لست فقيهاً.. كما أنني لست ممن يدعي "التفقه في الدين" ولست مطلعاً على نوايا البشر.. كما أنني لا أدعي أيضا العلم بما يضمره الآخر، فذلك في علم الغيب الذي لا يعلمه إلا الله سبحانه وتعالى .. لكنني على يقين دوماً أن المواقف تصنع الرجال .. كما أنها "المواقف والظروف" تكشف المستور ويمكنها في كثير من الأحيان "تعرية" الإنسان والدول أيضاً وربما "فضح" ما بداخله وكشف نواياه سواء كان فردا أو وطنا بأكمله !! وهو ما تظهره بشكل واضح لا مجال للنقاش حوله الأحداث من حولنا. وعندما تشتد الظروف وتزداد بؤساً تتضح معاني الوطنية والذود عن الحدود في كل دول العالم.. الحدود الداخلية والخارجية.. أما الحدود الخارجية فهي واضحة المعالم تتمثل في ما يفصل بين الدول وجيرانها لكن الحدود الداخلية "وهي الأهم في نظري" فتتمثل في "اللحمة" الوطنية و "الوحدة الوطنية" ولم أركان الوطن ومواطنية ذكورا وإناثا شبابا وشيبا.. مثقفين وبسطاء مع كافة أطيافهم وتوجهاتهم ومجالات تفكيرهم.. ذلك الذود يتمثل في لم الشمل وتقريب وجهات النظر في حال تباعدها "لا سمح الله" والتركيز على ذكر المحاسن وتذكرها والبعد التام عن التعرض لمواطن القصور أو الخلل أيا كان حجمه ومهما كان ضرره.. تلك هي المواطنة الصالحة الصادقة وذلك هو الإيمان العميق بمبادئ الوطنية وإدراك مفاهيمها وتفاصيلها بشكل دقيق وعميق أيضا.. أما أولئك "المجتهدون" الذين يتلمسون مواطن الضعف ونقاط القصور عندما تشتد الأزمات فهم أبعد ما يكونون عن الوطنية وحب الوطن وهم من يسبب الضرر للوطن في رخائه وشدته.. والناصحون المخلصون هم من يوصل رأيه أو مقترحه أو فكرته للمعني بها دون ضوضاء أو إثاره أو تهييج بل بشكل مباشر وعلى مستوى كبير من "السرية".. فذلك هو ما يحقق النفع والفائدة ويجلب المصلحة ويساهم بالفعل في معالجة أوجه القصور وتبيان الحقيقة أيضا.. نعم فالبعض منا نحن أبناء هذا الوطن ومن خلال محبتنا لوطننا حكومة وشعبا ولما نحظى به بحمد الله من حريات في الرأي والتعبير قد يخونه حسن التدبير فيشغل نفسه بالنقد "والنقد الجائر" أحيانا، وعندما أقول الجائر فإنني أعني النقد دون التثبت بالأدلة الواضحة ودون تقصي الحقيقة وما يرتبط بها وهو سلوك في اعتقادي يحتاج إلى كثير من التغيير ذلك أن التروي والتثبت أولا عند الرغبة في إثارة موضوع معين يعتبر أحد أهم أركان الحوار والنقاش كما أنّه يمثل أيضاً التزاما دينيا حيث تؤكد تعاليم ديننا الحنيف على التثبت والتروي قبل إطلاق "التهم" أو النقد أو الملاحظة.. كما أننا مع هذه الظروف التي عصفت ولا تزال تعصف بالجيران مطالبون أيضا بالتوجه نحو الأولويات الوطنية والتي يقف في مقدمتها بكثير من الأهمية الحفاظ على وطنية المجتمع بكافة فئاته والحرص الشديد على بث فضيلة التماسك الوطني والوقوف بحزم أمام أي ضرر قد يصيب الوطن أو المواطن لا سمح الله ولعل استقراء التاريخ والظروف من حولنا توضح بما لا مجال للشك فيه أطماع من حولنا بنا وبجيراننا أيضاً. كما تشير بكثير من الوضوح إلى ما يسعى إليه أولئك من تقويض لهذه التنمية الوطنية التي ننعم بها وهذا الخير العميم الذي نتمتع به ولله الحمد، فلعلنا نزيد حرصا على حدودنا الوطنية والخارجية ولعلنا نضبط حماسنا وحرصنا واجتهادنا لتحقيق ما يخدم الوطن ويزيد من قوته وعزه، فعزه عز لنا وقوته قوة لنا .. ودمتم.