقع، وكشف الحقائق من ميدان العمليات وهذا ما أزعج إسرائيل والدوائر الأوروبية والأمريكية التي حاولت أن تشرّع للعدوان بأنه دفاع عن النفس غير أن هذه الأعذار لا تتصف بالنقل المحايد أو المقبول عقلياً حتى أن الشعب الألماني والحساس جداً من نقد إسرائيل أو التعرض لها ورد الفعل الذي سوف يوظفه إعلامها المنتشر في كل العالم، وإعادة المحارق وروح النازية إلى آخر مسلسل تلك التواريخ لم يمنع الشعب هناك من تجريم إسرائيل وعلى نفس المنوال جرى في قلاعها في أمريكا وأوروبا بمعنى أن أي فعل ينتهك حقوق الإنسان بحيث لا يرى إلاّ من بُعد واحد لم يعد تمريره بسهولة، وخاصة في ثورة الإعلام الحديث، وقد اعتبر ذلك أكبر من انتصار إسرائيل؛ إذ لأول مرة تكتشف أن العالم لم يعد إقناعه بأدوار المخادعة والتضليل مما شكل مأزقاً حاداً لإسرائيل لتكتشف أن صورتها ليست زاهية حتى في داخل مواقع ظلت لا تفهم ولا ترى إلاّ ما تدفع به إلى آلتها الإعلامية الجهنمية.. أيضاً أفرز الاعتداء إعلاماً عربياً بعضه لا نقول معادياً ولكنه غير متعاطف مع تصرفات حماس، مما دفع بأخوة فلسطينيين طرح اتهامات وصلت إلى توصيف ما نشر بالإعلام العربي بالمتصهين وتعدى ذلك لاتهام مصر والمملكة ودول خليجية أخرى بأنها تؤيد مشروع وقف القتال الذي طرحته مصر، ورأت فيه تبريراً للعمل الإسرائيلي، وتعدى هذا الرأي حتى القواعد الأخلاقية من كلا الطرفين، وهي إضافة لمآسي انشقاقات العرب، برغم أن القضية تعد همّاً قومياً لكل العرب إلاّ أن الحساسيات وصلت إلى أن أي انتقاد لقادة أو أفكار ومواقف بعض الفلسطينيين يعد انحيازاً ووقوفاً مع العدو، وهذا ليس صحيحاً لأن هناك إساءات مقابلة، وبين نفس الفلسطينيين وصلت الخلافات فيها إلى حد تخوين البعض وهذا أمر طبيعي يحدث بأي حركة تتأزم فيها الأوضاع وتتفاوت أو تتعارض الآراء.. حقيقة انه لا يوجد عند أي إنسان عربي المفاضلة بين إسرائيل وفلسطين لكن هناك من يبني آراءه على فرضيات الظروف ويميز بين خطأ سياسي يكلف الشعب في غزة أو الضفة أحمالاً هائلة، وبين مشروعية الكفاح بالوسائل المختلفة لكن بما لا يعرّض الشعب والممتلكات إلى دمار لا يملك الفلسطينيون الرد عليه بنفس الكفاءة وهو الموضوع الذي تسبب في إشعال النيران وتبادل الشتائم لإضافة معاناة أخرى للفلسطينيين ومآسٍ أخرى.