×
محافظة المنطقة الشرقية

العريج إلى الثانية عشرة

صورة الخبر

كنت أحسبها مجرد محاولة جميلة قريبة من الخيال بعيدة عن الواقع حتى أكدت الخبر صحيفة نيويورك تايمز (النسخة الدولية) في عدد 5 أغسطس. إنه الباص الضخم المرتفع عن سطح الأرض بما يسمح بمرور المركبات من تحته دون حاجة إلى توقفها! خيال علمي يكاد يتحول إلى حقيقة ربما خلال سنوات قليلة. إنها مركبة واسعة تحمل 1200 راكب في وقت واحد. صحيح أن هناك كثيراً من الأسئلة الحائرة التي تمثل عوائق حاضرة. لكن تلكم هي مهمة العلم الحديث والبحث المستفيد ومن أمثلة الأسئلة الصعبة الحاضرة. •كيف يمكن للشاحنات المرتفعة السير أسفل هذا الباص المنخفض في علوه حسب التصميم الحالي؟ • كيف ستُدار عمليات تحميل الركاب وتنزيلهم؟ وللعلم فالآلية المقترحة حالياً هي جزء من الخيال العلمي أيضاً، ولا بد من ترجمتها إلى واقع يمكن تطبيقه؟ • كيف يمكن التحكم في دوران هذه المركبة الضخمة إلى اليمين أو اليسار؟ وهي تجري على عجلات خاصة بعرض الطريق؟ • كيف يمكن لها تجاوز الجسور والأنفاق التي تعترض طريقها؟ وفي تصميمها الحالي يستحيل معالجة هذه الإشكالية دون تعديلات جوهرية في تصميمها أو في الطرقات التي ستمر بها! الدرس الأهم في هذا المشروع شبه الخيالي حالياً هو حجم التقليص الوارد في الاعتماد على النفط الأجنبي، وهو مجهود جبار يُضاف إلى المجهودات الأخرى المبذولة في ميدان ترشيد استهلاك الطاقة، ومنها بالطبع تقنيات استخدامات الطاقة الشمسية وطاقة الرياح وتشجيع تصنيع السيارات الكهربائية والسيارات الهجين وتشييد المباني الخضراء الصديقة للبيئة والمستهلكة لوقود أقل في التكييف والتشغيل. كل ذلك جدير بإثارة أسئلة مهمة جداً عن مستقبل الدول المعتمدة على النفط مصدراً أساسياً أو وحيداً لدخلها. هناك حاجة لنشاط مستمر في بحوث المستقبل الذي تتوقعه هذه الدول، ومنها بلادنا الغالية.. ليس صعباً الاعتماد على نماذج رياضية ودراسات اكتوارية تحلل كل السيناريوهات المحتملة والتوجهات المتوقعة خاصة أن هناك عشرات بل مئات العوامل التي ستؤثر في المستقبل. صحيح أنه في علم الله وحده، لكن الحكمة تقتضي الاستعداد لكل فرضية ممكنة أو حدث محتمل. salem_sahab@hotmail.com