المنطقة الشرقية تحظى بناديين أدبيين، أحدهما في الدمام ويرأسه الأستاذ الأديب الشاعر خليل بن إبراهيم الفزيع. والآخر في محافظة الأحساء ويرأسه سعادة الأستاذ الدكتور ظافر الشهري فهما نهران عذبان يصبان في بحر الثقافة والأدب في المنطقة الشرقية، وفي منتصف هذا الشهر وفي ليلة قمرية بيضاء دعانا النادي الأدبي في محافظة الأحساء في خيمة النادي العامرة. وانطلق الدكتور خالد الجريان يجري في مضمارها بشجن حزين وبدأ افتتاحه بعنوان استقطب منا الحزن والأسى على فقيدنا العملاق ووالدنا الحنون عبدالله بن عبدالعزيز بـهذا العنوان وهو (صفحات مشرقة من تاريخ الوطن) وراح يتدفق سعادة الدكتور خالد بعبارات مؤثرة فقدم سعادة رئيس النادي الأستاذ الدكتور ظافر الشهري الذي ألقى بدوره كلمة ضافية عن الملك الراحل العظيم أنصتت لها الآذان واستوعبتها القلوب ومما قاله: إننا نعزي أنفسنا في فقيدنا الغالي ونهنئ أنفسنا بتولي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان مقاليد الحكم ونبايعه ونائبيه، وماهذا النادي إلا هدية من الملك عبدالله- رحمه الله- لأهالي الأحساء الذين هم نموذج في تواؤم أهلها وثقافة مجتمعها وتكاتفهم في السراء والضراء بكافة أطيافه، وتكلم الأستاذ عبدالله المطلق الذي قال ما ملخصه: إن الكلمات لتعجز عن ذكر مآثر الملك عبدالله- رحمه الله- ولاننسى زيارته للأحساء وإنشاء نادي الأحساء الأدبي الذي طال انتظاره سنين وأملنا في الملك سلمان كبير الذي هو بحق خير خلف لخير سلف فيعتبر أمين الأسرة السعودية وعارفاً بتاريخها وبتاريخ المملكة عموماً، أما الأستاذ المؤرخ أبو بندر خالد بن فهد البوعبيد فقد قال في كلمته: لفرط اهتمام وشغف خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز بأحداث وأخبار الجزيرة العربية تستطيع أن تعتبره السجل الأذكى الذي يمشي على الأرض والوثيقة الذهبية التاريخية والتي نباهي بها المؤسسات العلمية في بلادنا الحبيبة. وجاء دور الدكتور محمود الحليبي الشاعر الإسلامي المعروف فأهرق دمعة ساخنة من قوافيه حيث قال في ظل نخلة: عبثاً يحاول خطفك الأعــداء / ياحلوة العينين ياحسناء، خابت ظنون العابثين أما دروا / ماورَّثت أجيالها القدماء هذي جِبِلَّة أهلها خلقوا بها / فرقاءَ تبصرهم وهم رفقاءُ هكذا تغنى الشعراء وكان غناؤهم دمعة وابتسامة، دمعة على عبدالله وابتسامة لسلمان وتتابعت الكلمات التأبينية والقصائد والخواطر والذكريات عن والدنا الراحل عبدالله بن عبدالعزيز- رحمه الله- فقال الأستاذ الشاعر جاسم الصحيح قصيدة تفاعل معها الحضور إذ خاطب الوطن بقوله: مالم يقله (النحو) إنك (فاعلٌ) / (رفعته) أذرعة الرجال مناراً. وحينما أراد أن يحدد قيمة الوطن قال: وهنا حدودك في المشاعر داخلي / مقدار ما نحيا معاً أحراراً مقدار ما (نجدٌ) تهب لعــــرضةٍ / فتدق ( أبها ) الطار والمزمارا مقدار ما ( الأحساء) تحضن (طيبة) / في نخلة حملت هواك ثماراً أما الدكتور هاني الملحم فلقد صدح بعدة أبيات منها: فخرٌ همو وهمو بتيجان مملكتي بفخارهم بك دوماً يضرب المثل كانت ليلة مضيئة بحضورها الجميل حيث كان هناك ملكنا الغائب الحاضر الملك عبدالله بن عبدالعزيز وكان في معيته أبونا الكريم خادم الحرمين الشريفين سلمان بن عبدالعزيز- متعه الله بطول العمر والصحة- الذي أغدق على شعب المملكة من العطاءات والخيرات ما سيسجله التاريخ بمداد من ذهب. نادي الأحساء الأدبي برئاسة سعادة الأستاذ الدكتور ظافر الشهري له حضور وضيء في كل مناسبة وطنية ولقد رسم أهدافاً منها: إقامة الندوات والمحاضرات الأدبية والفكرية والثقافية، والأمسيات الشعرية والقصصية، إقامة برامج منوعة تُعنى بتنمية الإبداع الفكري والأدبي كإنشاء ديوانية للمثقفين وأخرى للمثقفات، إقامة المسابقات الأدبية للشباب والشابات في مجال الشعر والقصة والبحث الأدبي والثقافي، المشاركة في البرامج الإذاعية والتلفزيونية والأنشطة الثقافية المختلفة، إصدار مطبوعة دورية تعنى بالأدب والثقافة، طباعة الأعمال الفكرية والأدبية والإبداعية لأدباء الأحساء ومثقفيها من الجنسين، المشاركة في المناسبات الوطنية والعالمية بما يتناسب ورسالة النادي وأهدافه وقيم المجتمع السعودي. شكراً لنادينا الموقر ولمجلس إدارته وجميع أعضائه المحترمين. باحث لغوي