جدد الدكتور عبدالله عسيري، وكيل وزارة الصحة المساعد للصحة الوقائية، والمشرف على منصة مكافحة العدوى في مركز القيادة والتحكم، التأكيد على كافة المواطنين والمقيمين بأخذ الحيطة والحذر عند مخالطة الإبل، خاصة من لديهم أمراض مزمنة، مثل أمراض الكلى، وأمراض نقص المناعة، موضحًا أن تلك الأمراض تضعهم في خطر شديد بتعرضهم للإصابة بمضاعفات فيروس (كورونا) المسبب لمتلازمة الشرق الأوسط التنفسية، لافتًا إلى أن ما ذكره سابقًا بأن نحو 90% من عينات الدم التي سحبت من الإبل تحوي أجسامًا مضادة لفيروس (كورونا) جاء بناءً على دراسات أجريت على الإبل على مستوى المملكة، وهناك أيضًا دراسات أخرى أجريت في دول الخليج ومصر. وأبان الدكتور عسيري أن هذه النسبة الكبيرة تشير إلى إصابة الإبل بالفيروس في مرحلة من مراحل حياتها، ولا يعني بالضرورة أنها جميعًا قادرة على نقل العدوى حاليًا، حيث إن نقل العدوى يعتمد على وجود الفيروس فعليًّا وليس الأجسام المضادة في أنف وإفرازات الإبل المصابة. وتصل نسبة وجود الفيروس المعدي – حسب دراسات أجرتها مؤخرًا كل من وزارتي الصحة والزراعة – إلى 8%، ولكن المشكلة الأساسية تكمن في عدم إمكانية التفريق بين الإبل الحاملة للفيروس من غيرها؛ بسبب عدم وجود أعراض واضحة على الإبل المصابة، مشيرًا إلى أن الإبل الصغيرة قد تكون في بداية عمرها محمية بالمضادات التي اكتسبتها من أمهاتها, ولكن مع الوقت تفقد المضادات، ولا تكون لديها مناعة، وبالتالي تكون أكثر عرضة للعدوى وتكاثر الفيروسات. وأضاف أن موسم الإصابة بالفيروس هذا العام قد بدأ قبل موعده المتوقع خلال شهري مارس وإبريل؛ حيث استعدت وزارة الصحة لذلك بتكثيف الحملات التوعوية للمجتمع، بالإضافة إلى تجهيز المنشآت الصحية للتعامل مع حالات الاشتباه، وتوعية العاملين الصحيين بفرز المرضى في الطوارئ والعيادات، واستخدام أدوات الحماية الشخصية، مبينًا أن التزام العاملين الصحيين بإجراءات مكافحة العدوى مهم جدًّا لمنع انتشار المرض في المنشآت الصحية, لذلك قامت الوزارة بحملة تدريبية شملت أكثر من 40 ألف ممارس صحي، وشكلت فرق مراقبة ميدانية في المناطق لزيارة المستشفيات الحكومية والخاصة، والتأكد من مدى تطبيق الاشتراطات الصحية. كما دعا الجميع إلى تخفيف الضغط على أقسام الطوارئ في المستشفيات؛ حيث إن نسبة كبيرة من زيارات الطوارئ هي بسبب أعراض يمكن التعامل معها في المنازل أو في مراكز الرعاية الصحية الأولية، موضحًا أن التزاحم، خاصة في أقسام الطوارئ سبب مهم لانتقال العدوى بين المرضى، ومن المرضى إلى الممارسين الصحيين. مبالغات إعلامية: إلى ذلك طالب مواطنون وزارة الصحة بعدم المبالغة في التعامل مع حالات كورونا كما طالبوا وسائل الإعلام وخاصة الصحف الورقية بالمصداقية في نقل المعلومات والتركيز على الجوانب التوعوية مشيرين إلى أن برامج التوعية التي تنفذها وزارة الصحة حالياً جيدة جداً وساهمت رسائلها في وضوح الصورة كاملة عن مسببات مرض كورونا وكيفية التعامل مع الأعراض والحالات المصابة. الأبل بريئة: ولفت المواطن سعد المالكي إلى أن الإبل من وجهة نظره بريئة من مرض كورونا حيث يملك عمه عددا من الإبل منذ فترة زمنية طويلة ويشرب حليب النوق باستمرار كما يأكل لحومها ولم يحدث له شيء والحمد لله كما أن العمالة التي ترعى شؤون الإبل لم تصب بالمرض على الاطلاق. واستطرد المالكي بقوله:” قد تكون بعض الإبل المصابة ناقلة للمرض ولكن ليس كل الإبل فهو يتعامل مع لحومها وألبانها ولم يسمع سوى من خلال وسائل الإعلام عن علاقة الإبل بكورونا. ابتعدوا عن فضلاتها: من جانبه حذر المواطن حامد الحربي من احتمالية نقل العدوى عن طريق فضلات الإبل والافرازات الناتجة عن انفها . وقال الحربي:” لست متأكداً من هذه المعلومات ولكن بعض الاطباء والمختصين اشاروا في حديثهم لعلاقة بعض الإبل بنقل العدوى للإنسان على الرغم من عدم ثبوت حالات معينة لاشخاص معروفين” لافتاً إلى أن كثيراً من اقاربه يشربون حليب الإبل بشكل يومي ولم يحدث لهم شيء بحمد الله وتوفيقه. زحام الطوارئ خطر: أما صالح الزهراني فلفت إلى أمر آخر حيث أكد أن معظم المصابين بمرض كورونا حدثت لهم الإصابة من خلال أقسام الطوارئ بالمستشفيات الكبرى والصغرى حيث إن المصاب الحامل للفيروس ينقل العدوى لغيره بسرعة من خلال هذه الأقسام المزدحمة بالمراجعين والمرضى. ودعا الزهراني مراجعي أقسام الطوارئ لأخذ الحيطة والحذر وتطبيق تعليمات وزارة الصحة وتجنب دخول هذه الأقسام دون ضرورة لذلك.