لا يشابه المجتمع الخليجي أي مجتمع آخر في استهلاكه للأواني المنزلية التي يزداد الطلب عليها في مناسبات الأعياد ودخول رمضان بالإضافة الى تجهيزات الزواج والحفلات الخاصة وقدر مختصون في تجارة الاواني المنزلية حجم مبيعات سوق الأواني بالمملكة بأكثر من 4 مليارات ريال سعودي، ولا غضاضة في الرقم اذا علمنا أن استقبال المناسبات بالاواني الجديدة يمكن أن يصنف ضمن العادات والتقاليد التي يكاد لا يحيد عنها بيت في السعودية فضلا عن دول الخليج العربي كلها. وقد فطنت الى هذه العادة الدول المصنعة للاواني المنزلية فتفننت في ابداع وتصنيع كل ما هو جميل وغريب ومثير في عالم الاواني وسرعان ما وجدوا لأنفسهم سوقا كبيرا بين العائلات هنا مستفيدين من الانتشار الواسع لوسائل التواصل الاجتماعي بين مستخدمي النت بالمملكة. ولم يعد غريبا ان تجد صفحات وصفحات في موقع تبادل الصور "الانستغرام" تعتمد اساسا على التفنن في ترتيب موائد الاعياد والمناسبات بشكل يستحث المتابعين على الدخول في سباق الابهار، الامر الذي يقود في النهاية الى مزيد من الاقبال على محلات بيع الاواني وخاصة التي تشكل في بضاعتها وتستجيب للأذواق المتطورة في مجال تنسيق الحلويات والأطعمة الاحتفالية لكل المناسبات. وبمناسبة عيد الفطر المبارك فقد اصبحت محلات بيع الاواني المنزلية تنافس محلات بيع الملابس ومحلات بيع الحلويات في الزحام والاقبال، وامام اسواق الاواني المنزلية تراصت السيارات صفوفا متواصلة في انتظار عودة ربة البيت حاملة لكنزها من الاواني. وللشابات تقاليعهن الخاصة في هذا المجال إذ اوحت لهن اشكال الاواني الجديدة المبهرة بافكار خاصة سرعان ما انتشرت في اوساطهن تعتمد على اقامة حفلات خاصة ذات سمة معينة من مثل جلسة مغربية – جلسة افريقية – جلسة تراثية – جلسة ملونة – جلسة مصرية، وفي كل جلسة من هذه الجلسات تقوم الفتيات وبالأحرى اولياء امورهن بشراء اوانٍ تليق بالمناسبة وتنطبق عليها واصبح من الرائج ان تقدم محلات الاواني المنزلية مستلزمات الجلسات بكافة تفاصيلها والجميع رابح. من الافكار الجديدة التي اخذت في الانتشار مؤخرا وبدأت تدخل في تفاصيل هذه العادة قيام محلات الحلويات بالتسويق لتنظيم أركان خاصة صبيحة يوم العيد في المنازل وهي خدمة مستحدثة لكنها تلقى اقبالا كبيرا بحيث توكل الاسرة امر بوفيه العيد لمحل شهير بعينه يقوم بتصميمه وتنفيذه وفق الميزانية التي تخصصها الاسرة لهذا البوفيه والتي عادة تبدأ فوق الألفي ريالا ولا تتوقف عند حاجز الخمسة عشر ألفا وكل حسب امكانياته.. وقد اصبح من المألوف في وقتنا الراهن أن تشتري الفتاة طبق تقديم بشكل معين غريب وجديد ثم تذهب به الى محل الحلويات ليملؤه لها بأصنافه الراقية فتتميز بطبقها عن جميع الاطباق وتكون ضامنة لعدم تكرار طبقها في أي بقعة بالعالم. الهوس بالأواني المنزلية وضع البيوت في مأزق كبير تشهد به فيما بعد اسواق الحراج والأثاث المستعمل حين تجد بعد حين الأواني التي انفقت على شرائها الاسر مئات وأحيانا آلاف الريالات ملقاة بلا اهتمام وبلا سعر بين الاثاث المنزلي يمكن ان يحصل عليها المشتري مجانا، كما ان زينات وتقاليع اطباق التقديم غالبا تكون مصنعة من مواد ملحقة بالطبق بمعنى ان سقوط حبة او قطعة منها يفسد شكلها العام ويعجل بالاستغناء عنها وهو الامر الذي يصب غالبا في صالح العاملات المنزليات اللواتي يعدن لبلادهن بكمية لابأس بها من الاواني المنزلية الجديدة التي حصلن عليها من ربة منزل تريد ان تتخلص من زحام خزائنها بالاواني التي لم يكد يمر على شرائها عام لكي تعيد ملأها مجددا بأوانٍ مناسبة جديدة سرعان ما تقترب وترفع باقترابها حافز التسابق وحمى الشراء.